سفير مصر بتركيا: مصر لها تراث دستورى متميز على مر العصور

أكد السفير المصرى لدى تركيا عبد الرحمن صلاح أن مصر لها تراث دستورى متميز يعود إلى دستور 1923، حيث تم الحفاظ خلال الأعوام الماضية على طبيعة النظام السياسى المصرى، من حيث كونه نظاما مدنيا وليس علمانيا كما فى تركيا.

وقال صلاح، فى تصريحات لصحيفة "جمهوريت" التركية اليوم الجمعة، إن العامل الدينى يحتل موقعا مهما فى الثقافة المصرية، سواء بالنسبة للمسلمين أو المسيحيين، ولذا فإن الدساتير المختلفة نصت على أن الإسلام هو دين الدولة، نظرا لكونه دين أغلبية المواطنين، مع إقرار الدور الذى تلعبه الشريعة الإسلامية فى التشريع لقوانين مدنية، وليست دينية، حاكمة للمجتمع، على ألا يعنى هذا تداخل الدين والسياسة.

وأوضح صلاح أن حفاظ التراث الدستورى المصرى على تلك الأحكام، لا يتعارض مع ثوابت منح كافة المواطنين نفس الحقوق والواجبات بغض النظر عن ديانتهم وضمان حرية العبادات، مشيرا إلى أن الأقباط جزء أصيل من المجتمع المصرى، وتخضع قوانين الأحوال الشخصية لهم لقواعد دينهم.

وأشار إلى أن الدول التى شملتها أحداث الربيع العربى، تتشابه فى إصرار شعوبها على إحداث تغيير سياسى من أجل إيجاد نظام حكم ديمقراطى، وتحقيق مزيد من العدالة الاجتماعية، موضحا أن ما ميز الوضع المصرى هو أن المظاهرات التى قادتها مجموعة من الشباب المصريين حظت بدعم أغلبية الشعب والقوى السياسية، فضلا عن القوات المسلحة.

وأوضح أن أحد أهم المهام التى تقوم بها القوات المسلحة المصرية فى الوقت الحالى هى تأمين البلاد، خاصة فى ظل عدم قدرة قوات الأمن على استعادة كامل قدراتها، فضلا عن المساعى المبذولة حاليا لكى تمر الفترة الانتقالية الحالية بسلاسة وبأقل قدر من الصدام، وهو ما يفسر النجاح فى تنظيم الانتخابات التشريعية الأخيرة والتحضير لتنظيم الانتخابات الرئاسية شهر مايو المقبل، وصولا إلى إيجاد نظام ديمقراطى يتفق مع طموحات الشعب المصرى، مثنيا على تأييد تركيا للثورة المصرية، وعلى قرار الحكومة التركية تخصيص حديقة باسم "ميدان التحرير" فى أنقرة تخليدا للثورة المصرية.

وأضاف أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أكد أن دوره فى تولى شئون إدارة البلاد يأتى للحفاظ على مكاسب الثورة، دون محاولة التدخل لخلق أية ظروف لتحقيق مكاسب سياسية، لافتا إلى أن تحديد موعد الانتخابات الرئاسية يأتى ليؤكد ما سبق أن أعلنه المجلس من نيته تسليم البلاد لسلطة مدنية منتخبة قبل يوليو القادم.