اعتاد أحد أصدقائى أن يطلق تعبير "هيصة دوت كوم" كلما رأى أناسا يفتون دون علم فى أمر جلل، ولا أعلم لماذا اعترانى شعور غريب بلسان حالى يصرخ بنفس التعبير حينما رأيت بعض النماذج من متقدمى الترشح لمنصب رئيس الجمهورية!
ومع العلم أنى لست من هؤلاء الذين يحكمون بالمظاهر، إلا أن المظاهر هذه المرة كانت أكثر من مستفزة، فهذا شخص قد أطلق العنان لشعره فتركه دون تهذيب وقد خضبه بالحناء، وانتعل حذاء مقطوعا وبنطالا ممزقا وحينما ظننته أحد المتهمين فى إحدى القضايا، هالنى روع ما اكتشفته حينما أعلنت "الست المذيعة" أنه مرشح لمنصب الرئيس فتساءلت: إذا ما كان هذا هو حال الرئيس فما بالك بالمرؤوسين؟! وإذا كان المرؤوس هو العزيزة مصر ذات القدر والجاه والتاريخ، ألا تستحق من هم أفضل من هؤلاء أم أنها أعراض "الهيصة" التى عشق "الفيسبوكيون" مزاولتها منذ اندلاع ثورة يناير تحت اسم الحرية؟!
إن مصر تستحق من هو الأجدر والأعلم والأرجح عقلا ليسوسها فى تلك الفترة العصيبة ولا أنتقص من قدر أحد هنا، ولكن من حقى كمصرية أن أحلم بالأفضل لبلادى؛ لا أن أشاهد نماذج كرتونية لرؤساء تدفعنى رؤيتهم دفعا لتأجير "سيارة أجرة" والذهاب إلى المركز الطبى العالمى لأترجى "المخلوع" و "أقع فى عرضه" أن يقبل بحكمنا ثانية أو أن يمن علينا بطلعة "جمال" البهية عوضا عن هؤلاء، على الأقل "الجدع بيتكلم انجليزى" فإذا ما قُبل، نعيد تمثيل الحكاية وكأننا نعيش أحداث فيلم "1000 مبروك" ونصطبح كل يوم بتلك السيدة التى كانت تأتى البطل بعد كل مشهد مزغردة وقائلة 1000 مبروك لتعلن بداية يوم جديد –قديم- ممل- ومكرر لنفسه والذى ينتهى بموت البطل ! إذن هيا بنا نكرر الأحداث ونأتى بمبارك وفى 25 يناير 2041 نقوم بثورة جديدة "مظبوطة" تلك المرة ولنخرج يوم 11 فبراير 2041 مزغردين "لولولى" فرحا بالانتصار والخلع وهكذا دواليك حتى يموت المخلوع أو نستشهد جميعا فى سبيل حلم لم ولن يكتمل!
وبعدُ، ألم يأن لهذه التمثيلية الهزلية أن تنتهى؟ ألم يحن الوقت لنستفيق وننحى مصالحنا الشخصية من أجل هذا الوطن؟ وطن يئن ونحن نمزح، وطن ينخر فيه المرض ونحن نسخر من مرضه، وطن يضيع وأعلم أن اليوم الذى سنبكيه فيه آت ولن ينفع فيه الندم.
وطن عجز عن الصراخ يوم اغتيلت أحلامه وأجهضت ثورته، وطن يسكننا فقط حين يملك إيجار غرفة من غرف القلب، فإذا ما عجز عن سداد "الأجرة" نطرده فى الشارع!
أى حب هذا أيها المصريون؟ أى حب هذا الذى تطرحه مواسم وتفنيه مواسم؟ لماذا لا نحب مصر طول العام وليس فى ربيعها فقط؟ لماذا تسخرون منها فى وقت تحتاج فيه إليكم؟
أفيقوا بالله عليكم قبل أن يموت مريضنا ولا نجد جريدة ننعيه فيها!
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد محمود
الوطن باقى
عدد الردود 0
بواسطة:
EL Bahz bek
و انا كمان