وائل السمرى

تحب تتهان بإيه؟

الثلاثاء، 13 مارس 2012 04:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل وسائل الإهانة متاحة هاهنا فى بر مصر، تفضل ولا تخجل، الإهانة متوفرة للجنسين، إن كنت رجلا محترما مرموقا ستوفر لك شرطتنا المهابة عقيدا وملازما لتهان فى الشارع ضربا وسحلا وسبا، كما حدث مع الدكتور عمار على حسن أحد أنبغ أبناء جيله فى علم الاجتماع السياسى والخبير فى الحركات الدينية والكاتب الصحفى النابه، والأديب اللامع الذى حصل على أعلى الجوائز وأرفعها فى مصر والخارج، وإن كنت مواطنا عاديا من المغضوب عليهم، فلك أضعاف ما رأى «عمار» بداية من الضرب وحتى الانتهاك، وليس انتهاء بالمحاكمة العسكرية الظالمة التى ستجرك إلى غياهب السجن دون رحمة أو عدل.
الإهانة أيضا متوفرة للإناث والسيدات، وبإمكانيات تتناسب مع الطبيعة الأنثوية، فلدينا إمكانية تعرية الفتيات فى الشوارع وسحلهن وضربهن، ولدينا إمكانية كشف عذريتهن فى المعسكرات وأمام الجنود كما حدث مع سميرة إبراهيم، التى برأ القضاء العسكرى مجلسنا العسكرى من الاعتداء عليها أمس الأول، أما إن كنت نائبا برلمانيا فستتعرض لإهانة تليق بأصوات من انتخبوك لتمثلهم، بأن يتجاهلك السيد رئيس الوزراء ولا يحضر إلى برلمانك لتستجوبه حول تهريب الأمريكان فى قضية التمويل الأجنبى.
أما إن كنت من أولئك المواطنين الطيبين الذين لا يبتغون إلا الستر ولا يبحثون إلا عن رغيف الخبر وأنبوبة البوتاجاز، فلك من الإهانة أضعاف مضاعفة، أقربها أن تموت فى طابور العيش فى سبيل لقمة تكاد تكون نظيفة، ولك أيضا من الإهانة نصيب إذا ما فكرت فى أنبوبة بوتاجاز ووقفت فى طابورها الممتد إلى أبد الآبدين، ولو فكرت فى أن تشكو إلى نائبك فى البرلمان فستصبح الإهانة إهانتين، تماما مثلما حدث مع أهالى العمرانية حينما قابلوا نائبهم جمال العشرى عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين شاكين له من عدم توافر الأنابيب، فنهرهم وأعرض عنهم قائلا: روحوا اتظاهروا عند المحافظة خلوها تنفعكوا، وحينما قال له أحدهم: هل هذه المعاملة السيئة جزاؤنا لأننا انتخبناك قال له: متنتخبنيش تانى، ولن ينفعك أن تشكى وتقول إن نائب العمرانية لا يوزع الأنابيب إلا على المحاسيب، ولن يعريك انتباها إذا هتفت وقلت إن الحرية والعدالة لا تتحقق إلا لجماعة الإخوان المسلمين، لأن سيادة النائب سيفاجئك بإهانة أخرى ويقول: إن من اعترض طريقه أمام المحافظة من الفلول ومن أتباع الحزب الوطنى، موحيا بأن الذين هاجموه «قلة مندسة» أرادت الوقيعة بين النائب وأبناء دائرته رغم أن الفيديو الذى صور الواقعة، أظهر أنهم مواطنون عاديون منهم ملتحون ومنهم سيدات ومنهم شباب، لكن لابد للإهانة عندهم من مبرر حتى ولو كان واهيا، ذلك لأنهم واثقون من أن مليشياتهم الإعلامية وأتباعهم فى كل مكان سيدافعون عنهم بالباطل مستغلين جميع أنواع الترهيبات والترغيبات مع خصومهم وقديما قالوا «جوع كلبك يتبعك».
هذه هى «الفرصة» التى طالب بعض أبناء الشعب المصرى بأن يعطيها الثوار للمجلس العسكرى والشرطة والبرلمان حتى يستعيدوا قوتهم، فلما أخذوا فرصتهم استعادوا قوتهم حقا، ولكن على حساب الشعب وتنكيلا به، هذه هى الفوضى التى بشرنا بها مبارك وادعى المجلس العسكرى وزبانيته أن الثوار يخططون لها وينفذونها، وليس أكثر فوضوية من إهدار العدل فى المحكمة والبرلمان والشارع، هذه هى الانتكاسة الحقيقية التى حذر منها أبناء هذا الوطن ولم يستمع إليهم أحد.
هل تريدنى أن أؤلمك أكثر؟
«ارفع رأسك فوق أنت مصرى»





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

حابى

الضرب

عدد الردود 0

بواسطة:

معتز عبدالسلام

مقال واقعى

عدد الردود 0

بواسطة:

Tony

اسلوب رائع ومختلف

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو فتحي

الحكم بالوكالة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة