د.أسماء فتحى تكتب: الغزو بالأعلام

الإثنين، 12 مارس 2012 10:09 م
د.أسماء فتحى تكتب: الغزو بالأعلام صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من منا لا يعرف شكل العلم الأمريكى أو ألوانه الثلاثة وعدد نجومه الخمسين؟ أعتقد أنهم قليلون فهو يعتبر أشهر علم فى العالم والأكثر تذكراً فى أذهان الناس، وليس سبب هذا أن أمريكا هى القوى العظمى الحالية والمسيطرة بكل كياناتها على العالم إما اقتصادياً "وذلك بالتمويل المالى والغذائى، وإما سياسياً " والذى يظهر فى أفعال بعض الدول التى آثَرت أن تجعل أمريكا أماً روحية لها، وإما أمنياً " وذلك بوجودها فى قواعد عسكرية منتشرة فى العالم، وإما فنياً وهذا مربط فرسى اليوم فلست أمتلك من الآليات والمعطيات التى تخولنى للمضى قدماً فى النواحى السابقة، ولكنى أتناول الجانب الفنى كمتابعة جيدة وحريصة على مشاهدة الأفلام الأمريكية، وكذلك البرامج ولكن ليست لأن أمريكا هى أمى الروحية ولكن لقدرتهم على احترام الفكر والتخيل فى ذهن المشاهد، ليس لأنها تمتلك من المال ما يخولها لتُخضع كل التقنيات المتاحة فى سبيل إنجاح العمل مع أن هذا ليس بالشىء الهين أو البسيط، لكن لأنها تمتلك من الفكر ما يجعلها تُجبر المشاهد على احترام العمل وتقديس مقدميه، فوالدى دائماً يقول لى ( زمان كانوا بيعملوا أفلام يطلعوا فيها القمر وكنا بنقول إيه الهبل ده ) وقد كان.. فهم أذكياء فى تطبيق قوانين الاحتمالات والتى يرون من خلالها ما مضى وما هو آت بل ويتنبأون بالمستقبل والذى ليس هو بقريب.

ومن متابعتى للأفلام الأمريكية ( والتى لا أتفق مع بعضها فيما تتناوله أو ما تتناوله ) ولكنى محبة وعاشقة للأداء والمحصلة النهائية للأعمال ولست وحدى فالأفلام الأمريكية غزت العالم ككل من خلال أعداد المعجبين التى فى تزايد مستمر على مستوى العالم فهذه الأفلام كانت السفير الأول لديكور المنازل الأمريكية من مطابخ لغرف معيشة إلى تصميم المنازل الخارجى والذى أصبح من أغلى التصميمات الحالية فهنيئاً للأمريكيين الذين استطاعوا عمل كل هذا من خلال الأفلام والموسيقا والأغانى التى أمركت كل عربى وكل شرقى والرقص الأمريكى الذى غزا كل كليب فنانيه عربا كانوا أو غير عرب.

ومن الملاحظة للأفلام الأمريكية فستجد أن معظم الأفلام وخاصة التى تُطرح خارج البلاد ( أى بيتم تسويقها لأوروبا وآسيا وإفريقيا وهكذا ..) لا تخلو من العلم الأمريكى وهذا يستوجب وقفة وتساؤل لماذا؟ فستجد أيها المتابع لهذه الأعمال أن أى فيلم على اختلاف أنواعه فيه توجد الأعلام إما فى الشوارع أو على المنازل أو الملابس فلابد من وجود علم أمريكى ويظهر ليس لمرة واحدة وإنما طوال الفيلم من خلال مشاهد مختلفة فهل هو شعور بالانتماء قُدست من أجلهِ الأعلام أم هذا نزعة قومية أمريكية هوليودية ؟ وهل اتفق كل منتجى الأعمال ومخرجيه على هذا ؟ أم أنه توجه الأستديوهات الهوليودية والتى هى معنية بالإنتاج الفنى ؟ أم هى نظرة ذات بعدٌ آخر خاص بالدولة الغرض منها طبع جزء من أمريكا متمثلا فى العلم فى أذهان الناس ولذلك فإن من أصبح كبيراً ليس لأنه كبير الحجم أو كبيرا بالمال أو النفوذ ولكن لأنه يفكر كالكبار ويتصرف مثلهم، وستجد أن الحلم الأمريكى، ليس خاصاً بأبناء العم سام وحدهم ولكنه إنتقل إلينا وأصبح حلماً عربياً بأن تصبح أمريكياً .... وعجبى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة