وفاء أحمد التلاوى تكتب: طريق الهداية والسعادة

السبت، 17 مارس 2012 12:20 ص
وفاء أحمد التلاوى تكتب: طريق الهداية والسعادة مسجد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما يريد الله خيرًا بأحد من عباده العاصين يوجهه الوجهة السليمة والصحيحة ويضع النور الإلهى فى قلبه لكى يحميه من ظلام الدنيا متمثلا فى ظلم الناس لبعضهم البعض، ممن لم يعد فى قلوبهم رحمة ولا إيمان ولا تقوى ويصدون عن سبيل الله، ويعترضون طريق الهداية والخير لبعضهم البعض، ولكن الله يهدى ويقرب منه من يشاء ويعرفهم الطريق إليه وكيف يصلون لمحبته الخالصة وحب رسول الله، متخذين رسول الله قدوة لهم فى جميع أعمالهم بعد توبتهم، وقد يكون ذلك بدون قصد من هذا العبد الذى أراد به الله الخير والصلاح والفلاح فيجعله يقصد بابا لا يعرفه وبدون قصد منه يكون هو طريق النجاة من النار وعذاب النار.

والأمثلة على ذلك كثيرة، فمنها مثلا قد تجد نفسك تسير فى طريق لا تعرفه وتقابل شخصًا ما لم تكن تقصده وتسمع منه حديثا يدلك على طريق الله وترجع من هذا الطريق شخصًا آخر محبًا لله والرسول وتريد أن تطهر نفسك من المعصية والذنوب التى ارتكبتها لتحصل على رضا الله ومحبته، وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة والحوادث الكبيرة التى تغير من الفرد وتجعله شخصا آخر عما سبق، أو يموت شخص عزيز عليك لا قدر الله، أوصديق لك من نفس سنك فتشعر بأن الموت قريب منك، وقد تكون أنت، ولم تفعل بعد شيئا يدخلك الله به الجنة، أو تفقد أخًا لك أو قريبًا لك غاليا عندك فتتغير حياتك كلها بعدها وتتوب إلى الله وترجع إليه وتبتعد عن كل المعاصى التى تغضبه حتى تفوز برضا الله، وقد يكون هذا التغيير أيضًا بدون سبب واضح معروف، غير أن الله أراد لك الخير لشىء فعلته أو خير قمت به وساعدت فيه مثلا أرملة أو يتيما أو مسكينا وقفت بجانبه وساندته، أو شيخا كبيرا أعنته على قضاء مصلحة له وقد يكون دعوة والديك لك بالهداية والصلاح والفلاح تقبلها الله فأراد الله لك الخير وأن تكون من عباده الصالحين فتتوب وترجع إليه وتكون من عباده المحبين والمخلصين له.

وهناك بعض الناس وقد يكونون من أهل الدين والعلم ولكنهم لا يتقبلون توبة العاصى أو المذنب والمخطئ، ويعترضون طريقه ويستغربون وجوده بالجامع ويقولون له كيف تصلى فى الجامع وأنت تشرب الخمر وتتناول المخدرات والمسكرات ويحرجونه أمام المصلين حتى اضطر من الخروج من الجامع وعدم المثول أمام الله بالصلاة، فقد أنكروا عليه توبته، وسوف يحاسبهم الله على ذلك ويعاقبهم عليه، فاحذروا غضب الله ولا تصدوا عن سبيل الله وتعترضوا طريق التوبة والهداية، فإن الله يتقبل توبة عبده المذنب فهو خالقه، وهو أعلم به وهو الغفور الرحيم يغفر الذنوب جميعًا.. قال الله تعالى: (قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم) سورة الزمر آية 53.

فباب التوبة مفتوح لكل مذنب وعاص فلا يتردد أحد فى التوبة الخالصة لله ولنتوب جميعًا من الذنوب التى نرتكبها جميعا كل يوم، وندعو الله أن يتقبل توبتنا جميعًا، وليساعد بعضنا البعض على التوبة وأن نعرف جميعًا أن طريق التوبة ليس سهلا كطريق الشر فطريق الشر يزينه لك الشيطان ويضع لك الورود والرياحين كى تتبع خطاه قال تعالى) :ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) صدق الله العظيم سورة البقرة آية 208، ويسهل لك الشيطان المعصية ويغريك بها ويقربها منك لتسير فيها ولا تتبع طريق الخير فهو يعسره لك ويصعبه عليك ويشقيك به كى لا تسير فيه، وعليك أنت أن تختار طريق الخير أم طريق الشر، وأن تكون من أهل الجنة أم من أهل النار، وكل منا يختار طريقه ويتحمل مسئولية قراره.

وإنى أطلب من كل فرد أن يساعد نفسه وغيره فى الوصول إلى طريق الله والعمل للوصول إليه فهو طريق النجاة من النار وعذابها(إن عذابها كان غراما) سورة الفرقان آية 65، وهذا هو دور رجال الدين من الأزهر الشريف والدعاة جميعا فى كل مكان ممن يُعلمون الناس دينهم ويُحبونهم فى طريق الخير وينهونهم عن فعل الشر وارتكاب المعاصى والآثام ويحذرونهم من طريق الشر وعاقبته.. وكيفية الوصول للجنة ونعيمها والتنعم بما فيها من نعيم، قال تعالى: "وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِى رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" [البقرة 25].

وادع إلى سبيل ربك بالموعظة الحسنة، وهدانا وإياكم لطريق الهداية والنور.






مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير احمد مشيمش

قلْ يا عبادي الذين أسْرفُوا على أنفسهمْ لا تقْنطوا من رحمة الله

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر الصيدلي

مقالة رائعة

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء أحمد التلاوي

شكر وتقدير .

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء أحمد التلاوي

إلي أ / والكاتبة / سحر الصيدلي

عدد الردود 0

بواسطة:

roma roma

واذا سألك عبادى عنى فأنى قريب..

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmad hmmad

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

ضياء السيد

بجد الله يبارك فى صحتك ونستفيد منك اكتر

انا بجد بتعلم منك

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed elbostany

باب التوبه مفتوح

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء أحمد التلاوي

كلمات رائعة .

عدد الردود 0

بواسطة:

ميرودودو

شكر وتقدير .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة