قال الجراح الفرنسى جاك بيريز، فى لقاء له مع صحيفة الموندو الإسبانية بعد عودته من حمص إن " ما يحدث فى سوريا ليست حربا بل إنها عمليات قتل جماعى ، ما يحدث هناك يعد جريمة ضد الإنسانية ، مشيرا إلى أن التفجيرات لم تتوقف بل أنها ليس لها أى ميعاد فالقتل فى سوريا يأتى فى أى لحظة، وأعرب عن حزنه لما رآه من معاناة لا طائل منها، وقسوة، بالإضافة لمعاناة الأطفال والعائلات.
وأكد بيريز أن " الوضع الطبى فى سوريا يمثل مأساة كبيرة، حيث أن شهدت بعينى المستشفيات المكتظة بالمصابين والجرحى، كما أنى رأيت القوات السورية وهى تدخل المستشفيات لقتل الجرحى والمصابين"، وعاود دكتور بيريز ليتحدث عن تأثره الشديد على الصعيد الشخصى بمشاهدته لذلك الصبى الوسيم الأنيق الذى تلقاه جثة هامدة بعد أن قسمت إلى نصفين.
وأشارت الموندو إلى أن بيريز المعروف "بديناصور الإنسانية" عاد من باريس منذ أسبوعبن للعمل لمدة 15 يوما فى سوريا للوقوف بجانب زملائه السوريين فى تلك الظروف القاسية التى تمر بها بلدهم ، وعالج الجرحى والمرضى فى المستشفيات السرية وعاش أياما صعبة دون ماء ولا طعام كما أنه تعرض للقنابل والرصاص الذى يطلقها قوات بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن فى 40 عاما شهد بيريز جميع أشكال الموت والألم والجرحى والمصابين خلال عمله كمؤسس لأطباء بلا حدود فى العالم ، حيث إنه كان فى فيتنام وتوجه إلى العراق ومن ثم غزة ثم السودان ولكنه يرى أن ما رآه فى سوريا لم يشاهده من قبل فى أى بلد.
وتابعت الصحيفة بقولها إن رحلته فى سوريا بدأت مطلع شهر فبراير الماضى، عندما عبر الحدود اللبنانية، بمساعدة مجموعة من المهربين، حاملا أمتعة معبأة بمعدات طبية. ثم سافر بالسيارة والدراجة النارية إلى مدينة القصير، وهى إحدى المدن الأخرى المحاصرة والتى تعتبر جزءا من محافظة حمص، حيث عمل هناك لبضعة أيام مع طبيب سورى.
وحين استقر به الحال فى نهاية المطاف داخل حمص، استمر هناك لمدة أسبوعين تقريبا، وأضاف:"أجبرت على الخروج، بعد أن بدأت أشعر أن البناية باتت هدفا للقوات الحكومية والظروف ليست نموذجية".
وقال بيريز إن وضع سوريا مشابه تماما للوضع فى الشيشان حيث كان الوضع مشابها إلى حد كبير من وجود قمع وانعدام حماية الشعب ، وكذلك الوضع فى العراق خلال القصف الأمريكى وعلى الرغم من ذلك فإن سوريا أسوأ من أى حالة حرب رأيتها.
وأوضح بيريز أن السوريين ساعدوه فى الخروج من حمص، مضيفا أنه كان يعمل فى منزل مهجور مظلم لا يوجد به أى أدوات طبية ولا حتى مشرط، وعلى الرغم من تلك الصعوبات فإنه قام بعلاج أكثر من 89 مريضا معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن ونجا منهم 80 شخص ولكنه استغرق وقتا كبيرا".
جراح فرنسى عائد من حمص: ما يحدث فى سوريا "قتل جماعى"
الخميس، 15 مارس 2012 03:35 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الطلخاوى
اعداء الشعب السورى