لست من مؤيدى المادة 27 من الإعلان الدستورى الناصة على ضرورة أن يؤيد المُرشح ( المُستقل ) لرئاسة مصر عدد 30 عضوا ( على الأقل ) من الأعضاء المنتخبين بمجلسى الشعب والشورى، ( أو ) أن يحصل على تأييد 30000 مواطن على الأقل ممن لهم حق الانتخاب فى 15محافظة (على الأقل) بحيث لا يقل عدد المؤيدين فى أى محافظة منهم عن 1000 مواطن !!
فإن هذه الأعداد والأرقام ربما تتناسب مع بلد قوامه (10) ملايين نسمة أقل أو أزيد قليلاً، ولكن مع بلد بحجم مصر وقيمتها وقامتها وعدد سُكانها وتنوع ثقافة شعبها، فهى أعداد وأرقام ينبغى أن تتضاعف بثلاثة أو أربعة أضعاف على الأقل !!
وذلك لأننا نُدرك، أو يجب أن نُدرك ونتحسب إلى أننا فى زمن كل شئ فيه أصبح سلعة تُباع وتُشترى !! وأنه ليس ببعيد أن يأتى مُرشح مُستقل لرئاسة مصر يستطيع أن ( يشترى ) هذه الأعداد والأرقام القليلة شراءً نقدياً أو ( سلعياً )، خاصة من ضعاف النفوس وراكبى الأمواج والمزايدين، وهُم كُثر !!
فكم كنت أتمنى أن تصبح شروط المُرشح " المُستقل " لرئاسة مصر تعجيزية، حتى نضمن أن يكون رئيساً حزبياً يدعمُه ويؤيده حزب يملك برنامجا انتخابيا مُهيأ وجاهزا للتنفيذ على أرض الواقع بعد إعداد وتمحيص وتبويب لأهدافه، يُدرج فيه مشكلات مصر المتنامية باطراد سريع، ثم يُعدد حلولا حقيقية لها تتناسب وتنفيذها مع الواقع، لا حلول وهمية تتناسب وتتماشى فحسب مع آلية الشو الإعلامى المُتبل بتصريحات مفرقعة !! ويشير إلى ترتيب مصر الآن بين الدول، وموضعها فى هذا الترتيب بعد انتهاء فترة رئاسته، وما هى آلياته لأن تصل مصر لهذا الترتيب؟!
ومن ثم، وعن نفسى فلن أعطى صوتى فى الانتخابات القادمة لأى مُرشح " مُستقل "، إنما سأمنحه لمرشح أى حزب من الأحزاب قديمها أو جديدها أياً كان أسمه، لأن اسمه لايهمنى بقدر ما يهمنى درجة موضوعية وعقلانية رئيسه وأعضائه، والخبرات المتراكمة لديهم فى العمل السياسى والحزبى ومدى التزام الحزب بتصريحات مُرشحه، وهو مُباركاً حملته الانتخابية، داعماً لخطواته، ضامناً لوعوده!!
أما بالنسبة للمرشح الرئاسى التوافقى، فإن أول ما يستوقفنى عند التفكير فى هذا الأمر هو شغفى لمعرفة أول من نطق بهذا اللفظ ( رئيس توافقى )، فهل هو لفظ مستورد من ( تونس !! ) أم من إسرائيل بمباركة أمريكية ؟! أم هو لفظ من اختراع مصرى لمن لا يرغب من المصريين فى إرساء المناخ الديمقراطى الكامل أو من يخشى من آثارها ؟! وهو أمر عجب أن يكون بيننا أحد مثله !!
أما الأسئلة من هذا النوع فهى أسئلة مُركبة وعويصة إلى أبعد الحدود يصعب التقول بأى رأى فيها حتى تتضح أجوبتها، وإلى هذا الحين فإنى أرى الآن أن مسألة الرئيس التوافقى هذه تتعارض - أصلاً - مع المناخ الديمقراطى الذى نسعى إلى إرسائه فى مصر وللمصريين، فإذا ارتضينا ديمقراطية فلا – مناص - لنا إلا الالتزام بالانتخابات ونتائجها مهما كانت قسوتها، فإن أتت بإسلامى، فأهلاً وسهلاً به حاكماً لمصر مدة رئاسية كاملة ثم موعدنا معه بعد انتهائها بانتخابات جديدة، وإن أتت بليبرالى أو علمانى فأهلاً وسهلاً بهما أيضاً بنفس الشروط الديمقراطية التى نتبعها مع الإسلامى .. وهكذا.
أما إذا ارتضيناه ( رئيساً توافقياً ) فلا رأى لأحد فينا - وقتئذ - سوف يعلو فوق رأى الأغلبية البرلمانية المتمثلة فى أحزاب الحرية والعدالة والنور والوفد دون غيرهم، فهل هذا هو المقصود بتوافقى؟!
وإن كان الأمر كذلك فأين رأى من لم يصوت لهم فى الانتخابات السابقة، وأين رأى الجيش والمخابرات، وأين رأى المجالس المتخصصة، والنقابات، والنوادى، والجامعات، ومجالس المحافظات ؟!
هل من إجابات ؟!
سعيد سالم يكتب: نحتاج رئيسًا حزبيًا .. لا مستقلا ولا توافقيا !!
السبت، 10 مارس 2012 02:32 م
مجلس الشعب
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد كمال
مع احترامي
عدد الردود 0
بواسطة:
نرمين
هو ده الكلام