قال السفير الروسى بالجزائر ألكسندر زولوتوف إن بلاده لن تسمح بإعادة السيناريو الليبى فى سوريا، بعد أن خدعت من قبل بعض الدول الأعضاء فى مجلس الأمن التى مررت قرارا سمح بشن عمليات عسكرية ضد نظام العقيد معمر القذافى للقضاء عليه.
وأضاف - فى تصريحات لصحيفة "الخبر" الجزائرية الصادرة اليوم/ الثلاثاء/ // إن الوضع على أرض الواقع فى سوريا معقد للغاية غير أن موسكو تدفع باتجاه الحل السياسى وهى قادرة على الضغط على دمشق، لكن على الآخرين أن يضغطوا على المعارضة من أجل إنقاذ سوريا من الحرب الأهلية والدعوة إلى التهدئة وليس إلى العنف وأوضح السفير أن معارضة روسيا لمشروع قرار من مجلس الأمن يدين النظام السورى على استخدام العنف جاء بسبب عدم توازن مشروع القرار، حيث كان المشروع يسعى إلى تحميل النظام السورى كل المسئولية، وعدم التطرق إلى ما تقوم به الجماعات المسلحة .
وكان مجلس الأمن الدولى قد فشل أوائل شهر فبراير الماضى فى إصدار قرار حول سوريا طرحته مجموعة من الدول الغربية والعربية يدين القمع الدامى فى سوريا، وجاء الفشل بعد أن استخدمت كل من روسيا والصين الفيتو ضده.
وحول إمكانية مشاركة روسيا فى المؤتمر الثانى لأصدقاء سوريا فى اسطنبول خلال الفترة القادمة .. اعتبر السفير الروسى أن الحديث عن مشاركة بلاده فى المؤتمر سابق لأوانه على اعتبار أن موسكو لا تملك إلى الآن الكثير من المعطيات عن فحوى الاجتماع المرتقب.
وقال السفير ألكسندر زولوتوف 'بالنظر إلى ما سبق فى المؤتمر الأول بتونس فى أواخر فبراير الماضى فإن روسيا لن تقبل المشاركة فى مؤتمر تم الإعداد لبيانه الختامى بشكل مسبق ليتم عرضه على بقية الدول لمجرد المصادقة، كما أننا اعترضنا على عدم توجيه الدعوة لممثلين عن السلطة السورية إذ لا يمكن إنكار وجود فئة
واسعة من الشعب السورى تساند السلطة ".
من جانب آخر نفى الدبلوماسى الروسى أن تكون موسكو وراء مبادرة تقضى برحيل الأسد عن الحكم ونقل صلاحياته إلى نائبه فاروق الشرع، وقال إن روسيا طالبت منذ بداية الأزمة بحوار دون شروط مسبقة والحديث عن تنحى الرئيس الأسد يتنافى مع فكرة الحوار دون شروط كما أن الرئيس الأسد منتخب من طرف الشعب وتم الاعتراف به من طرف المجتمع الدولى على هذا الأساس، فى كل الأحوال الشعب السورى هو الذى يقرر بقاء أو
رحيل الرئيس''.
وحول سبل حل المشكلة الإيرانية فى ضوء تصاعد التهديدات بشن عمليات عسكرية ضدها ..قال السفير الروسى فى الجزائر ألكسندر زولوتوف - فى تصريحه لصحيفة "الخبر " الجزائرية إن إيران لديها كل الحق فى تطوير برنامج نووى ذى أغراض سلمية، بحكم أنها عضو فى منظمة حظر أسلحة الدمار الشامل، مشيرا فى الوقت ذاته إلى عدم وجود أى دليل حقيقى يؤكد أن طهران تطور برنامجا نوويا عسكريا.
واستبعد السفير أن تشن إسرائيل هجوما ضد إيران، حيث قال ''لاحظنا تصعيدا فى الآونة الأخيرة بخصوص الملف النووى الإيرانى ورأينا التهديدات التى أطلقتها إسرائيل بضرب إيران وهى نفسها التهديدات التى كانت أطلقتها فى السابق''. وردا على سؤال بشأن فرص حل القضية الفلسطينية فى ضوء تصاعد العدوان
الإسرائيلى ؟
عبر السفير الروسى عن دعم بلاده للمحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين المتوقفة من أجل التوصل إلى حل على أساس الشرعية الدولية وقرارات مؤتمر مدريد والمبادرة العربية لسنة 2002 والقرارات الأممية ..مشيرا فى نفس الوقت إلى أن ميزان القوى الحالى فى صالح إسرائيل ولا يسمح بالذهاب إلى الأمام.
وأضاف ''نحن نطالب بوضع مقترحات عملية بهدف التوصل إلى حل، لكن الطرف الإسرائيلى لديه الحماية من قبل بعض الدول، ما يجعل الحل أمام طريق مسدود''. وحول التعاون بين موسكو والجزائر فى مجل الطاقة النووية .. أكد زولوتوف على استعداد روسيا لتقديم الدعم للبرنامج النووى السلمى الجزائرى بما فى ذلك إقامة مفاعل جديد، مشيرا إلى أن الأمر سابق لأوانه لأن كل شيء مرتبط بتجسيد الجزائر له.
فى هذا الصدد تقدر احتياطيات اليورانيوم فى الجزائر بـ 29 ألف طن تتيح تشغيل محطتين نوويتين بطاقة 1000 ميجاواط لكل واحدة على مدى 60 عاما، وكانت الجزائر قد أعلنت عام 2009 اعتزامها بناء مفاعل نووى كل خمس سنوات ابتداء من عام 2020 ضمن خطة لتنويع مصادر الطاقة، تشمل اقتناء مفاعل نووى كل خمس سنوات بالتعاون مع شركائها التقليديين الصين والأرجنتين وروسيا ومؤخرا مع فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا.
وتمتلك الجزائر مفاعلين نوويين الأول (نور- فى العاصمة) بطاقة 2 ميجاواط والثانى فى (السلام- فى عين وسارة 200 كلم جنوبا) بطاقة 15 ميجاواط، والمفاعلان مخصصان للبحث وليس لتوليد الطاقة النووية.
سفير روسيا بالجزائر: لن نسمح بتكرار السيناريو الليبى فى سوريا
الثلاثاء، 13 مارس 2012 08:39 ص