أناديك أيها القارئ هل تسمعنى؟ نعم أقصدك أنت، أميزك من بين كل الناس وأخصك بكلماتى، لماذا لا تجيب؟ لا تلتفت تظننى أشير لغيرك، أنادى عليك بأجمل ما أعرفه عنك، أعرف أفعالك، أهدافك، طموحك، حقوقك، واجباتك.
ربما لم أميز ملامحك من بين كثير من الملامح، ربما كنت أسمر اللون أو أبيض، ربما كنت قصير القامة أو أطول، فلتكن صورتك عند بداية خلقك أى صورة اختارها لك ربك، أكيد هو أعلم بما هو خير لك، لكن لا أحادثك فيما اختاره الله لك، ولكن فيما خيرك الله فيه، ذلك الذى أميزك به عن غيرك، لا تظن أنى أعرفك باسمك، فكثير من الأسماء تتشابه وربما تتماثل، لكن اسمك أنت بداية لما هو أكبر، فإذا ما ذكرت أى اسم هو مجرد اسم ما لم يذكرنا بما هو أكثر.
فحين أذكر الشمس، هى تلك التى تضىء السماء ونشتاق إليها فى المساء، هى تلك التى نغسل بدفئها برودة ليالينا، ما هى الشمس إن لم نعرف عنها ذلك؟ بمجرد أن أنطق بالاسم ينطلق العقل بسرعة لوصفها، وينطلق الخيال بخفة لرسمها، يصف جمال صنع الله بها، ودقة حركتها فى الكون.
أنت لا تقل عن الشمس أو القمر أو النجوم أو الشجر، فإذا ما ذكرت اسمك تذكرت جمال أعمالك، وحسن اختياراتك، وصبرك على مر آلامك، تذكرت لحظاتك الصعبة التى واجهت فيها أخطاءك بشجاعة، والأصعب التى هربت فيها لحين استجماع ما بقى من قوتك من بين ضعف أحزانك.
نعم أنت أجمل مما تصفه ملامحك، وأعمق بكثير من حدود مظهرك، أنت اختيارات تراكمت حتى كونت خبرات قيمة، أنت آلام ومشاعر تراكبت حتى نضجت تحمل ألوان طيف الأحاسيس الرائعة التى تواجه بها فساد المشاعر المنشر بالحياة.
ربما لم أسعد بالتعرف على اسمك أيها القارئ أو صورتك أيتها القارئة، لكن رسمت لكم الكثير من الصور الجميلة التى عرفتكم بها، وأكتب لكم لعلى أصف لكم بعض جمالكم فى قلبى الذى ربما غاب عنكم فى شتات الحياة وانشغالاتها، لكن أبداً لا يغيب عنى شكركم أنكم أشرتم بجميل قراءتكم لكلماتى لما هو أجمل ما أشكر الله عليه بأن رزقنى حبكم وحب متابعتكم لأفكارى وكلماتى لعلنا نصل سوياً إلى جمال الحقيقة، الجمال الحقيقى الذى يتعدى الصور والأسماء إلى جمال الفعل والكلمات التى تنمى جمالكم فى نفوسكم فترون جمال الخير فى الحياة، لكل قرائى بعد مرور ثلاث سنوات على أول مقالة تنشر لى بالصحافة العامة.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Eman Ali
تمنياتي بمرور 30 عاما وليس 3 فقط علي إبداعاتك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود كرم الدين محمود ـ كاتب المقال
شكراً ايمان .. لكِ ولكل الردود على صفحتي على الفيس بوك كتبت تلك الكلمات