ثارت حالة من الجدل بين الرفض والقبول بين حركات وشخصيات قبطية للزيارة المفاجئة التى قامت بها الطائفة الإنجيلية أمس لمقر الإخوان وأجرى حوارا بينهما والخروج بوثيقة واتفاق مشترك حول احترام قيم المواطنة والمساواة.
واستند الرافضون للزيارة بأن تجارب الحوار السابقة مع الإخوان لم تنجح لأنهم يقدمون كلمات لا تخرج إلى أرض الواقع وأنهم لن يتنازلوا عن أفكارهم ومبادئهم التى لا تؤمن بالمواطنة، فى حين أيد الموافقون الحوار بأنه لا سبيل سواه فى ظل تغير الصورة وصعود التيارات الدينية ومنهم الإخوان إلى منصة السلطة فأصبحوا أمرا واقعا لا سبيل إلا الحوار لتحقيق التعايش المشترك معهم.
وجاء على رأس الرافضين لهذا الحوار هانى الجزيرى منسق عام حركة أقباط من أجل مصر الذى قال: بالنظر إلى التجارب السابقة لمحاولات الإخوان إجراء حوار مع الأقباط باءت بالفشل لأنهم ليس لديهم النية الحقيقة لتغيير أفكارهم ومرجعيتهم القديمة المستمدة من أسلافهم بشأن المواطنة، ودائما ما يتحدث الإخوان عن المساواة والمواطنة ولكن لا يدخل حديثهم حيز التنفيذ لتطبيق هذا، وهم الآن يريدون الظهور أمام الرأى العام كرجال دولة بإجراء حوار مع الطوائف المختلفة ولكن النتيجة، هل سيبرهن الإخوان على نيتهم واحترامهم للحوار بتحقيق المواطنة للأقباط أم انه سيكون حوارا مثل الحوارات السابقة سيسجل أمام الرأى العام الدولى أنهم يجلسون مع الأقباط ويتحدثون دون أن يشعر الأقباط بتغير حقيقى اتجاههم.
وأضاف الجزيرى أن الإخوان فشلوا فى إجراء اى حوار أو تحالف ليس مع الأقباط فقط ولكن مع التيارات الإسلامية والأحزاب السياسية ومنها تجربة حزب الوفد الذى انسحب من تحالفهم واعترف بفشل الحوار معهم لأنهم كيان أصولى يبدون أمام الجميع بالتحضر ولكن لا يغير من أفكاره القديمة التى لا تتفق مع الدولة العصرية.
ومن جانبه رفض كمال زاخر المفكر القبطى والسياسى هذا الحوار وطرح عددا من التساؤلات حول طرفى الحوار بأن هل جماعة الإخوان هم فصيل سياسى ويجيب بالنفى، وباعتبارهم جماعة دعوية وهل هم الفصيل الدينى الوحيد الممثل للإسلام، ويجيب بالنفى، والسؤال الثالث هل الجماعة تسعى للوصول للحكم وبالتالى تفتح الباب للحوار مع جميع الأطياف.
ويتابع زاخر بأنه كان على الكنيسة الإنجيلية التفكير فى هذا الحوار لأنه لا يمكن القبول بأن يكون حوارا دينيا لأنه كان من الأفضل أن تفتحه مع مؤسسة الأزهر باعتبارها الممثل الرسمى الوسطى للإسلام، وأصدرت عدة وثائق تؤكد مدنية الدولة، معتبرا تجاوز المؤسسة الرسمية إلى الإخوان يثير علامات الاستفهام، وإذا كان الحوار سياسيا فكان بالأجدى أن يكون مع حزب الحرية والعدالة وبالتالى فعلى الكنيسة أن تجرى نفس الحوارات مع الأحزاب الأخرى مثل النور.
واعتبر زاخر هذه الزيارة سقطة روحية وسياسية وقعت فيها الكنيسة الإنجيلية وتتحمل عواقب هذه الزيارة لاسيما أن الاتفاق الذى خرج به الحوار لا تظهر موقف الإخوان الحقيقى اتجاه القضايا الخلافية مثل المواطنة وقضايا الأقباط ومن قراءة ما بين سطور الاتفاق لا نجد تعبيرا واضحا على مدنية الدولة ولذا فهذا الاتفاق هو كلام مرسل وفضفضة لا ترقى إلى حيز التنفيذ متسائلا: هل حصر الحوار مع الإخوان يعنى أنهم الفصيل الوحيد وأنهم أصبحوا رجال دولة، ويعنى هذا أن الكنيسة تغازل الإخوان وهذا أمر مستبعد.
وينتقد رامى كامل الناشط القبطى وعضو التجمع الشباب القبطى موقف الكنيسة الإنجيلية من إجراء هذا الحوار مع فصيل لم يحدد موقفه من قضايا المواطنة وتعمد تهميش الأقباط ومازال يطرح قضايا خلافية حول تولى القبطى لرئاسة الجمهورية والمناصب القيادية وينتقص من مواطنته ولم يقدم أى دليل يثبت حسن نيته اتجاه الأقباط وبالتالى فهو المستفيد من هذا الحوار لإثبات شرعيته على حساب الأقباط الذين يرفضون أفكارهم وطريقتهم ولا يعنى أن حوار قيادات الكنيسة الإنجيلية هو تعبير عن الأقباط.
من جانبه قال الدكتور صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية إن الإخوان أصبحوا أمرا واقعا لا يمكن تجاهلهم كفصيل أساسى بالمجتمع وغلق الحوار معهم لن يؤدى إلى الوصول لصياغة حقيقية لكيفية بناء شكل الدولة مشيرا إلى أن الحوار لا يعنى التحالف.
وقال القس رفعت فكرى عضو السنودسى الإنجيلى إنه قام بإعداد ورقة كاملة لمخاوف الأقباط من الإخوان المسلمين وتم تقديمها فى إطار الحوار وهى خطوة يجب أن تحدث لأنهم أصبحوا فى إدارة السلطة وتم الخروج بوثيقة فى مجملها مكسب للطرفين وينتظر تفعيلها من خلال إنشاء لجنتين هما لجنة حوار ولجنة الخدمات.
وأضاف أن الحوار بات أمرا مطلوبا ولا يمكن تجاهل أى فصيل لأنه سيكون بمثابة خطوة للاتفاق على وضع مبادئ عامة للتعايش المشترك.
ورحب المستشار أمير رمزى بهذا الحوار كطريق للوصول إلى صياغة حول حل القضايا وإزالة تخوفات الأقباط وإذا لم يلتزم الإخوان بالمبادئ والاتفاق الذى أقروا به سوف يخسرون مزيدا من احترامهم بالشارع وان عليهم تصحيح رؤيتهم بعد فشلهم فى عدة حوارات سابقة مع الأقباط مشيرا إلى أن لا يمكن تجاهل الإخوان ومن الضرورى إجراء حوار معهم .
من جانبها أكدت الكنيسة الأرثوذكسية أنها ترحب بأى حوار إيجابى يخدم الوطن ويؤكد على مبادئ المواطنة والتعايش المشترك، وأضاف مصدر كنسى أن الكنيسة هى كيان روحى ولا تتدخل فى هذا العمل وإنما يتركه للمتخصصين.
جدل بين الحركات القبطية حول الاتفاق المشترك بين الإنجيلية والإخوان.. الحركات: الحوار مع الإخوان غير مجد والتجارب السابقة فشلت معهم.. والكنيسة: لا سبيل سوى الحوار ..والإخوان أصبحوا أمراً واقعاً بالسلطة
الخميس، 01 مارس 2012 04:00 م