أيمن نور

حادث عمرو موسى!!

الخميس، 01 مارس 2012 08:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما حدث مع المرشح المحتمل للرئاسة عمرو موسىفى محافظة الشرقية، الاثنين الماضى، هو حلقة من مسلسل الاعتداءات المتكررة على الشخصيات العامة وخاصة مرشحى الرئاسة، يستهدف جر الجميع للفوضى التى قد تقودنا لانتخابات ملوثة بدماء غزيرة..

أخطر ما فى حادثة نادى الشرقية الرياضى، أنها موجهة مباشرة لشخص المرشح، ولا يمكن تفسيرها – كغيرها – أنها صدفة، أو نتيجة تزايد الانفلات الأمنى، أو أنها حادثة لا بعد سياسيا فيها، وهو ما يحملنا لسؤال عن دور أجهزة الضبط والربط فى ارتكاب جريمة سلبية متكررة قد تقودنا لكارثة!!

معلوم مسبقاً أنه لكل مرشح محتمل أنصارها ومعارضوه، وخصومه، ومؤيدوه، ومحبوه، وكارهوه، ومادحوه، وناقدوه..!! والمكان الطبيعى للتعبير عن هذه الآراء هو صندوق الانتخابات، وليس فى المؤتمرات الانتخابية، التى يجب أن تكفل لكل مرشح فرصة فى عرض وجهة نظره، وبرنامجه، وبيان مواقفه من القضايا المختلفة.

والحياد المطلوب من أجهزة الأمن لا يمكن فهمه على طريقة استاد بورسعيد، بأن نترك هذا الفريق ينتصر لموقفه على الفريق الآخر بالبلطجة والفوضى، ونقول إننا لسنا طرفاً بين الفريقين، ففى هذه الحالة تكون أجهزة الأمن طرفاً ثالثاً، يرتكب جريمة عمدية بالامتناع عن أداء الدور المنوط بها، وهو حماية الحق ممن يريد أن يعطله، بغض النظر عن صاحب هذا الحق، وموقفنا معه أو ضده!!

فى 5 /5 /2005 وفى محافظة الشرقية – أيضاً - كان لدى مؤتمر جماهيرى فى مركز كفر صقر شرقية، وكنت فى طريقى للمؤتمر وبصحبتى ثلاث حافلات كبيرة، تضم فريقى الإعلامى، وتيارات حملتى، وبعض شباب الحملة!! وبينما كانت جماهير كفر صقر – عن بكرة أبيها - تنتظرنا بمدخل المدينة فى استقبال رائع، كانت عصابات مدفوعة من أجهزة الأمن، ورجال الحزب الوطنى تقطع طريق الثليجة المؤدى للمدينة، حيث ارتكبت مجزرة راح ضحيتها شهيد، وعدد يتجاوز الـ 60 مصاباً بعد إطلاق النار، وإلقاء الحافلات بمن فيها فى الترعة المجاورة للطريق..

عندما قرأت أمس تصريحات الداخلية «الساذجة» التى تقول أن أحداً لم يبلغها بزيارة موسى، تذكرت ما قاله لى مدير أمن الشرقية وقت حادثة كفر صقر، عندما قال لى لماذا لم تبلغنا بموعد زيارتك كى نؤمن الطريق والمؤتمر.. ثم عاد بعد ساعة ليكاشفنى أنه عقد رهاناً مع مدير مباحث الشرقية فى اليوم السابق للحادث، حول أنى أرتدى قميصا واقيا من الرصاص من عدمه؟!!

زيارة مرشح رئاسى لمدينة أو محافظة ليست سراً عسكرياً، ولا يمكن أن تكون مفاجئة لأجهزة مهمتها معرفة ما سوف يحدث ومواجهته.. وبالقطع يمكنها تحديد موعد ومكان الزيارة من الدعوات واللافتات التى تسبق أى زيارة أو مؤتمر سياسى..

ربما أكون ضد أحمد شفيق، وأختلف مع توفيق عكاشة، وبعض من رجال النظام السابق «عمر سليمان وغيره»، لكنى أظن أنه من حقهم كما هو من حق غيرهم عقد ما يشاءون من مؤتمرات فى أى مكان، تحت حماية أجهزة الأمن التى لا يجوز لها التنصل من مسؤوليتها..

من حق أى مواطن أن يقبل أو يرفض عمرو موسى، ومن حقه أيضاً أن يوجه له من الأسئلة ما يستجلى به موقفاً للمرشح، لكن ليس من حق أحد أن يحضر مؤتمراً ليفسده، أو ليهين مرشحاً فى مؤتمر يقيمه، ليعرض وجهة نظره!!

ومن الأفضل إذا كان له موقف مسبق ومحسوب ضد هذا المرشح أو مع غيره، ألا يحضر لمؤتمر للمرشح الذى يرفضه، من حقه أن يحتج على وجوده، أو مؤتمره من خلال وقفة احتجاجية فى موقع آخر، وليس داخل المؤتمر الذى يقيمه المرشح وبين أنصاره..

يوم أن أراد سعد زغلول أن يعاقب عدلى يكن لأنه فاوض الانجليز، أمر سعد زغلول الشعب بمقاطعة الاحتفال الذى أرادت الحكومة أن ترتبه ليكن يوم عودته من لندن، فأغلق الناس المحلات وأخلوا الشوارع، فكان هذا أقسى عقاب يتعرض له سياسى دون أن يتعرض له أحد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة