لا أجد مانعًا فى تقمص دور مضبطة البرلمان فأقدم على تفريغ مضابط الجلسات ليطلع عليها من يشاء دون حذف أى جزء من المضبطة..
وللوهلة الأولى لافتتاح جلسات المجلس قد استرعى انتباهى تغير مشهد النواب تحت قبة البرلمان، وقد غلب عليهم الطابع الدينى، مما دفعنى لأردد فى اطمئنان:
((ده تحت القبة شيخ))، ولم أكن وحيدا فى تصورى فعندما صعد الجنزورى المنصة قال والتفاؤل يملأ قلبه أرى اليوم وجوهًا غير الوجوه!!
إذًا فالبداية جيدة لكن حان الوقت لتبديل الأدوار.. فأمس كان يشاهد النواب طوابير الناخبين أمام اللجان واليوم يتابع الناخب نائبه داخل البرلمان..
وهنا مربط الفرس.. فإدراك النواب أن هناك متابعة لأدائهم من خلال الفضائيات جعلت الغالبية منهم قد تحولت من ممثلى الشعب لممثلين على الشعب، فعندما تشارك الحكومة داخل البرلمان تجد النائب عندما تحين فرصته للنقاش يقف بعد أن يشد قامته فى اعتداد ويبدأ فى توجيه خطاب حاد اللهجة وفيه شىء من الاستفزاز للوزير ولا مانع أن يستجيب الوزير فتنفلت أعصابه ويقوم برد الإساءة، فتحدث المشاجرات الكلامية بين النواب والحكومة وتلتهب الجلسة ويصل النواب لأوج حماسهم لرد اعتبارات شخصية!
ولم يكتف المجلس بهذه المشاغبات فعلى غرار ذلك يوجد نوعان من المشاجرات التى تحدث باستمرار:
الأول: بين النواب وبعضهم البعض ويكون نتيجة الاعتراض على قول أو فعل أو تصريح سواء كان داخل المجلس أو خارجه، فيختلفون فى الرأى وتنشب بينهم المشادات الكلامية وسرعان ما ينضم لكلا الطرفين مؤيدين فينقسم المجلس وننتظر نحن حتى يتفق المجلس على قرار ونلهى عن قضايانا الأساسية من تعليم وصحة وبطالة!!
أنا لا أختلف مع من يطرح فكرة أن الاختلاف فى وجهات النظر ظاهرة صحية للمجلس لكن هالنى أسلوب الحوار وأفزعنى!!
والثانى: المشاغبات بين النواب ورئيس المجلس.. فعندما يسمح رئيس المجلس للنائب بالحديث، يطيل النائب ويرغب فى أن يأخذ فرصته فيقطع عليه رئيس المجلس صوت المايك قبل أن يكمل فكرته، ويطلب منه رئيس المجلس أن يجلس فيعند النائب ويستطرد كلامه فى عصبية وإصرار، ويتكرر هذا الموقف مع باقى النواب وليسيطر الريس على زمام الأمور أخذ يكرر كلمات اعتادها مثل:
(اختصر.. لا تقاطعه.. اجلس.. لا تزايد.....)
وهكذا يتجدد جو المشاغبات داخل المجلس ليصبح أكثر خصوبة لاستقبال عدوى الفوضى، والتى أصبحت كفيرس ينتقل من الشعب إلى النخبة!!
وجدير بالذكر أن أشير إلى أول اختبار للبرلمان والمتمثل فى لجنة تقصى الحقائق فى تقريرها عن مذبحة بورسعيد، والذى طال انتظاره ثم خرج علينا مخيبا للآمال، رغم أنه فى ذات الوقت وبسرعة يشاد بها ظهرت حملات لإنعاش الاقتصاد المصرى كحملة شغلنى شكرا وحملة اشترى المصرى، وأيضًا إغاثات لقرى معدومة مثل حاجر الدهسة وغيرها من قرى الصعيد، وذلك عن طريق أشخاص وطنيين وبمساندة الشعب لهم دون مشاركة البرلمان! فأين الغيرة؟!
وهل اختلاف البرلمان قبل الثورة عن بعد الثورة يكون فى اختفاء ظاهرة قزقزة اللب داخل البرلمان لتصبح تناول بونبون من ماركة هولز؟
مجلسنا الموقر.. حتى الآن أنت برلمان ما بعد الثورة ولتنال لقب برلمان الثورة فلابد أن تكون قراراتك ثورية بمعنى أن تكون سريعة وحاسمة وعادلة.
مجلس الشعب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة