عقدت الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ، اجتماعاتها المتواصلة ، اليوم الجمعة، لمناقشة ملفين مهمين هما إمكانية الاستمرار فى قرار الحزب ونوابه بسحب الثقة من الحكومة الحالية التى يترأسها الدكتور كمال الجنزورى ، وذلك بعد تزايد الأزمات داخل مؤسسات الدولة وتوتر العلاقة بين الشعب والحكومة فى الفترة الأخيرة.
وناقشت الهيئة العليا الملف الثانى وهو انتخابات رئاسة الجمهورية وإمكانية الوقوف على مرشح من بين الموجودين على الساحة أو التوافق على شخصية جديدة غير الموجودين ودعمها.
وبحثت الهيئة العليا للحزب هذا الملف بصورة كبيرة وخاصة مع وجود توافق كبير من قبل شباب الجماعة والحزب مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذى يلاقى قبولا فى الشارع خاصة شباب الجماعة الإسلامية، حيث قام عدد كبير من أعضاء الحزب بعمل توكيلات لـ"أبو الفتوح" متحدين قراره بعدم دعمه فى انتخابات الرئاسة.
كما ناقشت الهيئة إمكانية تفاقم هذه الأزمة داخل الحزب للتوصل لحل وسط لإعلان الحزب عن مرشح سواء من الموجودين على الساحة أو غير الموجودين مع وضع القرار مفتوحا أمام أعضاء الحزب وشبابه فى اختيار مرشحه الرئاسى حسب ما يرون ، ومن لا يريد انتخاب مرشح الحزب يختار أى مرشح من الموجودين على الساحة دون التزامهم بمرشح بعينه حتى لا يضع شباب الحزب قياداتهم فى موقف محرج.
وفى السياق ذاته واستمرارا لاجتماعات حزب الحرية والعدالة المكثفة منذ بداية الأسبوع الماضي، كان المكتب التنفيذى للحزب والعدالة قد عقد اجتماعا مساء أمس الخميس، حضره جميع أعضائه ناقشوا فيه ضرورة الاستمرار فى سحب الثقة من الحكومة وتطرقوا إلى أن هناك خسائر فادحة تتحملها الدولة بعد إعداد دراسات وأبحاث من قبل المختصين فى الحزب وكشفوا عن وجود إهدار للمال العام فى المؤسسات الحكومية وتفريغ عمدى من قبل قيادات الصف الثانى الموجودين فى الوزارات والمؤسسات الحكومية لإحداث أزمة فى البلد ، مشيرين إلى ضرورة أن يتم كشف هذا الفساد وتعيين حكومة جديدة تحاول الحفاظ على ما تبقى من الإمكانيات الموجودة فى الدولة.
ومن جانبه قال الدكتور فريد إسماعيل ، القيادى بحزب الحرية والعدالة ، إن اجتماع المكتب التنفيذى والهيئة العليا للحزب اختص بملفين هما استمرار الهيئة البرلمانية للحزب فى سحب الثقة من الحكومة الحالية والتوافق على مرشح رئاسى فى الفترة القادمة، مشيرا إلى أن قرار سحب الحكومة أخذ مناقشات طويلة وخاصة حول إمكانية الاستمرار فى هذا القرار مع وجود رفض من قبل المجلس العسكرى بالإبقاء على حكومة الجنزورى حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية.
وأضاف إسماعيل أنهم يرتئون ضرورة سحب الثقة من الحكومة والقيام بدورهم كأعضاء مجلس شعب الثورة ، لافتا إلى أن هناك مشكلة ، خاصة أن قرار البرلمان بسحب الثقة غير كاف للضغط على المجلس العسكرى ويحتاج لتدعيم شعبى.
ومن جانبها أكدت مصادر مطلعة أن هناك أزمة وشيكة قد تحدث بين المجلس العسكرى وحزب الحرية والعدالة فى حين إصرار الثانى على مطالبته بسحب الثقة من الحكومة الحالية واتجاه الأول للإبقاء عليها حتى تسليم السلطة خاصة مع تمسك الحزب فى اجتماعاته بضرورة سحب الثقة وخاصة مع عدم تقبل الشارع للحكومة.
الهيئة العليا للحرية والعدالة تناقش ملف الانتخابات الرئاسية ورغبة شباب الجماعة فى تأييد أبو الفتوح.. إسماعيل: سنستمر بقرارنا فى سحب الثقة من الجنزورى.. ومصادر : الأيام القادمة تشهد أزمة مع "العسكرى"
الجمعة، 16 مارس 2012 02:28 م