ساعات طويلة مرت عليهم كدهر بطوله عاشها الرهائن المختطفون على يد العصابات المسلحة بعد اقتحامهم لقرية صنعاء بالوادى الجديد وقاموا بإطلاق النار الكثيف على أهالى القرية لمنع قوات الأمن من مطاردتهم.
وكان التشكيل العصابى اقتحم القرية لسرقة كميات من الحديد من خط سكة الخارجة - الأقصر الحديدية وانتشرت قوات الأمن فى القرية لمواجهتهم ولكنها تراجعت تحت كثافة إطلاق النيران من التشكيل العصابى المسلح بأسلحة ثقيلة وبعدها قامت العصابة بإطلاق النار على الأهالى مما تسبب فى مقتل فتاة وإصابة سيدة، واختطفوا عددا من الأهالى لمساومة قوات الشرطة والجيش لضمان الخروج الآمن من المنطقة وأبلغوا أهالى القرية رسائل تهديد مباشرة بحرق القرية وتدميرها فى حالة تعامل الشرطة أو الجيش معهم، وهو ما نجحت فيه العصابة المسلحة والتى تمكنت من الخروج من المنطقة بعد أن انتهت من أعمال تقطيع وشحن كميات الحديد من خط سكة الخارجة - الأقصر الحديدية.
التقت "اليوم السابع" بعدد من المختطفين بمستشفى الخارجة العام بعد أن تم نقلهم إليه فى حالة سيئة بسبب الاعتداء عليهم وإجهادهم من قطع تلك المسافات الطويلة فى الصحراء سيرًا على أقدامهم.
يقول أحمد عبد القادر أحد الرهائن المختطفين لـ "اليوم السابع" إنه كان يعمل فى أرضه وفوجىء بعدد من الأشخاص المسلحين بأسلحة ثقيلة متعددة اختطفوه واثنين آخرين واقتادوه لمنطقة نائية وقاموا بتعذيبه وكشف جسده لمعاينة آثار التعذيب الذى تعرض له من أفراد العصابة.
وأكد عبد القادر أنه لم يكن يعرف سبب هذا الاعتداء إلا بعد أن اتهمهم أحد أفراد العصابة بأنهم هم الذين أبلغوا عنهم الشرطة وكانت لهجتهم أقرب إلى اللهجة القناوية وكان أغلبهم فى حالة انفعالية شديدة وصبوا جام غضبهم علينا بالضرب والتنكيل والتعذيب.
واستنكر أحمد سلوك الشرطة فى هذه الحملة التى تمت بشكل فجائى دون التنبيه على المزارعين والأهالى بإخلاء المنطقة من السكان.
ويضيف أخوه محمد عبد القادر المختطف الثانى أيضا أن أفراد العصابة طاردونا بسيارتهم وفجروا إطارات سيارتنا مما تسبب فى تعطلها وقاموا بإنزالنا منها وربطوا أعيننا وقاموا بحرق السيارة الخاصة بنا ولم نلحظ ملامحهم جيدا وذلك بسبب ذعرنا الشديد من الأسلحة الثقيلة التى يحملونها ومنها الجرونوف ومدافع الآر بى جى وذخيرة بكميات كبيرة جدا.
واقتادونا لمنطقة جبلية بعيدة وكنا قد أيقنا أنهم سيقتلوننا بالفعل ودعوت الله فى سرى أن يلطف بحالنا وينقذنا من أيدى هؤلاء البلطجية الذين قاموا بالاعتداء علينا بالضرب بأسلاك الكهرباء والأحزمة والعصى حتى أفقدونا القدرة على المقاومة وظلوا يتهموننا بأننا من قمنا بالإبلاغ عنهم وعندما ذهبنا لمنطقة تواجد العصابة لم نتعرف على المكان لكونه فى منطقة صحراوية بعيدة جدا.
ووجدنا 4 أشخاص آخرين بينهم سائحة ألمانية الجنسية كما أخبرتنا أنها تتحدث العربية وتقول إنها مسلمة وفى رحلة سفارى وسمحوا للسائق الذى كان برفقتها بالرحيل وهو مربوط العينين للإبلاغ عن خطفنا ومساومة الأهالى على إبعاد الشرطة حتى تهرب العصابة من المكان.
وبصوت متقطع يقول حسن على محمود المختطف الثالث مزارع مسن إنه كان برفقة أقاربه أحمد ومحمد عبد القادر وفوجئوا بإطلاق النار الكثيف وهروب سيارات الشرطة على الطريق الأسفلتى فى مواجهته سيارات العصابة والتى تطلق عليهم النيران بكثافة شديدة.
وقطعوا علينا الطريق واوقفونا واعتدوا علينا بالضرب الشديد واقتادونا لمنطقة مجهولة فى الصحراء وارهبونا بالاسلحة التى لديهم وفوجئنا بأشخاص آخرين تم احتجازهم من بينهم سائحة ألمانية تتحدث العربية كانت برفقتنا ولكن الخاطفين لم يتعرضوا لها بالإساءة وسمحوا لنا بالصلاة فى مقر حجزنا وهو عبارة عن مكان مكشوف فى محيط يبدو كأنه ورشة صناعية يقومون فيها بتقطيع شريط السكة الحديد.
وبعد أن انتهوا من أعمالهم قاموا بنقلنا فى سيارة لمنطقة جبلية تبعد حوالى 10 كيلومترات عن طريق الظهير الصحراوى وتمكنا من الوصول للطريق الأسفلتى ونحن فى أشد حالات التعب.
موضوعات متعلقة..
عصابة الوادى الجديد تخطف مواطنين وتطالب بمنع الشرطة من التدخل
بالفيديو.. رهائن عصابة الوادى الجديد يروون رحلة اختطافهم.. العصابة سرقت كميات من الحديد.. والشرطة تراجعت أمام أسلحتهم الثقيلة.. وسائحة ألمانية كانت من الرهائن.. وهددونا بحرق القرية حتى يهربوا
الثلاثاء، 13 مارس 2012 11:08 ص