ما سبب زيارتك لمصر؟
- حضرت إلى مصر كسفير للأمم المتحدة، وبالأخص برنامج الغذاء العالمى، فى إطار حملة لجمع التبرعات لمنكوبى المجاعات فى أفريقيا، وبدأت الحملة منذ أسبوعين من دبى، وأطلقت أغنية "الوعود المنسية"، لتذهب إيراداتها لإطعام أطفال المجاعات فى أفريقيا، ومن خلال كل نسخة تباع أو يتم تحميلها من الإنترنت يتم إطعام طفلين من مجاعات الصومال.
ماذا تقصد باسم الأغنية "الوعود المنسية"؟
- أقصد كل البشر فى العالم، لأنهم نسوا واجباتهم تجاه إخوتهم فى بلاد أخرى، وخاصة الصومال، فهم يتعرضون إلى جفاف ومجاعات منذ 6 أعوام، لذلك أطلقت حملة طرق الأبواب، وسأسافر إلى كل البلاد لتذكير العالم بوعودهم.
هل تكتفى المبادرة بإطعام الأطفال فقط أم تنشئ مشاريع تنموية فى الصومال؟
- هناك جزء من أفريقيا يتعرض للجفاف، وهدف الحملة حماية تلك الدول من خطر الجفاف والبحث عن آلية لمنع تكرار المجاعات مرة أخرى.
ما تعليقك على تجاهل الفنانين العالميين للمجاعة التى تمر بها الصومال باستثناء أنجيلينا
جولى التى زارت الصومال وشاركت فى حملة إنقاذ لهم؟
- أنا معجب بإنسانية أنجلينا جولى واهتمامها بالقضية وشعورها بمعاناة غيرها، وأتمنى أن يستغل فنانو العالم شهرتهم فى مساعدة أطفال يموتون كل يوم من الجوع والفقر.
أنت سفير لمؤسسة "صلتك" غير الربحية التى تمتلكها الشيخة موزة، هل هذه المؤسسة مشاركة فى مبادرة الأمم المتحدة؟
- أكره السياسة وأعشق العمل الخيرى، لذلك أنا مستمر فى تلك المنظمة لأنها بعيدة عن السياسة وتهتم بالخير، لكن هذه المبادرة بالتحديد ترعاها الأمم المتحدة فقط، وللعلم فإن برنامج الغذاء العالمى له جهود فى مصر، وبالأخص فى العشوائيات.
صرحت من قبل بأنك ستساعد مصر بكل بقوتك وجهدك، ما شكل هذه المساعدة؟
- أنا تحت أمر مصر فى أى شىء، فأنا أعشق مصر، وزرت ميدان التحرير فى يوم تنحى مبارك، وأتساءل بعد عام من الثورة: أين الشباب؟ ولماذا هم بعيدون عن دائرة الحكم وصنع القرار؟ ولماذا من يحكم مصر فى سن المعاش؟ الشباب فى مصر قرروا أن يصنعوا مصيرهم ونجحوا، ومن حقهم أن يستكملوا مشوار ثورتهم.
هل تغير إعجابك بالثورة المصرية بعد مرور عام عليها، خاصة بعد سيطرة الإحباط على أغلب المصريين؟
- مازلت منبهرًا بالثورة المصرية، وأنصح الشباب بالصبر وألاَّ ينزعجوا بعد عام واحد فقط من الثورة، فالثورات فى العالم كله تحتاج إلى أعوام عديدة لتتغير أوضاع الفساد والتحول إلى الديمقراطية.
ما تقييمك لصعود التيار الإسلامى على الساحة وفوزه بأغلبية فى البرلمان؟
- ماداموا جاؤوا باختيار الشعب فتلك هى الديمقراطية التى استشهد من أجلها مئات الشباب، لكننى على المستوى الشخصى لا أحب دخول الدين فى السياسة لأن الأديان نقية على عكس السياسة، لكن على الشباب أن يحترموا إرادة الشعب حتى لو جاءت عكس رغبتهم.
هل تشعر أن هناك مؤامرة على مصر؟
الإيمان بالمؤامرة يجعلنا سلبيين، فالشباب نجح فى تحقيق 30% من أهدافهم، وبالصبر والإصرار سنحقق الـ 70% الباقية.
بماذا تنصح شباب الثورة؟
- أكثر ما أعجبنى فى الثورة المصرية وحدة الشعب المصرى، فلابد أن توحدوا أهدافكم، فلا تسمحوا لأحد بأن يفرق بينكم، لأن قوتكم فى وحدتكم.
ما ردك على بعض الآراء التى تفسر زيارتك للصومال وأعمالك الخيرية بالتبشير بالإسلام؟
- لا أبشر بالإسلام ولا أملك أى أجندة لذلك، رغم اعتزازى بالإسلام، وأنا لا أنتمى إلى حزب أو جماعة، ومن الأفضل أن يتعايش الجميع دون الاهتمام بأغراض دينية أو سياسة، لأننا فى النهاية بشر ونعبد إلهًا واحدًا.
هل حاولت أى جماعة إسلامية استغلالك بالانضمام لها وتسخير فنك لخدمة أهدافها؟
- بالفعل حدث فى الماضى، لكن لم يؤثر ذلك على حياتى، وقررت بعدها عدم الانتماء إلى جماعة أو حزب وأن أستثمر جهودى فى تحقيق هدفى، وهو نشر المحبة والسلام بين الناس، ولابد أن نتخلص من الكراهية حتى لا تستهلكنا، فلقد شاهدت فيلم حسن ومرقص، وأعجبت بالفيلم لأنه ركز على الأسباب الحقيقية للمشاكل الطائفية، وهى الابتسامة على وجهنا بالرغم من التعصب والكراهية بداخلنا.
هل من الممكن أن تقبل أى منصب حكومى يساعدك على نشر الخير ومساعدة الناس؟
- أرفض أى مناصب حكومية فأنا أحب عملى كمطرب وفنان، ولو اهتممت بأداء عملى ونجحت فسينعكس على رسالتى وهى نشر السلام والمحبة بين البشر.
هناك آراء متشددة تحرم الآلات الموسيقية فهل تلجأ إلى استخدام آلات إسلامية مثل الدف؟
- لم أصنف نفسى أبدًا كمطرب إسلامى أو منشد، وألبوماتى لابد أن تصل إلى كل البشر دون النظر إلى دينهم، فألبومى الأول «المعلم» الذى تحدث عن الرسول سيدنا محمد لا يختلف كثيرًا عمّا أقدمه الآن، فالروح واحدة والهدف واحد، أما عن تحريم الآلات الموسيقية فهى آراء ترفض الحداثة ولا تعبر عن الفقه الإسلامى، إنما تعبر عن التشدد والتعصب.
هل تأثرت شعبيتك فى الوطن العربى، خاصة بعد ابتعادك عن الغناء الدينى؟
لا أعتقد، لكن جمهورى أصبح نوعاً آخر، بمعنى أنه أصبح جمهوراً لديه حس وذوق خاص، وفى النهاية لا أهتم بالعدد أكثر من وصول الرسالة والهدف.
ومن تفضله من المطربين الجدد؟
أحب أن أسمع للفرق المصرية المستقلة مثل فرقة وسط البلد وكاريوكى ومسار إجبارى والفنان حمزة نمرة، وأحاول أن أساعدهم حتى ينجح هذا النوع من الفن.
ما ملامح ألبومك القادم؟
أعمل الآن على تجهيز ألبوم سيكون مفاجأة، لأن أغلب أغانيه بالعربية، وأهديه إلى الوطن العربى احتفالا بالثورات العربية، لكن لا أحب أن أتحدث عن أى عمل فنى قادم حتى لا أنشغل عن الهدف الرئيسى لزيارتى، وهو مساعدة منكوبى مجاعات أفريقيا.








