برر الدكتور البرادعى انسحابه من سباق الرئاسة بأنه لا يستطيع الترشح فى ظل هذا النظام غير الديمقراطى، وراح يدعو لثورة جديدة، بعدما أتت الرياح بما لا يتفق مع النخب السياسية، يسارية وليبرالية وعلمانية، وطموحهم فى اعتلاء السلطة، فقاموا على الفور بالانقلاب على مفهوم الديمقراطية، وبأنها لا تعنى حكم الأغلبية! وبنفس نغمة دماء الشهداء، تبنى الدكتور البرادعى نغمة جديدة مفادها بأن الشباب الذين فجروا الثورة لم يمثلوها، ويجب عليهم الائتلاف والاتحاد، أو تكوين حزب حتى يحكموا مصر فى الفترة القليلة القادمة، الائتلاف علينا حق.
ولكن ماذا نفعل مع الشعب الذى اختار من يعبر عنه فى الفترة القادمة، وفوضه رسمياً فى إدارة شئون البلاد! وماذا يعنى الدكتور البرادعى بثورة جديدة وعلى من؟ وهل المطلوب هو الاعتصام فى ميادين مصر الرئيسية مرة ثانية إلى أن يتنازل المجلس العسكرى عن إدارة البلاد؟ مشيها نعم، فهل سيقبلون بأن يتنازل المجلس العسكرى عن الحكم للإسلاميين الذين اختارهم الشعب فى البرلمان ليحكموا البلد؟ بالطبع لا… فهذا ما لا يريده البرادعى قطعاً، ولا يريده الليبراليون معه… الحل فى نظر هؤلاء تنازل المجلس العسكرى إلى مجلس مدنى لإدارة المرحلة الانتقالية، ويكون أول قراراته إلغاء انتخابات مجلس الشعب، ثم يبدأ الإعلام الليبرالى حملته بأن الانتخابات كانت مزورة وطائفية، ولا تعبر عن الشعب المصرى، وأنه لا مانع أبداً فى مراعاة الأقلية فى التمثيل بتكوين (كوتة) أو حصة ثابتة لهم من كراسى المجلس، الذى يفترض فيه أن يكون منتخباً وليس معينا!
والحق الذى لا جدال فيه أن هؤلاء لا يريدون التيار الإسلامى ولا يعترفون إلا بإسلام المساجد الذى ليس له علاقة بسياسة ولا باقتصاد ولا بحياة اجتماعية من أساسه، إذن نحن أمام ديكتاتورية جديدة أكدها لى أحد شباب الائتلافات قائلاً: على جثتى لو حكم الإخوان! فما الحل إذن؟… الحل هو ما أعلن عنه البرادعى بضرورة استكمال الثورة من خلال الائتلافات والنشطاء، وبإثارة الشباب والتشويه المستمر للإسلاميين– كما يفعل الأسوانى فى مقالاته وآخرها مقالة الأنسولين التى تعكس مدى الاستخفاف بالعقول بافتراءاته التى لا تقنع رضيعاً.
ولا مانع أيضاً من تكوين ألتراس جديد يسمى ألتراس البرادعى يتبنى فكر وديمقراطية "على جثتى" للقيام بثورة عظيمة مرة أخرى، ثورة لا تواجه هذه المرة نظام مستبد قائم، وإنما ثورة أشبه بحرب أهلية بين الأقلية التى أحبطتها نتائج الثورة، وصعود الإسلاميين، وبين أغلبية الشعب الذى عبر عن إرادته بحرية كاملة، فإذا عجزت الأقلية عن مغالبة الكثرة العددية فلا سبيل حينئذ إلا بالتدخل الأجنبى لإنقاذ الأقلية، وتطبيق الديمقراطية الأمريكية.
مهندس على درويش يكتب: "ألتراس" البرادعى و"أنسولين" الأسوانى
الخميس، 01 مارس 2012 06:04 م
البرادعى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
kamelwafaa
هو الأمل .
عدد الردود 0
بواسطة:
شريف
و لو
موتوا بغيظكم البردعى يكسب
عدد الردود 0
بواسطة:
طه خميس
ردا علي رقم 1 ورقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد
تحليل اكثر من رائع
التعليق فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
ايهاب القاضى
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
مقال في الجوووون
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد
ليه قلت الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين عباسي
عجايب يا نخب مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
Assim
يا أهلا
عدد الردود 0
بواسطة:
اسلام
وووووووووووو
تحليل رائع