* صفوت العالم: وكالات الإعلان تفرض مرشحين بعينهم على القنوات.. وأقترح وجود عناصر إعلامية بالعليا للانتخابات.. وإحالة المخالفات الإعلامية لجهة قضائية
* خالد عبد الله: القنوات الليبرالية تدعم المرشحين الإسلاميين أكثر من القنوات الدينية
مسحوق غسيل أو سمن صناعى أو رئيس جمهورية محتمل، الثلاثة لدى الإعلام والإعلان سواء، فكلها فى النهاية تترجم إلى نقود ومكاسب وبيزنس، وكلها تلجأ للإعلام والإعلان لهدف واحد وهو تقديمها للجمهور فى أفضل صورة حتى يقبل عليها.
ويقف خلف الأداء الإعلامى المصاحب لانتخابات الرئاسة شركات ووكالات إعلانية حولت الانتخابات إلى سلعة، خصوصا أن بعض رؤساء تحرير البرامج السياسية والتوك شو ومقدميها يتحازون لمرشحين بعينهم، مما يعد انتهاكا لحيادية التغطية الإعلامية، كما أن بعض القنوات الفضائية تدور فى فلك مرشحين بعينهم وسبق أن اتهمتها لجنة تقييم الأداء الإعلامى للانتخابات البرلمانية بعدم الحيادية، مثل شبكة تليفزيون الحياة التى اتهمت بالتحيز إلى مرشحى حزب الوفد الذى يرأسه صاحب القناة، والتى من المتوقع أيضا أن تنحاز إلى المرشح المدعوم من الحزب، حتى القنوات الكوميدية مثل موجة كوميدى تقدم لوحات ساخرة من أحمد شفيق لمواقف خاصة بالثورة من المتوقع أن تحتسب كدعاية مغرضة، وأيضا القنوات الدينية السلفية التى يرى البعض أنها تقدم دعما مطلقا للمرشح حازم صلاح أبو إسماعيل.
كل هذه الحسابات من شأنها أن تجعل من الأسابيع الثلاثة، وهى فترة الدعاية الانتخابية، حلبة مصارعة إعلامية أكثر منها سياسية، وقد يترتب على تجاوزات الفضائيات تضليل المشاهد وتوجيهه إلى مرشح معين بصورة عنه مخالفة للواقع.
«اليوم السابع» تجرى هذا التحقيق حول تأثير التجاوزات الإعلامية على اختيار رئيس الجمهورية.
الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام ورئيس لجنة تقييم الأداء الإعلامى على انتخابات الرئاسة يقول لـ«اليوم السابع»: الأداء الإعلامى فى هذه الأيام أخطر عامل من شأنه أن يؤثر سلبا على المناخ السياسى، وعلى الأخص انتخابات الرئاسة، وعدم توفير آلية دقيقة وحاسمة وموضوعية لضبط الأداء الإعلامى، وكشف المخالفات التى تحكمها علاقات وكالات الإعلان مع الفضائيات والمصالح الخفية التى قد تخفى على اللجنة العليا للانتخابات، وهو من شأنه أن يهدد نزاهة الانتخابات، ويعمل على تحويل آراء الناخبين من مرشح إلى آخر، والوكالات الإعلانية تفرض على الفضائيات مرشحين بعينهم حسب المبالغ التى تتقاضاها من كل مرشح، بخلاف بعض مذيعى التوك شو الذين يعملون لحساب حملات بعض المرشحين أو فى حالة تحالف ما معهم.
ولا يوجد مرشح كامل، فكل مرشح له مزايا وعليه تحفظات، ولو كان الناخب متذبذبا بين أكثر من مرشح فمن الممكن أن يتم توجيهه بسهولة إلى مرشح معين، وهذا من خلال الأداء غير المنضبط الذى يخفى معلومات ويبرز معلومات وتوظيف استطلاعات الرأى لصالح مرشح معين والتى عادة ما تكون غير دقيقة بخلاف بعض الدلائل المزيفة التى تقدم لهم مرشحاً بعينه.
ويرى العالم أن الحل هو أن تضم اللجنة العليا للانتخابات عناصر إعلامية وخبراء فى الإعلان، ولا تقتصر على العنصر القضائى فحسب لأن هناك أساليب غير مهنية تمارس فى الإعلان والإعلام ضد نزاهة العملية الانتخابية، ولا يمكن لأحد إدراكها إلا عنصرا متخصصا فى الإعلام.
وعن العقاب الرادع الذى يجب أن يتم الإعلان عنه لمواجهة المخالفات الإعلانية يقترح العالم مع وجود عناصر إعلامية وإعلانية، باللجنة العليا للانتخابات يقوم برصد المخالفات الإعلامية أن يتم توصيف هذه المخالفات وإحالتها، لأية جهة قضائية.
ومن العقوبات المقترحة حجب القناة لفترة زمنية أو إيقاف الترخيص وإذا كان الخطأ يخص المذيع تقوم القناة بتحديد المسؤولية ومعاقبة المذيع، حيث تضم لجنة مراقبة الأداء الإعلامى على انتخابات الرئاسة مندوبا عن كل قناة فضائية مصرية.
بيزنس الفضائيات فى الدعاية بانتخابات الرئاسة لم يقتصر على استضافة مرشحين بعينهم فقط، إنما يتضمن أيضا منافسة القنوات الفضائية وشركات الدعاية والإعلان لإنتاج برامج تليفزيونية وإذاعية أيضا مدفوعة الأجر تقوم على استضافة الشخصيات المرشحة لرئاسة الجمهورية القادرة على دفع المقابل المطلوب، والبعض يقدم استضافة مرشحى الرئاسة فى شكل خدمى ويعوض المكسب من خلال الحملات الإعلانية التى تأتى على أسماء المرشحين الأكثر شهرة، على رأس هذه البرامج برنامج «الرئيس» الذى تملأ إعلاناته شوارع القاهرة وبعض المدن المصرية بإعلان أزرق اللون، والذى بات لغزا حتى لمن يعملون بالمجال الإعلامى والإعلانى، حيث خرجت عليه عدة شائعات بعضها تقول إنه جزء ضمن دعاية بعض المرشحين للرئاسة، والبعض يجزم أنه برنامج تليفزيونى يستضيف عددا من المرشحين، وآخرون يقولون إنه برنامج، ولكن لصالح مرشح واحد بعينه، إلا أن مصدراً كشف لـ«اليوم السابع» أن طارق نور هو صاحب هذا البرنامج.
على صعيد آخر يتوقع البعض أن تكون القنوات الدينية منبرا يقتصر على المرشحين الإسلاميين فقط، وعلى رأسهم الدكتور حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح عن التيار السلفى.
ويقول خالد عبد الله، مقدم برنامج مصر الجديدة على قناة الناس: «قناة الناس لا تدعم حازم صلاح أبو إسماعيل، بل ربما يكون المرشح الوحيد الذى لم يظهر على شاشة القناة، وأنا أعلنت أنى ضد ترشحه من الأساس، وعلى الرغم من أن قناة الناس قناة دينية فإننا استضفنا كل المرشحين من كل التيارات مثل باسم خفاجى، ومرتضى منصور، وسليم العوا، بل المفاجأة أننا عند استضافة أحد المرشحين غير الإسلاميين وهو عبدالله الأشعل أكد أنه يلقى تهميشا من القنوات الليبرالية، بينما تجد أن المرشح الأكثر ظهور على القنوات الليبرالية هو حازم صلاح أبو إسماعيل.
ويشير الشيخ خالد عبد الله إلى أن القناة الدينية الوحيدة التى حددت موقفها هى قناة الرحمة التى أعلنت صراحة دعمها المطلق لحازم صلاح أبو إسماعيل، ولا توجد قناة غيرها أعلنت موقفا واضحا من أى مرشح، ولا يتوقع الشيخ خالد عبد الله نشوب أى حرب إعلامية بين القنوات الدينية والليبرالية، بسبب مرشحى الرئاسة الإسلاميين حيث إن المرشحين الإسلاميين يظهرون بالقنوات الليبرالية أكثر من القنوات الدينية.
بيزنس "الرئاسة".. فضائيات تدعى ارتداء ثوب الحياد وأخرى تنحاز لمرشح
الثلاثاء، 13 مارس 2012 01:47 م
منى الشاذلى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
amura
مليش دعوه
مليش دعوه انا عاوز تيفه عاوز تييييييفه