خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": صلاحيات الرئيس

أستأذنك ألا تشعر بالملل من الحوار حول الدستور، وأكرر عليك أنا بلا ملل من جانبى هذه الحقيقة الأساسية، أنه لا معنى لأى عمل انتخابى أو برلمانى أو رئاسى بدون الاستقرار على الدستور الجديد، ولا قيمة لأى فعل أنجزته الثورة بدون الوصول إلى شاطئ دستورى آمن ومدنى ويحترم دولة القانون.

أنت تعرف الآن أننا نقطع شوطاً كبيراً نحو انتخابات الرئاسة فى الوقت الذى لا يعرف فيه أى من المرشحين الحاليين صلاحيات الرئيس المنتخب فى الدستور الجديد، نحن ننتخب رئيساً دون أن نحدد له صلاحياته الأساسية، ونحن نهرول فى سباق رئاسى دون أن نعرف ما الذى ستنتهى إليه نتائج الحوارات الدستورية حول شكل النظام السياسى للبلد، وكل المرشحين الذين سحبوا أوراق اللجنة العليا على مدار الساعات الماضية, يتصدون لمنصب لا يعرفون حدود قوته، أو طبيعة مهامه، أو القيود السياسية والبرلمانية المفروضة على عمله، نحن لا نعرف هل سننتصر للنظام الرئاسى، أم سننجرف نحو النظام البرلمانى، أم سنعمل قسراً بالنظام المختلط.

إن لم تكن هذه الحالة هى الفوضى والعبث بعينه، فما هو تعريف الفوضى إذن؟ وما هو شكل العبث فى هذه الحالة؟

أتعجب من ظاهرة البيات الشتوى الثورى فيما يتعلق بالدستور، وأندهش من هذا التجاهل من نشطاء ميدان التحرير لما يدور فى الكواليس ويخص التعديلات الدستورية، وشكل الجمعية التأسيسية، هناك من أراد عمداً أن يضع العربة أمام الحصان لننتخب برلمانا مشكوكا فى دستوريته، ثم ننتخب رئيساً بلا صلاحيات، ونرسم بنياناً هيكلياً لدولة فارغة المضمون، ولا تعمل وفق أسس قانونية صحيحة.

نحن غرقنا فى الأداء الظاهرى للحرية، ونسينا أن شجرتها لن تنمو إلا إذا كان أصلها ثابتا وفرعها فى السماء.