بالصور.. "العويس" تكرم الفائزين بجوائز دورتها الثانية عشر

الخميس، 15 مارس 2012 11:11 ص
 بالصور.. "العويس" تكرم الفائزين بجوائز دورتها الثانية عشر جانب من الاحتفال
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تسلم مساء أمس الأربعاء، الرابع عشر من مارس 2012، كوكبة جديدة من الأدباء والمبدعين العرب جائزة سلطان بن على العويس الثقافية ـ الدورة الثانية عشرة فى حفل كبير أقيم بمبنى المؤسسة فى دبى، حضره أعضاء مجلس الدكتور محمد أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية ووزير الدولة لشئون المجلس الوطنى الاتحادى، رئيس مجلس الأمناء، والدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد نائب رئيس المجلس وعبد الحميد أحمد أمين عام الجائزة، وأعضاء مجلس الأمناء، وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والثقافية والإعلامية والعامة.

وتم تكريم إلى كل من الشاعر اللبنانى محمد على شمس الدين فى مجال الشعر، والروائية المصرية الدكتورة رضوى عاشور فى القصة والرواية المسرحية، والمؤرخ العراقى الراحل الدكتور عبد العزيز الدورى فى الدراسات الإنسانية والمستقبلية، والناقد الفلسطينى الدكتور فيصل دراج فى الدراسات الأدبية والنقدية، والروائى اللبنانى أمين معلوف الفائز بجائزة الإنجاز الثقافى والعلمى.

بدأ الحفل بالسلام الوطنى الإماراتى، ثم رحبت الشاعرة بروين حبيب بالحضور، مشيرة إلى قيمة الجائزة فى الحياة الثقافية العربية، ومن ثم عرض فيلم عن مؤسسة سلطان بن على العويس الثقافية عبر ما أنجزته الإمارات على مستوى البنى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها، متطرقا إلى تاريخ المؤسسة والشاعر الراحل سلطان بن على العويس مع عمالقة الفكر والأدب والنقد والشعر والرواية العربية.

وألقى الدكتور محمد أنور قرقاش رئيس مجلس أمناء الجائزة كلمة قال فيها: "ربع قرن من الزمن مرّ سريعاً، ربع قرن من المسئولية التاريخية التى تحمّلها أعضاء المجلس فى الحفاظ على هذا الإرث الذى تركه الراحل سلطان بن على العويس فى أعناقنا، ربع قرن بساعاته وأيامه وسنواته، والحلم المشترك بيننا يتحقق رويداً رويداً، والتراكمات الحضارية تتراكم لتفرز بعد كل هذه السنين هذه المؤسسة التى لم يختلف اثنان حولها كونها مؤسسة حضارية تحاول أن ترسخ مبادئ أساسية ثقافية، فى حين أن هذه المؤسسة بقيت بقدر ما استطعنا حمايتها بعيدة عن مراكز التعصب والتحيز والانغلاق، لنؤكد وعبر مسيرة ربع قرن حيادية قراراتها وموضوعية تفاعلها مع الحياة الثقافية، بعيداً عن التأثيرات الجانبية والخارجية، ودون النظر إلى الجنس أو الجنسية أو اللون، أو الدين أو الطائفة أو المذهب، أو الأيديولوجية، إنما رسخت الإبداع كسلطة وحيدة قادرة على الحسم دون خوف أو خجل أو مجاملة.

وأضاف "قرقاش" خلال هذه المسيرة: "فقدنا العديد من الوجوه التى كانت ذات يوم فاعلة معنا، وهذه هى الإرادة الإلهية وقدرنا كبشر، مثلما غادرنا البعض إلى ساحات وأمصار أخرى، إلا أننا ما زلنا نذكرهم بكل خير، فالرحمة لمن لبى نداء ربه، والسلام على من بقى حياً، والشكر للذين ما زالوا يواصلون المسيرة والعطاء تحت خيمة هذه المؤسسة التى بدأت بلا شك تحت خيمة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات يوم لم تكن لها صفة قانونية، وهذا أمر طبيعى فى تواصل المؤسسات الثقافية وتعاونها الذى ظل مبدأ هذه المؤسسة لا على صعيد التعاون فى داخل الدولة، إنما انتقل إلى التعاون مع العديد من المؤسسات الثقافية العربية فى معظم الدول العربية، مثلما بنت هذه المؤسسة علاقاتها مع مؤسسات خارج الدولة فى القارات المختلفة فى هذا العالم الذى أصبحنا جزءاً من قريته الكبيرة".

وقال "قرقاش": لعلّى لا أخفى سراً أن أقول إن موقف المؤسسة وموقعها المالى والثقافى اليوم هو أفضل بكثير من سنواتها الماضية، لنؤكد أن سياسات مجلس الأمناء منذ التأسيس حتى الآن بُنيت على رؤية موضوعية واقعية وخطوات محسوبة ومدروسة، سواء كان فى أنشطتنا الثقافية أو استثماراتنا المالية التى تطورت ونمت بما يفيد لصالح الأجيال القادمة من الأدباء والكتّاب والمفكرين، وتأكيداً لمبدأ الديمومة التى عمل مجلس الأمناء على ترسيخها من البداية فى حياة الراحل سلطان العويس وحتى اليوم.

أما كلمة الفائزين التى ألقتها الروائية د.رضوى عاشور، فكانت آثرة فى معناها ودلالاتها، حيث رسمت صورة للجائزة وأبرز الفائزين بها على مدار ربع قرن، قالت فيها "واليوم أتحدّثُ عن صورة مشتركة من نوع آخر، أشبه بصورة الصف المدرسى، نعود لها لتأمل أنفسِنا وزملاءنا، من يقف منهم خلفنا لأنه أطولُ قامةً، ومن يقف عن يميننا أو يسارِنا أو يتربَّع فى الصف الأول أمامنا. نحدِّقُ فى الوجوه فتتداعى الذكريات، وتتردد فى الصدر تأتأةٌ أو دندنةٌ تشى بتأثرٍ أو حنين أو شىءٍ ما أعمقَ وأكثرَ تركيبًا، تستعصى تسميتُه".

فى الصورة فدوى طوقان، لم ألتق بها يوما إلا شعرتُ رغم السنوات الثلاثين التى تفصل بين عمرينا، أن على أن أرعاها لأنها صغيرةٌ وحييةٌ وهشةٌ ومطلوبٌ حمايتُها. وفيها سلمى الخضرا مقتحمةٌ ومدهشة فى طموحِها وإنجازِها؛ تمتعنى بحديثها التليفونى الطويل فتنسى وأنسى أنها تتصل عبر القارات. وفيها إحسان عباس الذى وصفه ابنى ذات يوم وهو طفل، بأنه يشبه أسدَ الرسومِ المتحركة، وأضيف: أسدٌ غابتُه صفوفٌ من كتب، وعرينه مكتبٌ خشبى بسيط وعدسةٌ مكبرةٌ وقلم.

وفى الصورة: محمود درويش وإدوارد سعيد: كلاهما وسيمٌ ومُلْهِمٌ ومحبوبٌ من خلقٍ بلا حصر، نجم عال وكبير، وسبحان الله، تسكنه وحشةٌ لا دواء لها. ثم أصدقاءٌ كثيرون: صنع الله إبراهيم ومحمد البساطى وجمال الغيطانى وإلياس خورى وعبد الرحمن منيف الذى نصحنى نصيحةً ثمينة لم أستجب لها، قال: "يا رضوى، اتركى التدريس وتفرغى للكتابة". بقيتُ كما بقى عبد الوهاب المسيرى شريكنا فى الصورة، موزعَيْن بين التدريس والكتابة. فى التدريس غوايةٌ يا عبد الرحمن. أتخيلك تسأل: أكثرُ من الكتابة؟ أجيب: لا، ليس أكثرَ منها، ولكنه يُغويك فتتورط، وتغدو كالمطوقةِ لا تجد من يقرِض لك الشباك. ثم سعد الله ونوس. لقاء واحد لبضعة أيام، لا فى القاهرة ولا فى دمشق. وكنا أُصبنا قبلها مباشرةً بذات الداء. تبادلنا الخبرات بشأن مرضِنا بعد أن شُفينا منه، ونحن نمشى بين أشجار البلّوط والسروِ والكستناءِ البريةِ على تلة ما من تلال بودابست. وزكريا تامر ولقاء واحد فى فرانكفورت شكّل خلفيةً مناسبةً تمامًا لنصوصه الآسرة. وكان أقلع عن التدخين واستبدل به مضغَ عِلكةِ النيكوتين، ووجدتُنى بعد سنواتٍ أقعُ فى المأزقِ نفسِه.

واختتمت عاشور كلمتها قائلةً "أحيى جائزةَ سلطان العويس لأنها جمعتنا فى هذه الصورةِ النادرة، وأشكرها أنها جمعتنى اليوم بزملائى الفائزين فى هذه الدورة: أمين معلوف وفيصل دراج ومحمد على شمس الدين والغائب الحاضر عبد العزيز الدورى".

ثم قام مجلس الأمناء يتقدمهم رئيس المجلس بتكريم الفائزين وسط تصفيق الحضور للمبدعين المكرمين، كما قام إبراهيم بن كرم المدير التنفيذى التجارى لمجموعة بريد الإمارات القابضة بتقديم طابع تذكارى للمؤسسة بمناسبة يوبيلها الفضى.

واختتم الحفل بالتقاط الصور التذكارية للفائزين مع مجلس الأمناء. كما تجول الحضور فى معرض الصور الذى تصدرته بورتريهات للفائزين وكذلك بورتريهات لأعضاء مجلس أمناء الجائزة.


























مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة