د. خميس الهلباوى

وكأنك يا بوزيد ماغزيت!!!!

الأربعاء، 14 مارس 2012 10:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فوجئنا بالأمس القريب بخبر غريب كشف فيه التقرير المالى الشهرى لوزارة المالية يفيد ارتفاع فاتورة الأجور وتعويضات العاملين إلى 96.3 مليار جنيه، ولم يوضح التقرير ماهى الشرائح المستفيدة من هذه الزيادة؟ وهل هذا معناه ارتفاع مستوى العاملين والمواطنين الفقراء بهذا القدر، أم أن معظمه سيوجه إلى السادة المحظوظين من موظفى الدولة وفلول النظام البائد، أغنياء حرب إهدار ثروات مصر، من مستشارين لايفقهون أكثر من تأدية فروض الولاء والطاعة لأولياء نعمهم من وزراء ومسئولين، أما فنيا فإنهم لايفقهون ولا يعرفون أكثر من أى موظف فى الوزارة أو المصلحة.

ومع ذلك، بقراءة تفاصيل الخبر اتضح أنه ينصب على أمور أخرى ومصائب بها من الاستخفاف بعقل الشعب الكثير، فمثلا زادت مصروفات الجهاز الحكومى لتصل إلى 402 مليار جنيه مقارنة بنحو366 مليار جنيه خلال العام المالى السابق!

وقيل إن الزيادة فى المصروفات ترجع إلى زيادة الإنفاق فى جميع الأبواب فيما عدا شراء السلع والخدمات وشراء الأصول غير المالية (الاستثمارات)، بمعنى أن المصروفات المختلفة ترتفع بدون تقشف ولا يحزنون، ويأتى بعد ذلك الارتفاع كمحصلة لارتفاع المصروفات بنسبة أكبر من الإيرادات العامة خلال فترة التقرير ويستمر مسلسل الفقر للفقراء والسعادة المادية للمحظوظين، وكأنه لم تقم ثورة ولا يحزنون، ودماء الشهداء ضاعت هدرا، ولينعم ويهنأ مايسمى بالإسلام السياسى، بمجلس الشعب والمكاسب التى اكتفوا بهاـ ولم يجن ثوار مصر أكثر من مسلسل كوميدى من الكوميديا السوداء من بعض أعضاء مجلس الشعب خلال جلساته غير المجدية.

وبعد النتيجة السيئة الواردة فى هذا الخبر يصبح من الممكن إطلاق هذا المثل على الثورة المصرية "وكأنك يابو زيد ماغزيت"، فقد كان متوقعًا أن قيام ثورة 25 يناير التى راح فيها دم شباب مصر هدرا أن يتوقف الفساد الحكومى، وتبدأ الحكومة فى سياسة تقشف لضغط ميزانيات مصروفاتها وخفض الحد الأقصى للأجور! ولكن ما توقف هو صوت الشعب بعد أن بح وفقد قدرته على التعبير، والتغيير، وكانت النتيجة على أرض الواقع هى أنهم شالوا أحمد وجابوا الحاج أحمد، وسيستمر مسلسل استنزاف الشعب المصرى وثروات مصر، ولا عزاء للكادحين فالسادة الكبار يصرون على مجاملة بعضهم ومستشارى الوزراء ولم يخفض الحد الأقصى ولم تحاول الحكومة تحقيق بعض الوفورات من التقشف لكى يعيش فقراء هذا الشعب، وبهذا ليس أمامنا الا انتظار ثورة الجياع التى لن تبقى ولا تذر.
اللهم إنى قد بلغت.. اللهم فاشهد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

فاروق معتز

الثورة قادمة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة