وائل السمرى

قانون لمنع الاتجار بالقيم

الجمعة، 16 مارس 2012 07:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالعنا السيد المستشار عبدالمعز إبراهيم مايسترو فضيحة تهريب المتهمين الأمريكان فى قضية التمويل الأجنبى يوم أمس بتصريح وجهه إلى وسائل الإعلام التى تهاجمه قائلاً: اتقوا الله فى مصر، إذ يعتبر سيادة المستشار نفسه «مصر» ومن لا يتقى الله فيه «بالطرمخة» على ما حدث، يصبح بقدرة قادر لا يتقى الله فى «مصر» والغرض البادى والخفى من هذا التصريح هو إرهاب مهاجميه، فلا يكتفى سيادته بالتنصل من مسؤوليته عن هذه الفضيحة، وإنما يصف من يطالبون بمحاسبته بأنهم غير وطنيين ولا يخافون على «مصر» فى استمرار مفضوح لسياسة المخلوع فى التفزيع والإرهاب والاتجار بأسمى المقدسات من أجل أبخس الأغراض.
لا يهمنى هنا هذا التصريح ولا جديته ولا أثره، بقدر ما تهمنى الإشارة إلى ظاهرة الاتجار بالقيم والمقدسات واتخاذها دروعا فى المعارك الفكرية والسياسية، وهى الحيلة التى استغلها المخلوع أسوأ استغلال، فكان يعتبر أى هجوم عليه هو هجوم على مصر، وأى انتقاد له انتقاد لمصر، وأى إشارة إليه بسوء هى إساءة لمصر، وهو الأمر نفسه الذى يتبعه جماعات الإسلام السياسى، فيعتبرون أنفسهم هم «الإسلام» ومهاجميهم خارجين عن ديننا الحنيف، قانطين من رحمة الله، الأمر نفسه يتبعه المجلس العسكرى وبفجاجة أكبر، إذ يعتبر نفسه هو «الجيش» وأى إساءة له هى إساءة للجيش، وأى اتهام له تخوين للجيش.
قس على الحالات السابقة عشرات الأمثلة، ملحن مصرى فاشل يتشاجر مع مطربة عربية كبيرة ويسبها فتسبه فيخرج ويقول إنها تسىء إلى مصر وملحنيها، مسؤول فاسد يدخل فى معركة خارجية ويخسرها فيدعى أنه خاض معركته باسم مصر وأن أعداءه يعادون مصر، قس مثير للجدل يستعدى عليه الناس وحينما يرده الناس إلى الصواب يدعى أنه يحارب باسم الصليب وأن مهاجميه يعادون المسيحية، نائب شعب كاذب أو شيخ متطرف يريد أن يرهب مهاجميه فيدعى أن مهاجميه يكيدون للإسلام كيداً، وهكذا نفرغ المعارك من محتواها ويتم التعتيم عليها خوفا من الإساءة إلى هذه القيم، والنتيجة أن تظل مشكلات المجتمع على حالها لا يقدر أحد على أن يمد يده ليستأصل ما به من خبائث، والنتيجة الأفدح هى أنه بمرور الوقت تفقد هذه القيم السامية معناها، ويحط من شأنها ويتم تبديد مصداقيتها، ليتوه المجتمع فى حالة من التخبط بين الغث والسمين، ويفتقد البوصلة الحقيقة والمعايير الواضحة فى الحكم على المواقف.
المطلوب تشريع قانون يحد من استخدام هذه القيم بهذا الشكل المعيب، فلا يحق لأحد أن يرهبنا بعد الآن بالتخفى وراء قيمنا التى نحترمها ونجلها مستعدين للموت فداءها، ولنا أن نتذكر آلاف المواقف التى ثبت فيها أن المتاجرين بالقيم هم أول المسيئين إليها، سيادة المستشار عبدالمعز مثلاً فعل هذا ومازال يفعل ولا يجد من يردعه ويمسك عليه لسانه، وكانت أول كلمة قالها البلكيمى حينما انكشف أمر كذبه هو ادعاؤه أن قائلى الحقيقة يشوهون الإسلام والسلفيين، وغيرهم عشرات وعشرات ممن يدعون الوطنية والتحدث باسم مصر وهم أبعد ما يكونون عن هذه المعانى الراقية، المطلوب قانون يجرم استخدام هذه القيم النبيلة كدروع يتخفى وراءها الكاذبون فتصيب قيمنا السهام بينما ينجون هم بأفعالهم المشينة.








مشاركة

التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

النموذج الغربي

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الحق

لك الله يامصر!

عدد الردود 0

بواسطة:

منير زخاري مهنى

إلى رقم (1)

عدد الردود 0

بواسطة:

جابر مرزوق

صدقت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة