ذكرت صحيفة"لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن السجلات الإيرانية المزيفة حول استخدامها للوقود تثير القلق من تأكيدات الرئيس الأمريكى باراك أوباما بمعرفته ما إذا كانت إيران ستبدأ محاولة بناء سلاح نووى.
وقالت الصحيفة - فى تقرير نشرته اليوم وأوردته على موقعها الإلكترونى الأحد - أن هذه مسألة حاسمة لأن البيت الأبيض يزعم أن الأقمار الصناعية الأمريكية وأجهزة الاستشعار عن بعد والجواسيس ومراقبى الأمم المتحدة سيمدون الولايات المتحدة بمعلومات موثوق فيها حين تفشل الجهود الدبلوماسية، وحول الوقت الذى يتطلب فيه تدخل عسكرى لمنع إيران من استكمال بناء سلاح نووى، ولكن هذه الشكوك تعتمد فى جزء منها على سجلات إيران المخادعة حول وقودها النووي.
وأضافت الصحيفة، أنه فى العقد الماضى اكتشفت وكالات الاستخبارات الغربية مرتين عددا كبيرا من المنشآت الإيرانية التى تم بناؤها لتخصيب اليورانيوم وأن السؤال المهم الآن هو هل تخفى إيران مواقع تخصيب نووية أخرى أو مراكز أبحاث للأسلحة.
وقالت الصحيفة: إن إيران سيتوجب عليها إنتاج يورانيوم صالح لصنع الأسلحة إذا أرادت عمل قنبلة، ولكنه حتى الآن يقوم مراقبو وكالة الطاقة الذرية بزيارات مراقبة منتظمة إلى مجمعات تخصيب اليورانيوم فى نطنز وفوردو فى إيران ويقيسون تطور كل مادة نووية وسيقومون بالكشف سريعا عن أى انحراف عن المسار الطبيعى أو رفع نسبة التخصيب من 20% إلى 90% لعمل وقود اللازم للسلاح النووى، ولكن فى ذات الوقت إذا تم طرد الفريق أو حرمانه من دخول إيران فإن هذه الضمانة ستختفى، وأن واشنطن وحلفاءها سيتركون لتوقع الأسوأ.
وقالت صحيفة: "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، إن علاقة إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية سريعة الاشتعال وحادة، فطهران رفضت الإجابة كاملا عن الأسئلة المتعلقة بالجانب العسكرى المحتمل للبرنامج إلا أنها تراجعت عن ذلك الأسبوع الماضى، وأعلنت فى فبراير 2010 عن 19 منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم.
ولكنها قالت فى أغسطس الماضى، إن هذه الخطة قد توقفت إلا أن تقرير الوكالة الأخير أشار إلى أن إيران تفتقر إلى التعاون معها.
فى سياق متصل أشارت الصحيفة إلى مقابلة لأوباما قال فيها: إنه فى تقدير الولايات المتحدة إن إيران لا تمتلك سلاحا نوويا بعد، وليست فى وضع يسمح لها بذلك بعد، ولكنه سيعرف قبل أن تحاول القيام بذلك بوقت كاف.
وقالت الصحيفة إن سبب ثقة أوباما حسب مسئولين فى الإدارة الأمريكية يرجع لوجود مفتشين لوكالة الطاقة الذرية على الأراضى الإيرانية، وسيكتشفون أى محاولة لقيام طهران بصنع سلاح نووى، هذا بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة اكتشفت من قبل المنشآت السرية الإيرانية، وستكتشف إذا قامت بذلك مجددا قبل استخدامها لتخصيب اليورانيوم، وهو ما أكده خبير فى المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية، حيث قال إنه إذا أرادت إيران تخصيب يورانيوم فستضطر لعمله فى منشآت سرية، ولكنها لا تستطيع الحصول على منشآت سرية فى وجود هذا الكم من وكالات الاستخبارات.
وأضافت الصحيفة الأمريكية: إن هناك البعض من الجانب الآخر يحذرون من أقمار التجسس والطائرات الاستطلاعية والمصادر الأخرى قد لا تكون كافية للكشف عن برنامج لصنع قنبلة سرا، خصوصا مع الأخذ فى الاعتبار طبيعة الجغرافيا الإيرانية الممتدة وقاعدتها الصناعية الكبيرة، حيث اعتبرها المسئول الكبير فى الاستخبارات الأمريكية مارك لونثال أن إيران بلد كبير لا يمكن تغطيتها بالكامل.
وقالت الصحيفة، إنه بالرغم من استحالة تغطية إيران بالكامل إلا أن أمريكا ما زالت وحلفاءها يقومون بجهود تجسس كبيرة ضد إيران، يقوم المحللون فيها بدراسة أوامر الشراء التى تستصدرها الشركات الإيرانية، ويتم التجسس على اتصالات الحكومة وتراقب مشاريع البناء الكبيرة، وتقوم مجسات تحملها طائرات بتحليل الانبعاث الكهرومغناطيسية الكيمائية للاستدلال عما يحدث فى المصانع الإيرانية، واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة إنه على جانب آخر لم تدر استخبارات الولايات المتحدة بأن سوريا تقوم بإنشاء مفاعل نووى سرا، حتى قبل وقت قليل من تدمير الطائرات الإسرائيلية لهذه المنشأة فى عام 2007، وأن الإيرانيين يتعلمون من الأخطاء ويتعلمون كيفية العمل فى هدوء وصمت وأن هذه المسألة بالنسبة لهم لعبة قط وفأر.
لوس أنجلوس تايمز: شكوك فى تأكيدات أمريكا عن معرفتها بتطور برنامج إيرانى
الأحد، 11 مارس 2012 05:48 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة