أعلنت جماعة الإخوان منذ وقت طويل عدم نيتها تقديم مرشح لانتخابات الرئاسة، وذلك بناء على رؤية الجماعة بأن الظروف المحلية والدولية غير مهيأة لأن يتولى قيادة مصر شخص محسوب على الإخوان فى هذه المرحلة بالذات.
ورغم تعهد الجماعة بذلك فى أكثر من مناسبة إلا أنها أعلنت أنها سوف تؤيد مرشحا من خارج الجماعة. وقد تضاربت تصريحات الجماعة فى هذا الشأن؛ فبالرغم من أنها أعلنت أنها لن تؤيد مرشحا ينتمى للإخوان أو للنظام السابق ولن تدعم أى مرشح إسلامى من المرشحين المحتملين إلا أنها أعلنت على لسان المرشد فى مناسبة أخرى أن الجماعة ستدعم مرشحا ذا خلفية إسلامية.
وتتوالى التصريحات التى تتضارب مع بعضها فى أحيان كثيرة على لسان قادة الجماعة، وكان آخر هذه التصريحات ما ورد مؤخرا على لسان الدكتور البلتاجى أحد قادة حزب الحرية والعدالة يشيد فيها بشخصية الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح ونضاله الوطنى وتوافق فئات كثيرة من المصريين لتأييده، مما فهم منه خطأ أن الدكتور البلتاجى قد انشق عن الجماعة وأعلن تأييده لأبو الفتوح وقد نفى البلتاجى ذلك وأعلن أنه يفخر بالانتساب لهذه الجماعة، وأن كلامه قد فهم خطأ.
كل هذه التصريحات المتضاربة تعكس حقيقة المأزق الذى تعيشه الجماعة هذه الأيام بالنسبة لموقفها من انتخابات الرئاسة، وقد يكون سبب ذلك هو القرار المتعجل بعدم ترشيح أحد من الإخوان للرئاسة، ومما يؤكد ذلك ما علمناه أن هذا القرار قد اتخذ يوم الحادى عشر من فبراير من العام الماضى وهو نفس يوم التنحى وهو وقت مبكر جدا لأن تتخذ فيه الجماعة قرارا مصيريا مثل هذا القرار. كان على الجماعة أن تتأنى حتى تقرأ الأحداث جيدا وتنتظر ما تؤول إليه الأمور.
ولا أعتقد أن ترشيح أحد من الإخوان للرئاسة كان يمكن أن يكون له بعده الخطير داخليا وخارجيا كما قرأت الجماعة الأحداث فى وقت مبكر، فالملايين التى أعطت أصواتها للحرية والعدالة أثبتت أن الحزب والجماعة يتمتعان بثقة الشعب المصرى وأنهم الأجدر على قيادة البلاد فى هذه المرحلة، وكان يكفى أن تقدم التطمينات إلى السياسيين والسفراء الذين يزورون قيادات الجماعة والحزب من شتى بقاع الأرض، عندئذ كان من الممكن أن تقدم الجماعة مرشحا للرئاسة دون النظر إلى أية هواجس فى هذا الشأن.
وهذا المأزق الذى تعيشه الجماعة - من وجهة نظرى - يضعها فى موقف صعب فهى لا تملك إلا أن تبقى على قرارها لأنها لو فعلت غير ذلك فستفقد مصداقيتها وهو نفس الحال إذا ما أيدت الدكتور أبو الفتوح فهو وإن استقال من الجماعة إلا أنه يبقى أحد رموزها وقادتها.
والكل ينتظر من تدعم الجماعة، ومع توالى التصريحات والتكهنات فإن الجماعة تقول إن المرشح سيكون مفاجأة، ولكنى أعتقد أن حالة الارتباك والضبابية لن تحقق للجماعة مرشحا يحظى بتأييد الغالبية من المصريين، وسيكون تأييد هذا المرشح من قبل الجماعة فقط أو من بعضها على وجه التحديد، ولن يفيده تأييد الجماعة له كثيرا لأن مقاييس انتخابات الرئاسة تختلف كثيرا عن أية انتخابات أخرى.
وبرأيى المتواضع أقول إنه يجب على الجماعة أن تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين ولا تؤيد أيا منهم، وأن تترك الفرصة للشعب المصرى فى اختيار حر نزيه، فربما يختار المصريون رئيسا وطنيا مخلصا عاش طوال حياته يناضل من أجل فكرته يتمتع بانفتاح على الجميع يحمل المشروع الحضارى الإسلامى الذى يحقق لمصر الحرية والريادة وكل لبيب بالإشارة يفهم ..
مرشد الإخوان محمد بديع
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
فلاح على النت
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله المنسي
إلى تعليق رقم واحد
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر عبدالرحمن
تعقيب على تعليق رقم واحد
عدد الردود 0
بواسطة:
صبرى
سؤال.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد احمد
لا تقلق
عدد الردود 0
بواسطة:
د محمد الضباعنى
أشاركك الرأى والاختيار يكون بين العوا وأبو الفتوح
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد محمد حافظ الشايب
نعم لـــ حازم صلاح أبو إسماعيل - رئيسا للجمهورية
حازم صلاح أبو إسماعيل - فقط لاغير
عدد الردود 0
بواسطة:
د.محمد
مأزق عقل الكاتب
عدد الردود 0
بواسطة:
علي
هههههههه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد الراضى
دعايات عن جهل أو سوء نية