الجلسة العائلية التى تجمع شمل الأسرة تنتهى إلى التفاف الجميع غالبا أمام التليفزيون، وينسحب الأطفال غالبا إلى الكمبيوتر، لممارسة ألعابهم وينهمك الكبار فى مشاهدة الفيلم أو المباراة أو برامج التوك شو، أو حتى المصارعة الحرة.
وعدد قليل من الأسر تميل إلى القراءة والنهم المعرفى وتعويد أطفالهم على القراءة والاطلاع.
وقد يربط الأبوان أولادهما بعدد من المجلات التى تناسب سنهم، وتحرص سنويا على اصطحابهم لمعارض الكتب والمكتبات.
والأب الذى يشترى الجريدة اليومية يدفع أولاده إلى قراءتها بدافع التعود فى البداية، ثم الإدمان المحمود وهناك من الآباء من يجيد حل الكلمات المتقاطعة، وبالتالى فإن فضول الأولاد يدفعهم لمشاركة الأب فتعم الفائدة.
إن الأسرة التى تغرس فى أولادها حب القراءة تحصد لأولادها درجات دراسية مرتفعة لأن حصيلة الاطلاع والمعرفة لن يكون إلا تقوية للمعلومات العامة وإثراء للغة العربية ومعانى كلماتها وفى المرحلة الثانوية فإن أحد الأسئلة فى اللغة الإنجليزية يعتمد على الإلمام الثقافى بالأماكن والأشخاص والوظائف المختلفة ويأتى موضوع التعبير معتمدا على الثقافة بالأحوال المجتمعية السائدة.
وأكثر ما لفت نظرى هو إصرار بعض الآباء على تفريغ أولادهم لمذاكرة المناهج المقررة فقط دون السماح بقراءة موضوعات تخرج عن هذه المناهج بحجة أن ذلك مضيعة للوقت وأنه لا وقت لقراءة الصحف والمجلات أو مشاهدة نشرات الأخبار والبرامج السياسية وحتى مقابلة الأصدقاء والتنزه معهم يكون فى الأجازة فقط.
وهذا مبدأ خاطئ يفرز شابا انطوائيا لا يعرف عن الحياة إلا القليل ؛ وقد يصادفك نموذج لهؤلاء الذين أوصدوا على أنفسهم الأبواب طلبا للعلم فقط وعندما تخرجوا وخرجوا إلى الحياة أصبحوا أشد حاجة إلى التعلم من جديد لفنون الحياة التى افتقدوها ؛ فتجد الطبيب الحاذق، ولكنه لا يجيد فن التعامل مع مرضاه.
وقد تفاجأ الزوجة بزوجها صاحب المكانة العلمية العالية والسمعة الطيبة أنه لا يعرف شيئا عن فنون الحياة الزوجية وما يزرعه الآباء يحصده الأبناء.
علينا أن ندرك قيمة الإنسان كمخلوق اجتماعى وتفاعله مع الآخرين، وأن نؤمن بأهمية التواصل الاجتماعى بشتى ألوانه.
إن الطفل عندما يولد يخرج إلى الحياة ويبدأ فى التعرض لمظاهر التلوث تدريجيا ويعمل جهازه المناعى على حمايته ولو وضعناه فى غرف معقمة وأطعمناه بأنقى الأطعمة والمشروبات فإنه سيعيش معزولا فى غرفته المعقمة عن المجتمع لأنه لو خرج إليهم سيصاب بالتلوث وتتعرض حياته للخطر، وإذا سمح للآخرين بالدخول إليه فسوف يلوث مكان إقامته.
وهالنى كثيرا موقف بعض قراء "اليوم السابع" الذين يشاركون فى استطلاعات الرأى التى تجريها الجريدة فى أمور مصيرية تمس المجتمع بأسره، ثم أفاجأ بالمشاركة واختيار خانة لا أهتم ؛ إنها حالة من الانطوائية والأنانية والانسحاب، جناها الأبناء نتيجة لتربية الآباء وهذا لا يقلل من حقهم مطلقا.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Mahmoud
رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
Mahmoud Ashraf El-Zahwey
A great social article
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف الزهوى
شكرا لكم
عدد الردود 0
بواسطة:
القرموطي
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
sehamlid
شكرا علي الموضوع
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف الزهوى
جزيل الشكر
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن صالح
بارك الله فيك
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف الزهوى
ملحوظة جديرة بالإحترام أستاذ / أيمن
عدد الردود 0
بواسطة:
أمين اسكندرية
الى رقم 7
عدد الردود 0
بواسطة:
ahlam
شكرا
شكرا على الموضوع انة مفيد جدا