ورحب الدكتور صفوت البياضى، رئيس الطائفة، بوفد الإخوان الذى زار مقر الطائفة للمرة الأولى، وضم إلى جانب المرشد مهدى عاكف، المرشد السابق للجماعة، والدكتور محمود غزلان، المتحدث الإعلامى باسم الجماعة، ومحمد عبد القدوس، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، وعضو الجماعة ووليد شلبى المنسق الإعلامى.
وقال البياضى، فى كملته، إن الكنيسة ترحب بلقاء الإخوة معا فى بيتهم. وتابع، دامت الكنيسة منذ 150 عاماًَ فى خدمة المجتمع فى التعليم والصحة، والعمل بوصايا المسيح فى رعاية الفقراء والمرضى دون تفرقة بين الإنسان". وقدم البياضى مقولة الكتاب المقدس، التى تؤكد على ضرورة أن يكون الحاكم عادلاً ويرضى شعبه، محذراً من الطمع وعمل الإنسان لنفسه أو الخضوع للرشوة، لأنه آنذاك سيكون عبداً لمن قدمها ويكون عرضة للابتزاز.
وأضاف البياضى، هناك شرور لا يحبها الله، كما ذكرها سليمان الحكيم، وهى الكبر واللسان الكاذب والأفكار الرديئة وزراعة الخصومات والشاهد الزور والاستبداد بالغير. وأشار إلى أن كل شخص يدرك أن فوق العالى عاليا يراقب، لأن هو المبارك العزيز له وحدة الخلود ويزيل الأقوياء ويرفع المتواضعين، لذا يجب احترام كرامة الإنسان الذى ملك لله وحدة والعمل من أجل الخير، ولا فرق إلا أن المسلم يصلى بالمسجد والمسيحى يصلى بالكنيسة، ولكن خارج ذلك فهما متساوون فى خدمة الوطن".
من جانبه، قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن ما قاله الدكتور البياضى لا يختلف أبداً فى أى ديانة، فجميع الرسائل السماوية تحمل نفس القيم والوصاية العشرة، وأن الله كرّم بنى آدم ولم يفرق بينهم، مستشهداً بقول الله تعالى، "وجعلنكم شعوباً وقبائل لتعارفوا".
وأضاف بديع، "الله منح الحرية للإنسان، والإنسان وولد ليكون حراً، وأصل الديانات أن تختار حياتك بحرية وأى إكراه فى أى شىء هو ضد السماء، ولقد حاول الاستعمار الخارجى والداخلى أن يحرمنا من هذه الحرية، ولكن بفضل ثورة 25 يناير تم استردادها لنكون جميعاً اتحاداً ملك مصر ولم نعد أجيرين عند أحد".
وتابع بديع، "لن نسمح أن يكون هناك فرعون أو مستبد جديد أو من يفرق بين أبناء الوطن الواحد، والذى يحاول البعض أن يفعل ذلك ليفرق بين المسلم والمسلم والمسيحى والمسلم والأهلى والزمالك والفقير والغنى".
واستطرد مرشد الإخوان، "لا يمكن لأى إنسان حرمان المسيحيين أن يعملوا ويحكموا بشرائعهم فى أمورهم الخاصة، فهذا أمر لا خلاف عليه، طبقاً لمبدأ حرية الإنسان التى أعطاه الله للبشر كافة"، مشيراً إلى أن هناك ما يجمعنا من مشترك وأن أعباء مصر لا يمكن لفصيل أو طائفة واحدة أن تحملها، بل يجب أن يكون من خلال جميع الطوائف لخدمة الإنسان، لأن خير الناس أنفعهم للناس، وليس أكثرهم كلاماً، مؤكداً أن وصايا السماء واحدة، ولقد سقطت الشيوعية وتنهار الآن الرأسمالية لتظل قيم السماء راسخة.
من جهة أخرى، انتقد "بديع" العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، مشيراً إلى أنهم يحملون نجمة داوود، ولقد لعنهم داوود ولعنهم عيسى، عليه السلام، لأنهم لم يأخذوا بوصاية السماء فى محبة الأعداء، مستشهداً بآية الإنجيل "وأحبوا أعداءكم وباركوا لعينكم".
فى المقابل، عبر الدكتور أندريه زكى، نائب الطائفة ومدير عام الهيئة الإنجيلية، عن ترحيبه بهذا اللقاء الثانى الذى يجمعهم مع قيادات الجماعة بعد اللقاء الأول، الذى عقد بمقر الجماعة بالمقطم، مشيراً إلى أنه الطريق للحوار من أجل خلق رؤية مشتركة لبناء الإنسان والوطن.













