أيمن نور

الثورة تجبّ ما قبلها

الأربعاء، 14 مارس 2012 08:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أخاف على الثورة - الآن - من أعدائها، إنما أخاف عليها من أبنائها!!

كل ضربة توجه للثورة من الخلف، كانت تدفعها دفعة قوية للأمام، وكل قبر بناه الطغاة للثورة، دفنتهم فيه الثورة قبل أن يدفنوها فيه، هكذا عاشت الثورة طوال عام مضى بين المد والجزر.

أخطر ما يتهدد الثورات أن تأكل نفسها بنفسها، أن تشعل النار فى ثيابها، أن توجه سهامها ومعاركها لصدرها.

أسوأ الأزمات التى يمكن أن تواجه الثورة ، أن تكون الثورة هى الأزمة، وأن يكون الثوار هم ذاتهم أطراف الأزمة.

لقد شارك سعد زغلول فى ثورة عرابى، وكان وقتها موظفا بالحكومة، وقد فشلت ثورة عرابى لأسباب عدة من بينها الطريقة التى تعامل بها الثوار مع بعضهم البعض، ويكفى أن تشير هنا إلى أن سعد زغلول نفسه، ألقى القبض عليه، بتهمة أنه ألف جمعية للانتقام من الثوار الذين باعوا الثورة، أو خانوها؟

وعندما قاد سعد زغلول ثورة 1919، حاول أن يتعلم من أخطاء ثورة عرابى وأسباب فشلها، بل من الأخطاء التى وقع فيها هو شخصيا فى شبابه، وأهمها فكرة الوقوع فى أسر الشقاق والانتقام والحكم على الآخرين بالخيانة والتفريط.

أدرك سعد زغلول عقب ثورة 1919 خطورة الخلافات التى دبت بين شباب الثورة وشيوخها من الباشوات وقادة حزب الأمة القديم، فقد كان هؤلاء فى جانب وسعد وشباب الثورة فى جانب آخر، لكن سعد فهم خطورة هذا على مسار الثورة، ودور خصومها فى إذكاء هذا الاستقطاب، فقال مقولة شهيرة «إن الثورة تجب ما قبلها»، فى إشارة للتخلص من المرجعيات السياسية والحزبية التى تحكم الأطراف المتصارعة من أجنحة الثورة، شبابها وشيوخها، رموزها وقادتها فى ربوع القطر.

عندما قامت ثورة يوليو 1952 بدت الخلافات واضحة من البداية بين جناحى الثورة، ذلك الجناح الذى قاده محمد نجيب ورشاد مهنا ويوسف صديق وخالد محيى الدين - وسلاح الفرسان - والجناح الآخر الذى قاده عبدالناصر.. الفريق الأول كان يؤمن بالديمقراطية، وعودة الدستور، والثانى كان يؤمن باستمرار الثورة وأهمية البقاء فى الحكم للجيش والثوار، حفاظا وتحقيقا لمكتسبات الثورة استحقاقاتها.

استمر هذا الصراع مكتوما لعام وبضعة شهور، حتى حسمته أزمة مارس 1954، حيث انتصر الجناح العسكرى فى فرض وجهة نظره على أرض الواقع بالبقاء فى السلطة، وعدم العودة للثكنات، وإلغاء الأحزاب والدستور والحريات انتصارا للثورة!!

المشكلة الحقيقية التى أضرت بالثورة لم تكن الخلاف فى الرأى والتوجه والمسار، بل كانت فى غياب «الخلق الثورى» الذى سمح للفريق المنتصر بأن يتخلص ويتحلل من التزامه الأخلاقى الثورى تجاه الآخرين، فأبعد منهم من أبعد، ونفى منهم من نفى، وحدد إقامة الرئيس الأول للجمهورية حتى مات فى الثمانينيات!!

فى كل العصور والأزمان، الكل يتحدث عن الخلق الثورى، وحماية الثورة، لكن مازال البعض يرى أن الغدر بالشركاء إخلاصا للثورة، وطعن الأخوة والرفاف فى الظهر، أو تخوينهم، وفاء لاستحقاقاتها، وأن الصعود على الجثث عمل وطنى ثورى واع!!

لعنة الله على الخلق الثورى، الذى يعتبر الإجرام فضيلة، والمروءة رذيلة، وشق الصف توحيدا وانتصارا للثورة.

حقا أنا لا أخاف على الثورة من أعدائها، قدر خوفى عليها من أبنائها الذين يرفعون شعار الخلق الثورى ولا يعملون به، والذين يرفعون شعارات أخرى ويعملون على إنفاذ عكسها!!

الآن وأكثر من أى وقت مضى أرى أننا بحاجة - فوراً - لمجلس الثورة يضم أنصار نجيب وخصومهم!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

د. محمد عبد الفتاح

الثورة والخلف!!

عدد الردود 0

بواسطة:

عيد احمد

خبر عاجل

عدد الردود 0

بواسطة:

Magdy Etman

الثورة لاتجب الجرائم

عدد الردود 0

بواسطة:

دم الشهداء

عاجل جدجدا

عدد الردود 0

بواسطة:

مستشار سيد عبد الهادى

الليبراليين و شباب الثورة قضوا عليها بطول لسانهم و تفككهم و خطابهم الإستعلائى و تخوينهم لل

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد إبراهيم عيسى[ 34 سنة مغترب]

::...*...:: إبن مصر البار ::...*...::

عدد الردود 0

بواسطة:

mahmoud alniny

اذا كنت تريد لمجلس قيادة الثورة

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور/ حمدى الصاوى

سارق الاحلام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة