سامح جويدة

الكابوس المحتمل

الأحد، 11 مارس 2012 10:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجمل ما فى فتاة أحلامك أن تظل فى أحلامك لأنها لو ظهرت على أرض الواقع ستكتشف أنها كوابيس، ولا فرق بين الأحلام والكوابيس وأنت نائم غير العشاء والغطاء، ولكن وأنت صاحى هناك فرق كبير، فالأحلام تحتاج الكثير من الجهد والهد والشد لكى تتحقق، بينما الكوابيس تأتى لك من حيث لا تحتسب، فهى أوفر سلعة فى مصرنا العزيزة، ومتاحة بكل فروع القطاع الخاص والعام حتى يصل الدعم إلى مستحقيه والكابوس إلى الفئات المستهدفة.. فالتعيس الذى حلم بأن يأكل هو وعياله ونزل يسعى للحصول على أنبوبة بوتاجاز ومات شهيدا فى زحام الطوابير تحوّل حلمه إلى كابوس، والبائس الذى حلم بأن يزور أباه وأمه فى البلد و«اتثبِّت» على الطريق، و«اتقلِّب» و«اتهلِّب» تحوّل حلمه أيضا إلى كابوس.

نحن جميعا حلمنا بإصلاحات الثورة ونعيش الآن فى كوابيسها، عادى.. حتى الثوار الذين ضحوا واستشهدوا وهم يحلمون بالتغيير أفاقوا على أنهم مجرد جواسيس. كل الأحلام فى بلدنا تتحول إلى كوابيس فلا تنتظر أن تستورد فتاة أحلامك من أمريكا.. فهيهات أن تعامل معاملة الأمريكان وتخرج من جريمة تجسس بكفالة.. الكابوس الوحيد المتوافر الآن، أن يتم التحقيق معك فى محاكم عسكرية مثل الإعلاميين، فتجد نفسك فجأة متهما بالتحريض على إسقاط الدولة، أو بالهجوم على المجلس العسكرى على أساس أنك طابية أو من فصيلة المدرعات.. ويبقى السؤال: «يا ترى يا هل ترى كابوس بكره إيه؟»، أتصور أن فيلم رعب الموسم سيكون بطولة الرئيس القادم، فالانتخابات الآن بلا رقابة انتخابية لا داخلية ولا دولية، والأصوات مفتتة بين 38 مرشحا، منهم اثنان أو ثلاثة محتملون، والباقى غير محتملين، ولو رئيس حديقة حيوانات.

ولا أعرف لماذا أشعر بأن الرئيس القادم سيكون من النوع الأخير، بالصناديق أو بالتلفيق، وأننا سنظل نحكم بالحديد والنار مشدودين بالسلاسل فى نفس الأقفاص.. والمصيبة أننا سنجد من يغنى ويمجد ويمدح فى هذا الحكم الحيوانى الرشيد.. وقديما سمعت نكتة ملهمة تحكى عن فتاة اسمها سناء حاصلة على بكالوريوس تجارة 98 فشلت فى الحصول على عمل إلى أن أعطاها أحد أقاربها كارت توصية لمدير حديقة الحيوان الذى لم يجد لها أيضا أى عمل إدارى، إلا أنه عرض عليها أن تقوم بدور زوجة الأسد التى ماتت وترتدى فروتها وتظل فى القفص ليشاهدها الجمهور لعدة ساعات، وبراتب مغرٍ ووافقت سناء وظلت لمدة شهر فى القفص، إلى أن أدخلوا عليها ذات يوم أسدا فأخذت تصرخ: «الحقونى الحقونى.. أنا سناء بكالوريوس تجارة 95».. فقال لها الأسد: «وأنا طلعت محروس بكالوريوس علوم 95 زميلك فى القفص».. فهل تكون هذه هى النبوءة مع الكابوس المحتمل؟.. محتمل؟





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

معتز عبدالسلام

هى بالفعل

أجابة على سؤالك هو هذا بالفعل مصيرنا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة