لا نعرف ماذا يريد هؤلاء؟ قلبوا الدنيا، ولم يقعدوها على ضابط قالوا إنه حرض المتظاهرين على اقتحام مجلس الشعب.. والضابط يتبع الأمن الوطنى، لذلك فالأمن الوطنى يحرض على اقتحام المجلس.
لو أن الأمن الوطنى يبعث بضابط، لتنفيذ التحريض على اقتحام البرلمان، فالأولى إغلاقه.. ليس لأنه حرض، إنما لأنه جهاز، خايب، ومكشوف، لا يعرف قادته شيئا عن طريق، ومؤامرات الأجهزة الأمنية فى العالم.
سذاجة، الاعتقاد فى تحريض الأجهزة الأمنية، على طريقة ما وصفه بعض النواب أمس الأول.. ضابط على باب مجلس الشعب، يصرخ مع المتظاهرين، ليقتحموا البرلمان، ثم تقبض عليه الشرطة، وتترك المتظاهرين!
الواقعة ليست متكاملة لدى أصحاب الذوق السليم، أو المنطق، لكن قامت الدنيا، وجدد النواب مطالباتهم بتطهير الداخلية، وأتوا بالوزير.. وكذبوه، وجادلوه.. فى حين لم يأت أحد بسيرة ضابط استشهد بالمنوفية فى نفس اليوم، خلال حملة على المسجلين.
شهيد الشرطة الثالث خلال ٤٨ ساعة مات مدافعًا عن نواب البرلمان، الذين يطلبون الأمن، ويلعنون ما يسمونه (مؤامرات الداخلية).
طيب.. إذا كان فى الوزارة من يتآمر، جرسوه، وإذا كان هناك من لايزال يدفع دمه.. فاكرموه.
حرام تنقلب الدنيا على اتهامات لضابط، بينما لا يعلم أحد باستشهاد آخر إلا أهل بيته وزملاؤه.. لا هذه وطنية، ولا هؤلاء ثوار.
بعضهم استغل حادثة "التحريض" لتجديد الدعوات لإلغاء "الأمن الوطنى"، ومنذ شهور، قال كاتب "سوداوى"، وثائر على ما تفرج، إن مثل هذه الأجهزة ليس لها وجود فى الدول المتقدمة.. وكان كاذبا.
فى الولايات المتحدة ٨ أجهزة من عينة الأمن الوطنى، وفى إنجلترا، وفى فرنسا أيضًا.. وهناك فاسدون فيها، مثلما فاسدون فى البرلمان الإنجليزى، وادعياء وراكبو موجة فى البرلمان المصرى.
لا الفساد يعنى، إلغاء الأجهزة المهمة، ولا الوطنية والثورية يجب أن تصرف الانتباه عن ضباط يموتون كل يوم أداء للواجب، بينما يطعنهم موتى، من يقولون إنهم "نواب الإرادة.. والزوادة.. والروح المستعادة".
لا أحد يعرف، لماذا صمت النائب أبو حامد، فى جلسة أمس الأول، ولم يذكر شهداء الشرطة، مع أننا اعتدناه، ينتظر وزير الداخلية، كل زيارة للبرلمان، فيرتدى فوارغ الخرطوش فى صوابعه، ملوحًا بها فى وجهه.. رفضًا لسياسة الوزارة؟
لا أحد أيضًا يعرف، لماذا لم يقف نواب البرلمان، فى حضور اللواء إبراهيم، حدادا على أرواح شهداء الشرطة، وهم النواب الذين وقفوا حدادا على أرواح، مسجلين.. حاولوا اقتحام أقسام الشرطة!
لماذا تحولنا إلى خيار وفاقوس حتى فى معنى الشهادة، ورجالها .. فأصبحنا بلد شهداء من نوع خاص، أو شهداء "عند ربهم يرزقون".. بينما آخرون يموتون واجبا.. ونلعنهم ميتون!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
وليد طوغان...
عدد الردود 0
بواسطة:
الأسكندراني
عندما قرأت عنوان المقال