مسئول فلسطينى يدعو إلى بحث حل الدولة الواحدة بدل الدولتين

السبت، 17 مارس 2012 01:19 م
مسئول فلسطينى يدعو إلى بحث حل الدولة الواحدة بدل الدولتين الرئيس الفلسطينى محمود عباس
رام الله (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعا مسئول فلسطينى بارز، لعب دورا كبيرا فى المفاوضات، مع إسرائيل، اليوم السبت، إلى إعادة التفكير فى طرح حل الدولة الواحدة للفلسطينيين والإسرائيليين، بدلا من حل الدولتين بعد 21 سنة من انطلاق عملية السلام فى مدريد.

وقال أحمد قريع (أبو علاء) عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "قد يكون حل الدولة الواحدة، رغم كل ما يستبطنه من مسائل خلافية، وإشكاليات، لا حصر لها واحدا من الحلول التى يحسن بنا إثراؤه فى إطار حوار داخلى رصين وعرضه من ثم تحت ضوء النهار على رأى عام فلسطينى مترع بالإحباط قبل وضعه على المائدة كخيار ورميه على إسرائيل كجمرة من نار".

وأضاف فى مقال مطول نشره على صدر صحيفة القدس المحلية واسعة الانتشار فى عددها الصادر اليوم "بعد مرور نحو ربع قرن على قرار المجلس الوطنى الفلسطينى عام 1988، فى الجزائر بالإعلان عن خيار الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، على خط الرابع من يونيو 1967، وعودة اللاجئين، وبعد 21 عاما على مدريد، و19 على أوسلو وبعد انقضاء عشر سنوات على أول اعتماد دولى لمصطلح دولتين لشعبين، فلقد فقد هذا المشروع الذى لم ير النور بتاتا قوة اندفاعه الأولى وذوى تدريجيا".

ولكن الرئيس الفلسطينى محمود عباس أعلن فى أكثر من مناسبة أنه ضد فكرة الدولة الواحدة إضافة إلى رفضه إلى فكرة الدولة، ذات الحدود المؤقتة وقال إنه يسعى إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة فى الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية عبر المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى "كخيار أول وثان وثالث".

ويوضح أبو علاء فى مقاله أن "الممارسات الإسرائيلية التى عملت على نحو منهجى منظم دون نقل مشروع حل الدولتين من الحيز النظرى المجرد إلى أرض الواقع العملى، سواء أكان ذلك فى عهد شارون، أو فى عهد خلفه إيهود أولمرت أو فى أيام بنيامين نتنياهو (رؤساء وزراء الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة)".

ويضيف "فقد ظل حل الدولتين متداولا، فى السوق السياسى، قبل أن تعمل الجرافات الإسرائيلية التى كانت تسابق الوقت لدفن هذا المشروع فى تراب مشاريع الاستيطان الهائلة، داخل مدينة القدس وفى محيطها الواسع وتقضى عليه الحفريات المتواصلة، تحت أساسات المسجد الأقصى... وغير ذلك من الانتهاكات والمظاهر والشواهد الدالة بصورة لا تخطئها العين، على تحلل إسرائيل تماما من مشروع حل الدولتين دون أن تعلن ذلك بالفم الملآن".

ويصف قريع "حل الدولتين فى المحصلة الأخيرة وبعد كل هذه السلسلة الرهيبة من الانتهاكات الإسرائيلية أقرب ما يكون إلى حرث فى البحر، إن لم أقل ملهاة سياسية طويلة." ويضيف "تمكنت إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من قطع رأسه (حل الدولتين) فى القدس، قبل أن تشرع فى تمزيق أوصاله فى الضفة الغربية، وفى إبقاء الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة".

ويتهم قريع فى مقاله الغرب بالتراجع عن وعوده للفلسطينيين قائلا إن مرارة "أخذت تعقد حلوق الفلسطينيين، إثر انكشاف مدى تآكل مشروع حل الدولتين، واتضاح ضآلة الخيارات المتاحة بعد التراجع الأمريكى المشين، عن الوعود والتعهدات المعلنة وزيادة الفتور الأوروبى، واشتداد حالة الانشغال العربى عن القضية الفلسطينية.

"نقول إزاء ذلك كله بدأت بعض القوى والشخصيات الفلسطينية تتحدث عن هذه الحقيقة المريرة 'فشل مشروع حل الدولتين' بصورة أكثر جدية، بين أوساط رأى عام بدا أنه كان أعمق إدراكا من نخبته السياسية، لمآلات كل هذه التحولات الجارية داخل إسرائيل، وفى المشهدين: الإقليمى والدولى" ويرى قريع أن فشل حل الدولتين يقود إلى "إعادة طرح خيار الدولة الديمقراطية الواحدة لكل مواطنيها، وهو الخيار الذى كان رائجا لعدة عقود ماضية قبل أن يجبه حل الدولتين".

ويختلف قريع المفاوض السياسى على مدى عقدين من الزمن مع كثير من المحللين، الذين يرون أن التحولات التى تشهدها بعض دول العالم العربى ستكون فى صالح القضية الفلسطينية ويقول "المشهد الإقليمى بمتغيراته غير المواتية فى المدى المنظور لا يبشر بحدوث تحولات وازنة لصالحنا، الأمر الذى يوجب علينا القيام بإعادة تقويم شاملة وإجراء المراجعات النقدية المعمقة بما فى ذلك نقد خيار حل الدولتين ذاته".

ويرى أن الانقسام الفلسطينى، المتمثل بوجود حكومتين واحدة فى رام الله، وأخرى فى غزة "زاد من بؤس المشهد القائم بؤسا مضاعفا اشتداد مظاهر الانقسام الداخلى العميق فى الساحة الفلسطينية، حيث فشلت كل المساعى المبذولة وكل الإعلانات المتلفزة فى تحقيق المصالحة الوطنية".

وقال عباس أمس الجمعة، فى تصريحات صحفية "هناك عقبات صغيرة لا أريد أن أدخل فى تفاصيلها، ولكن آمل أن تزال هذه العقبات لتشكل حكومة التكنوقراط المستقلة والمؤقتة لعدة أشهر لتجرى الانتخابات".

ويخلص قريع "وهكذا نجد أنفسنا اليوم بعد مرور كل هذا الوقت وقد وقعنا فى حبائل سيناريو عقيم تطرح علينا مطالب تعجيزية.. نواجه انسدادات مضاعفة وتنخفض فيه التوقعات إلى أدنى حدودها الدنيا، إزاء إمكانية الحل العادل والشامل

واتهم عباس إسرائيل بأنها تعطل المفاوضات وقال للصحفيين بعد لقائه وفدا برلمانيا أردنيا فى مكتبه فى رام الله، مساء الجمعة: "الإسرائيليون أوقفوا كل المفاوضات بسبب أنهم لم يقدموا أى شيء ملموس لنتفاوض عليه ونحن نريد أن يوافقوا على الشرعية الدولية، ونريد أن يوقفوا الاستيطان وعند ذلك مستعدون أن نجلس معهم "وأضاف "ولكن حتى الآن لم يوافقوا على الشرعية الدولية، ووقف الاستيطان وبالتالى هم الذين يعطلون المفاوضات".

ويريد الفلسطينيون من الحكومة الإسرائيلية الإجابة على أسئلة سيتم طرحها عبر رسالة مكتوبة سيتم توجيهها لها قبل التوجه إلى خيارات أخرى منها الذهاب إلى الأمم المتحدة دون الإعلان عن موعد محدد لإرسالها رغم إعلان الرئيس الفلسطينى، قبل ما يقارب الشهر أنه سيتم إرسالها فى غضون أسبوع.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة