فى الألفية الثالثة، حيث لا مكان بين اهتمامات الدولة والعامة للفلسفة ووصناعها من الفلاسفة، غادر هذا العالم مساء أمس الأربعاء، المفكر والفيلسوف الدكتور عاطف العراقى أستاذ الفلسفة فى جامعة القاهرة، تاركاً إرثاً مهماً للأجيال القادمة تنهل من علمه، وتحاول جاهدة استكمال المسيرة التى بدأها العراقى بالعديد من المؤلفات فى مواضيع فلسفية معاصرة وفلسفية تراثية، منها كتب "مذاهب فلاسفة المشرق" و"تجديد فى المذاهب الفلسفية والكلامية" و"ثورة العقل فى الفلسفة العربية" و"الميتافيزيقا فى الفلسفة ابن طفيل" و"العقل التنويرى فى الفكر العربى المعاصر" و"تحقيق كتاب الأصول والفروع لابن حزم" و"محاضرات فى تاريخ العلوم عند العرب".
وكان العراقى مولعاً بالفيلسوف العربى ابن رشد الذى قال عنه "إنه يقف على قمة عقل الاستنارة والعقلانية، والغرب هو الذى اهتم بابن رشد، أما فى الشرق فحاكمناه وأهملنا فلسفته"، وله العديد من المؤلفات فى الفلسفة الرشدية منها كتاب "العالم فى فلسفة ابن رشد" وكتاب "الفيلسوف ابن رشد مفكرا عربياً ورائداً للاتجاه العقلى"، "النزعة العقلية فى فلسفة ابن رشد"، وكتاب "المنهج النقدى فى فلسفة ابن رشد"، وكتاب "ابن رشد فيلسوفاً عربياً بروح غربية"، فضلاً عن كتاب "النزعة العقلية فى فلسفة ابن رشد".
وانتقد العراقى فى حوار سابق له مع الإعلامى أحمد المسلمانى فى برنامج "الطبعة الأولى" فيلم الفنان الراحل يوسف شاهين "المصير"، واعتبره أكبر إساءة للفيلسوف ابن رشد وتزويراً وإساءة لتاريخه.
يذكر أن سيرة العراقى وإنجازاته فى مجال العلم والفلسفة جمعها المفكر والفيلسوف فؤاد زكريا فى كتاب بعنوان "عاطف العراقى.. فيلسوفا عربيا ورائدا للاتجاه العقلى التنويرى"، رحم الله عالماً وفيلسوفاً نَذرَ حياته لصناعة الفكر وإثراء مكتبة العرب فى العصر الحديث بمؤلفات فكرية قيمة.
