مرشح أمريكى لرئاسة البنك الدولى يؤكد أن الأولوية لمحاربة فقر أفريقيا

أكد جيفرى ديفيد ساكس، المرشح لمنصب مدير البنك الدولى، فى مقال نشرته صحيفة "ذى سيتيزن"، أن أفريقيا لابد أن تكون لها الأولوية لدى مدير البنك الدولى القادم، موضحاً أن هناك حاجة ملحة لتحقيق تغيير ملموس فى سياسة المنظمة الاقتصادية الدولية، خاصة تجاه محاربة الفقر الذى ضرب عدة مناطق من العالم.
وأضاف ساكس، أنه يؤمن بقدرة جيله على محاربة الفقر المضجع الذى تعانى منه العديد من الشعوب فى العالم، مؤكداً أن هناك حاجة ملحة لتوحيد الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف.

وأوضح أنه بالرغم من أن وجهة نظره قد تجد دعماً من جانب قطاع كبير من أصحاب الرأى، إلا أن هناك اتجاهاً آخر يرى أن الدول الفقيرة ينبغى أن تقف للدفاع عن نفسها ومواجهة التحديات، خاصة أن التحديات التى تواجه دولة ما قد تختلف عن التحديات التى تواجه محيطها الإقليمى والقارى.

وانتقد المرشح لرئاسة البنك الدولى تلك الدعوات التى يتبناها البعض حول قدرة القطاع الخاص على حل مشكلات الاقتصاد العالمى دون جهود قد تبذلها الحكومات أو المجتمع المدنى من أجل تقديم حلول عملية لتلك المشكلات.

وأوضح الكاتب الأمريكى أن هناك حاجة ملحة لتعبئة الحكومات والمجتمع المدنى للتعاون مع شركات القطاع الخاص من أجل حل مشكلات المجتمع، خاصة فى مجال الدواء، موضحاً أن العديد من شركات الدواء استطاعت أن تحقق المعجزة من خلال صناعة عقاقير يمكن من خلالها شفاء الأمراض المستعصية، إلا أنها تفشل فى أن تصل بمنتجاتها هذه إلى ساكنى القرى الفقيرة بأفريقيا، مؤكداً أنه أول من روج لفكرة تأسيس منظمة عالمية مالية جديدة يمكنها المساعدة فى توزيع العقاقير المضادة للملاريا والإيدز إلى فقراء العالم.

وأضاف المرشح الأمريكى كذلك، أن هناك العديد من البرامج العالمية التى يتبناها البنك الدولى والولايات المتحدة لمحاربة أمراض الإيدز والملاريا، إلا أنه أكد أن مثل هذه البرامج التى ترتبط بحياة الآلاف من البشر لا ينبغى أن تقتصر فى إدارتها على القطاع الخاص، وإنما لابد أن يكون هناك دور للحكومات والمجتمعات فى هذا الصدد.
وأوضح ساكس، رداً على ما يثيره البعض أنه سوف يعمل كمواطن أمريكى على خدمة مصلحة بلاده فقط، أن الأولوية لديه ستكون لخدمة البشرية كإنسان، مؤكداً أنه يتقدم لهذا المنصب فقط من أجل خدمة الفقراء، مضيفا أنه سيعمل على القضاء على الفقر إذا تمكن من الفوز بالمنصب الدولى الرفيع.

وأضاف أنه سوف يستخدم العلوم الحديثة والتكنولوجيا من أجل القضاء على الفقر والجوع والأمراض، مؤكداً دعمه للثورة الخضراء فى أفريقيا من خلال دعم المزارعين الصغار. وأبدى ساكس ثقته أن دعم المزارعين فى أفريقيا يعد السبيل الأهم لحل الكثير من المشكلات الاقتصادية التى تعانيها القارة السمراء.

وأوضح الكاتب الأمريكى أن القضاء على الفقر الذى تعانيه أفريقيا ليس مكلفا، وإنما يعتمد فى الأساس على حسن القيادة والشراكة بين مختلف القطاعات، بالإضافة إلى الاعتماد بالأساس على التكنولوجيا والعلوم والنوايا الحسنة، مؤكداً أن المشروعات الصغيرة والعلماء الأفارقة، وكذلك نظام السوق فى أفريقيا سوف يقدم مساهمات ضخمة فى مستقبل المجتمعات فى مختلف دول القارة.