عودنا التيار السلفى على المفاجآت منذ بزوغ نجمه فى الجمعات الشهيرة مرورا بانتخابات مجلس الشعب وحصوله على نسبة غير متوقعة جاءت به تاليا للإخوان الذين تمرسوا على السياسة وخبروها لأكثر من ثمانين عاما، نسبة مازالت تدهش الكثيرين حتى الآن بنفس القدر الذى تدهشنا أحيانا، وتصدمنا أحايين أخرى، فتاوى ومواقف رموزه من عبد المنعم الشحات وياسر برهامى وصاحب أذان مجلس الشعب الشهير ممدوح إسماعيل وأخيرا أنور البلكيمى فى واقعة أنفه الشهيرة!
على أن الوجه الآخر لواقعة نائب حزب النور السلفى أنور البلكيمى يؤكد بما لا يدع مكانا للشك دكتاتورية الحزب مع أعضائه، فعلى الرغم أن عملية تجميل أنف النائب هى مسألة شخصية، إلا أن خوف النائب من افتضاح أمره أمام حزبه وإخوانه "الشيوخ" الذين يفتون بحرمانية عمليات التجميل، هو ما دفعه إلى الكذب والوقوع بين فكى المحافظة على شكله العام أمام حزبه والخجل من شكل أنفه أمام العامة، ممارسة الديمقراطية لا تعنى حصر ممارستها فى الطقوس الانتخابية فقط، وإنما تعنى أيضا ممارستها فى كل مناحى الحياة بما فيها الأحزاب من الداخل. فليس من العدل ادعاء الديمقراطية التى أتت بهم إلى البرلمان وهم يفتقرون إلى ممارستها داخل الحزب ففاقد الشىء لن يمتلك بالقطع القدرة على إعطائه!
مشكلة أنور البلكيمى لا تكمن فقط فى كذبه وتضليله للعدالة ولكن تكمن فى ازدواج الشخصية والمواقف الذى يعانى منه التيار السلفى، بين اعتقادهم بأمر ما وفعل النقيض له، كإيمانهم بحرمانية عمليات التجميل جهرا والتجمل سرا، وعدم الإيمان بالديمقراطية على اعتبار أنها نموذج غربى كما يدعى رمز من رموزهم و هو المهندس عبد المنعم الشحات، و لكن لاضير ان أتت بهم الى البرلمان! أو أن أدب نجيب محفوظ –صاحب نوبل- دعارة فى الوقت الذى ربما لايقراون أدبه!
على ان المشكلة الأكبر ليست فى عدم نضجهم سياسيا و ديمقراطيا و حسب بل فى الكرسى الذى يغير العقيدة ولعلنا رأينا ذلك فى مواقف التيار السلفى الأخيرة المتناقضة، من إنكارهم لضرب الداخلية للمتظاهرين بالخرطوش وموقف أحد ممثليهم فى مجلس الشعب وادعائه –كذبا- على الثوار بتعاطيهم للترامادول وأخيرا موقفهم من أحداث بور سعيد وتفريقهم لدم الشهداء بين الاهمال الأمنى والألتراس البورسعيدى ومسئولية اتحاد الكرة، دون إشارة تذكر إلى مسئولية المجلس العسكرى، المسئول السياسى والإدارى عن كل ما يجرى فى المحروسة منذ تنحى مبارك وحتى الآن!
والسؤال الذى يرد إلى النفس هو لماذا غفر الشعب الأمريكى لرئيسه بيل كلينتون كذبه فى واقعة مونيكا الشهيرة ولم يغفر الشعب المصرى لأنور البلكيمى واقعة كذبه فى أنفه الشهيرة؟ الإجابة تكمن أن واقعة كلينتون ربما سمح بها رصيده لدى شعبه واقتصاد قوى انعكس إيجابا على الوضع الاقتصادى للإنسان الأمريكى، هذا إلى جانب وقوف زوجته هيلارى إلى جواره فى محنته، أما فى واقعة البلكيمى فإن الناخب الذى أتى به التيار السلفى إلى البرلمان ربما انتخب رموزه على أساس دينى بحت، وهو يحمل لهم صورة لا تحتمل أن "يكذب المؤمن"، لذلك كانت صدمة الناخب فى البلكيمى كبيرة وكانت صدمة حزبه أكبر، مما حدا بالحزب إلى الخلاص من عبء النائب ومشكلته خوفا من الأثر السلبى لتلك الواقعة على الصورة العامة للحزب، عملا بمبدأ أن السيئة تعم والحسنة تخص!
بين الأنف والأنفة تشابه كبير فى الحروف وفى المعنى!.. الأنف كان وسيظل رمزا لعزة النفس والأنفة!.. والأنفة تعنى الكرامة والشموخ والكبرياء!
لعل أنف أنور البلكيمى الذى أصبح يضارع فى شهرته أنف أبو الهول كان سبباً فى اهتزاز صورة وأنفة حزب النور السلفى لدى العامة الذين أيقنوا أنه -حتى السلفيين يكذبون، بل و"يتجملون" أيضا!
الشفافية هى الحل!
النائب البلكيمى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري - مصري وبس - مصري أصيل - مصري ميّت - مصري منكاد - مصري هاطرقع من جنابي
حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح أبوشنب
سياسة الكيل بمكيالين يامدعي الديمقراطية والحرية
عدد الردود 0
بواسطة:
ام يوسف
مصريه
عدد الردود 0
بواسطة:
hsan
الكاذبون
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
هناك وجه آخر !!
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي مصطفي
لايعجبني تعليق مصرية او تعليق مصري اصيل
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
ما أشد فرحتكم بمصيبة حزب النور
عدد الردود 0
بواسطة:
ريتال
افة الراى الهوى
عدد الردود 0
بواسطة:
بلال
دى بداية النجاح لحزب النور على ما فعل مع البلكيمى
عدد الردود 0
بواسطة:
م / خالد شربيني
التعليق رقم 1 & 2 رائع