علا الشافعى تكتب: الصحافة وعلى واحدة ونص

السبت، 10 مارس 2012 11:29 ص
علا الشافعى تكتب: الصحافة وعلى واحدة ونص علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن الارتباك أصبح هو التوصيف الوحيد الذى ينطبق على حال جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، فرئيس الرقابة الدكتور سيد خطاب -والذى أقدره- قرر منع عرض «فيلم الخروج من القاهرة» فى مهرجان الأقصر ورفض الاكتفاء بعرض الفيلم على أعضاء لجنة التحكيم خوفا من حدوث أزمة، لأن الفيلم يتناول علاقة حب بين مسلم ومسيحية على اعتبارها قضية شديدة الحساسية، ومنذ يومين قال رئيس الرقابة أنه بصدد التفاوض مع وزير الثقافة الدكتور شاكر عبدالحميد لمنع عرض فيلم «على واحدة ونص» بدور العرض السينمائى، بناءً على مذكرة من نقابة الصحفيين التى أعلنوا فيها تضررهم من إهانتهم فى هذا الفيلم.. والمفارقة أن الفيلم لم يعرض بعد وكل ما شهده الزملاء الصحفيون هو برومو الفيلم الذى تقول فيه منتجة ومؤلفة وبطلة الفيلم الراقصة «سما»: «من صحفية لرقاصة يا قلبى لا تحزن» وفى جملة أخرى تقول «هو أنا ها اشتغل مع رئيس تحرير قواد؟» مما أثار حفيظة مجموعات من الصحفيين، الذين دعا بعضهم إلى ضرورة مقاطعة الفيلم، وإلى هنا يبدو أن هؤلاء الصحفيين تعاملوا مع الأمر بوعى شديد فما عرض هو مجرد برومو ترويجى للفيلم، يشير إلى نموذج فاسد فى مهنة الصحافة، وهذا طبيعى جدا، وكل المهن مع اختلافها تضم الصالح والفاسد، ولكن يبدو أن الحال تطور مع مجموعة من الزملاء أطلقوا على أنفسهم «صحفيين أحرار»، حيث تقدموا ببلاغ إلى النائب العام ضد كل من وزير الثقافة ورئيس الرقابة بسبب إجازة الفيلم، مستنكرين وصف صحفيات مصر بأنهن راقصات، ورؤساء التحرير بـ«القوادين».. ولم يتوقف الأمر عن هذا الحد، حيث هناك شكوى أخرى ضد غرفة صناعة السينما للتحقيق فى كيفية سماحها لمطربة مغمورة بالإنتاج.

وليتوقف الصحفيون الأحرار لحظة -وهم بالطبع زملاء- وأنا مثلهم أنتمى إلى هذه المهنة وليسألوا أنفسهم: هل فيلم ردىء لفنانة مغمورة هو من سيهز عرش الصحافة؟، وهل وجود نموذج سيئ لرئيس تحرير يشير بالضرورة إلى أن كل رؤساء التحرير قوادون؟ أو الإشارة إلى الانحراف الأخلاقى لإحدى شخصيات الفيلم والتى تعمل صحفية يوضح أن كل الصحفيات راقصات؟، بالتأكيد لا.. فالصحافة فى الأصل هى مهنة الشرف والشرفاء، ولكنها للأسف تعرف العديد من النماذج السيئة مثلها مثل كل المهن.

الصحفيون الذين أطلقوا على أنفسهم أحرارا يرتكبون خطأ عظيما فى حق الإبداع الحقيقى والمبدعين ويفتحون الباب لكل فئات المجتمع لأن تطالب بوقف أى عمل فنى يتناول نموذجا سيئا فى أى مهنة، وستكون واقعة فيلم «على واحدة ونص» سندا لكل من يرغب فى إرهاب الرقابة والمبدعين، كان من الأفضل أن تعلن كل الجرائد والمجلات الفنية والقنوات الفضائية مقاطعتها لهذا الفيلم، كان من المهنية، أن يتم تجاهله إعلاميا وتركه يمر مرور الكرام، فهو لن يكون آخر الأعمال الرديئة ليضربوا مثلا يحتذى به لأنه ببساطة لو منع الفيلم من العرض فى السينمات، فلن يستطيع أحد منعه من الفضائيات، كما أن السادة الزملاء قاموا بعمل دعاية مجانية ضخمة لفيلم لا يستحق، وفنانة مغمورة تحقق لها ما كانت تحلم به، حيث استطاعت أن تراقص صاحبة الجلالة، وأصبح اسمها على كل لسان.





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

طير فى السما

تسلم ايديك

عدد الردود 0

بواسطة:

wael

علا الشافعى

ماتزعليش!

عدد الردود 0

بواسطة:

منى

حرية الابداع

حرية الابداع اللى بتنادوا عليها
اشربوا بقى

عدد الردود 0

بواسطة:

صحفيين ب 100 حال

giza

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة