تشييع جثمان شهيد الشرطة ودفنه فى مقابر عائلته ببنى سويف

الأحد، 11 مارس 2012 12:11 م
تشييع جثمان شهيد الشرطة ودفنه فى مقابر عائلته ببنى سويف جانب من تشييع الجثمان
بنى سويف - أيمن لطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله" و"الله أكبر".. بهذه الكلمات استقبل الآلاف من أهالى قرية (عطف إفوه) بمركز الواسطى ببنى سويف، جثمان ابنهم الشهيد "أكرام محمد الناجى حسن خليفة"، معاون مباحث مركز قوص بمحافظة قنا، الذى استشهد أثناء حملة أمنية لضبط الخارجين على القانون، عندما أطلق عليه النار أحد المطلوبين بقرية حجازة مركز قوص، فأصيب بصدره ولقى حتفه حيث وصل مساء أمس من قنا جثمان شهيد الواجب ملفوفا بعلم مصر إلى مسقط رأسه ليحمله أهالى قريته على الأعناق من أمام منزل والده وسط تهليل وتكبير وبكاء إلى سرادق بجوار مزلقان السكة الحديد، حيث أدى الحاضرون صلاة الجنازة على الشهيد وتحامل والده على نفسه وصلى بالمشيعين إماما لينهى الصلاة بالبكاء على فراق ابنه.

كما أصرت والدته على حضور الصلاة فى الصف الثانى لكنها خرت مغشيا عليها أثناء الصلاة، وعندما أفاقت أدت صلاة الجنازة على نجلها منفردة وعقب ذلك انهارت أسرة الشهيد (أمه ووالده وأشقاؤه وخالته) وخروا جميعا باكين فوق الجثمان يقبلونه ورددت أم الشهيد عبارة (ابنى عريس فى الجنة) أما والده (احتسبته عند الله شهيدا)، بينما قالت خالته (أنا أشتم رائحة المسك تفوح من جسده).

عقب ذلك شيع أهالى القرية جثمان الشهيد إلى مدافن عائلته بمقابر قرية ميدوم مركز الواسطى، حيث انتهت مراسم دفن الجنازة بعد منتصف ليلة أمس وسط تشكيل من جنود الأمن المركزى وفى حضور اللواء عطية مزروع مدير أمن بنى سويف ونوابه والعميد أيمن هنداوى مسئول العلاقات الإنسانية بوزارة الداخلية والعميدين زكريا أبو زينة رئيس المباحث الجنائية ومحمود بهير مدير إدارة المرور والرائد رفيق عبد الله مدير العلاقات العامة بمديرية أمن بنى سويف والشيخ محمد مصطفى عضو مجلس الشعب عن حزب النور، حيث رفض أهالى الشهيد فور علمهم باستشهاد نجلهم إجراء مراسم جنازة عسكرية عند استقبال الجثمان أو عند دفنه فى المقابر.

ونظراً لانخراط والد الشهيد وأسرته فى البكاء "اليوم السابع" التقى ياسر محمد37 عاما، مدرس بالمعهد الأزهرى خطيب مسجد الحنفى بالقرية وابن عم الشهيد، حيث قال، إن الشهيد يبلغ من العمر 28 عاما له 4 من الأشقاء هو ثالثهم فى الترتيب، واصفا الشهيد بأنه كان ملتزما خلقيا ودينيا وخلال زياراته وأشقائه للقرية بصحبة والده كان حريصا على ارتداء الجلباب والصلاة فى مسجد الحنفى الذى أسسه جده مأذون القرية رحمة الله عليه، ورغم أن عائلة الشهيد تعد الوحيدة بالقرية التى بها كثير من المناصب الشرطية، إلا أنه كان متواضعا خفيف الظل حريصا على صلة الرحم والسؤال عن أهله وأقاربه.

وأضاف أننا حضرنا خطبة الشهيد على فتاة من القاهرة منذ عدة أشهر وكان يستعد لعقد قرانه والزفاف الأسبوع القادم، ولكن القدر لم يمهله واختطفته رصاصات الغدر والخارجين على القانون الذين كان يتحدث معى عنهم فى زيارته الأخيرة منذ أقل من شهر بعدما فرغنا من صلاة الجمعة فى مسجد الحنفى، حيث انتقد البلطجة وترهيب المواطنين وسرقتهم بالإكراه، معلنا رغبته المساهمة فى جميع الحملات الأمنية للقبض على هؤلاء الأشقياء والفارين من السجون، لكنه لم يكن يدرى أن نهايته ونيله الشهادة ستكون على يدى أحدهم.

واستطرد ابن عم الشهيد حديثه قائلا، إن والد الشهيد عمره 55 عاما، يعمل مهندسا وأمضى عدة سنوات مضت فى السعودية لم ينقطع خلالها عن زيارة عائلته وأهالى قريته ورغم وجود أسرته فى القاهرة بعد توقفه عن السفر، إلا أنه دائم التواجد بين عائلات القرية مصطحبا أسرته والإقامة بمنزله بالقرية الذى يعد مكان تجمع وإلتقاء لأبناء القرية فور علمهم بقدومه، حيث يقدرونه ويحتكمون إليه فى المجالس العرفية لحل مشكلاتهم.

أما وائل محمود مدرس (من أهالى القرية) فقال، إن والد الشهيد ووالدته مشهود لهما بحسن الخلق، يحبهما الأهالى لعطفهما على الفقراء وكثرة عطاياهما وتسابقهما فى الخيرات طوال العام، خاصة خلال شهر رمضان والأعياد، لذلك كان نسلهما يحمل نفس الصفات، فالشهيد النقيب (أكرام) فضلا عن شهامته واحتفاظه بجذوره وعادات وتقاليد قريته كان وأخوه المهندس إسلام وشقيقتيه يصلون أرحامهم ويساعدون المحتاجين من أهالى القرية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة