فيما يبدو أن برلمان (الثورة) يثبت لنا فى كل جلسة من جلساته أنه فعلا مختلف تمام الاختلاف عن البرلمانات السابقة، وإحقاقًا للحق لابد ألا ننكر أن هذا البرلمان قد أضاف ثقافة جديدة للحياة البرلمانية فى مصر، وهى ثقافة ماركة هولز.. أحد أهم المميزات لبرلمان (الثورة) هو فن إمتاع الجمهور نعم ولم لا فهذا الجمهور عانى كثيرا ومازال يعانى ويعلم الله وحده إلى متى سوف يعانى وبالتالى فإن واجبات المجلس تقتضى التخفيف عن هذا الشعب ورفع المعاناة عنه ولكى يتحقق ذلك قدم المجلس بجلسة الاثنين 27 فبراير فاصلا مسرحيا بامتياز وقف فيه البطل بأداء مسرحى باهر وأسلوب واثق يقدم دوره وسط مجموعة من محبيه الذين ما إن انتهى الفاصل حتى ارتجت أرجاء المسرح....... أقصد البرلمان بالتصفيق الحاد المتواصل إلى أن درجة الإعجاب وصلت إلى حد عناق وتقبيل البطل، وذلك إن دل على شىء فإنما يدل على أن البطل قد أتقن الأداء إتقانا شديدا فى عرض هذا اليوم وفى عرض يوم 6 فبراير على نفس الدرجة من البراعة والغريب أن هذا البطل لطالما أدى تلك النوعية من الأدوار التى كانت ضمن منظومة تمثيلية توزع فيها الأدوار ببراعة، وقد كتب له دوره فيها لكى يكون (معارضًا) ولكن الأغرب من ذلك أن الأجواء المسرحية التى تستدعى موهبة البطل ما زالت حولنا تفرض نفسها علينا فى توقيتات غريبة فكأن مشكلات المصريين كلها قد حلت ولم يبق سوى أن نتابع جلسات البرلمان للتسلية أو لصرف نظرنا عما هو أهم وما هو قادم.. لابد أن يعى الجميع أن الشعب المصرى عندما اختار مجلسه، إنما اختاره لكى يناقش مشكلاته وأزماته، لكى يسترد له حقوقه، لكى يشعره بأن صوته مسموع، بأن تطلعاته مشروعة، بأن كرامته يجب أن تكون مصانة لهذا انتخب الشعب.. إن من مصائبنا أن نرى برلمان (الثورة) بأغلبيته لم ينتصر لحقنا بقدر ما انتصر لما رآه حقا لهذا النائب أو ذاك.. أخيرًا أقول أرجو أن يتقن المجلس أعماله كما يتقن بعض أعضائه عروضهم المسرحية.
مجلس الشعب
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد العمرانى
الكمبارس