فى شهر أغسطس من عام 2010 كان قد نشر فى الصحف تقريرا تلقاه السيد أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضى فى ذلك الوقت من الدكتور عبد الوهاب علام رئيس مجلس المحاصيل السكرية، يشير الى أن إنتاج السكر من القصب والبنجر قد حقق إنتاجية بلغت 2 مليون طن بنسبة زيادة 24%، بما يحقق نسبة اكتفاء ذاتى تصل إلى 80.4% مقابل 71% فى موسم 2009.
وأضاف نفس التقرير أيضا أن استهلاك السكر فى مصر يقدر بحوالى 2.7 مليون طن، أى أن العجز يقدر بحوالى 0.7 مليون طن، والذى يتم استيراده من الخارج، والآن وفى آخر بيان للحكومة، والذى قام بإلقائه السيد رئيس مجلس الوزراء أمام مجلس الشعب يوم الأحد الموافق 26 فبراير 2012، أى بعد مرور حوالى عام ونصف تقريبا على ذلك التقرير الذى نشر فى 2010، يفاجؤنا السيد الدكتور كمال الجنزورى بأن 85% من استهلاكنا من السكر يتم استيراده من الخارج، فحقا يا له من فارق يدعو للقلق والحيرة من ضخامته، والذى لا نعرف له سببا واضحا، فهل كانت تقارير الحكومات فى عهد النظام السابق خالية من المصداقية، أم أن الإنتاج قد انخفض بسبب الثورة، أو أن الشعب ضاعف استهلاكه من السكر بهذا الحجم خلال العام الماضى كى يحصل على الطاقة اللازمة لمواصلة الثورة والبيات فى الشوارع والميادين، خاصة فى برد الشتاء القارس والذى يحتاج إلى مقدار أكبر من الطاقة لتدفئة الجسم، أم ما الذى يحدث بالضبط؟
وليست الحيرة والقلق من ذلك الفارق بين ما ننتجه وما نستورده أو تضارب بيانات الحكومات المتعاقبة فقط، ولكن الكارثة الكبرى هى إذا ما قمنا بجمع ما ننتجه وما نستورده لنعرف قدر ما يستهلكه الشعب المصرى من السكر والذى حقا هو شىء يدعو للتوقف عنده والتفكير طويلا، ففى الوقت الذى يشرب فيه الناس فى معظم بلدان العالم جميع أنواع مشروباتهم خالية تماما من السكر وكذلك أطعمتهم، وذلك لعلمهم بأضرار تناول كميات كبيرة من السكر وخطره على الصحة العامة، إلا أننا نجد الشعب المصرى يكاد لا يشرب حتى الماء إلا بعد وضع السكر إليه بل ويضع السكر فى مشروباته ومأكولاته دون حساب أو مقادير باحثا فقط عن الطعم الحلو، ناسيا تماما صحته، وخطر ذلك عليه، ومنهم من يظن أن ذلك مفيدا لصحته ويقويه، ولا يدرك أنه بذلك يقتل نفسه بنفسه. هذا وإن دل فإنما يدل على انتشار العادات والمفاهيم الغذائية الخاطئة، والتى تقود إلى الإسراف الذى يكلفنا الكثير فيما نستورده لسد العجز، أو ما ننفقه على علاج المرضى بسبب انتشار الأمراض المرتبطة بالعادات الغذائية الخاطئة، وكذلك انتشار السمنة بين أفراد الشعب المصرى بصورة واضحة، والتى بدورها تؤثر على صحة الفرد وكفاءته فى العمل والإنتاج، ومما سبق يتضح أن الشعب المصرى فى حاجة ماسة وعاجلة للتوعية والتثقيف من خلال وزارة الصحة وعلماء التغذية ووسائل الإعلام المختلفة المسموع منها والمرئى والمقروء لتوعية الناس وتصحيح ما ينتشر بينهم من عادات غذائية وصحية خاطئة، وذلك لتحسين الصحة العامة وتقليص ما تتحمله الدولة من أعباء اقتصادية، هذا إذا ما كنا فعلا نريد أن ننقذ شعبا يقتل نفسه بنفسه.
الجنزورى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد عبدالرحمن المتولى
شايل هم مصــــــر