أكرم القصاص - علا الشافعي

أيمن نور

العصيان المدنى

الخميس، 09 فبراير 2012 08:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثمة سؤال يتطرق للأذهان، بشأن الدعوة للعصيان المدنى، فى ذكرى رحيل شخص مبارك،السؤال هو: ماذا يعنى العصيان المدنى؟ ولماذا تتم الدعوة له الآن؟
العصيان المدنى هو عبارة عن فعل، له طبيعة المقاومة، وشكل الاحتجاج، يقوم به مجموعة من الناس، بشكل متحضر، بهدف تغيير ظاهرة معينة، أو قانون، أوقرار ما، دون استخدام العنف.

وكلمة «مدنى» يفهمها البعض على أنها صفة تتصل بالمواطن الذى يمارس الاحتجاج أو العصيان، أى أنه عصيان للمدنيين- أى المواطنين غير العسكريين- لكنى أظن أن الأقرب للصحة أن «مدنى» يقصد بها طبيعة الفعل الاحتجاجى ذاته، بوصفه فعلا سلميا لا عنيفا «حضاريا».

وقد بدأ استخدام مصطلح العصيان المدنى عام 1849 بعد أن أشار إليه «هنرى ديفيد ثوراو» فى مقاله الشهير «العصيان المدنى» الذى حرص فيه على عدم دفع ضرائب الحرب فى أمريكا احتجاجا على العبودية، وعلى الحرب التى كانت تخوضها أمريكا ضد المكسيك، وربما سبق هذا كارل ماركس الذى نظم حملة عام 1848 لإقناع الأوروبيين بعدم دفع الضرائب خلال الثورة فى أوروبا.

أما المهاتما غاندى، الذى قاد أوسع أعمال العصيان المدنى فى الهند، فله مقولة شهيرة يقول فيها: لو أن الرجل يشعر أنه ليس من الرجولة أن يطيع قوانين جائرة. فلن يستطيع أى طاغية أن يستعبده.

وكان غاندى يشبه العصيان المدنى بعملية ارتقاء درجات السلم، وعندما سأله البعض ماذا سيفعل لو لم تستجب السلطات لمطالبه فأجاب: عندئذ سأصعد الحملة حتى نصل إلى نقطة حوار حقيقى مع النظام.

إن الدعوة للعصيان المدنى الرمزى فى ذكرى رحيل مبارك ولمدة يوم أو يومين أمر مثير للجدل داخل المجتمع وبين القوى السياسية والحزبية، فالبعض يسأل وبحق: لماذا الآن؟
والإجابة أننا أمام شكل من أشكال التعبير السلمى عن غضب مشروع بشأن أفعال عنيفة ودموية أدت لوفاة مئات من أبناء هذا الوطن دون ذنب أو جريمة ودون عنف من جانبهم.
العصيان المدنى ليس بالضرورة موقفا ضارا تجاه المجتمع والاقتصاد والإنتاج بل ربما يكون حلقة من مسلسل لكسر ودفع أضرار يتعرض لها المجتمع بفعل سلوكيات النظام.. ومثلا، تبنى غاندى الخروج على القانون بالسماح للهنود بتجفيف الملح من البحر وصناعته، وهو عكس إرادة النظام الذى كان يجرم هذه العملية.

وبإدراك المعنى السابق يمكن أن نرى أشكالا متعددة للعصيان المدنى يمكن أن نقبل بعضها ولا نرى مناسبة البعض الآخر لحالتنا وظروفنا.

فهناك «العصيان» الموجه للنفس مثل إضراب بعض النواب مؤخراً عن الطعام.
وهناك «العصيان» الموجه للمجتمع، وهو أسوأ أنواع العصيان وهو ما نرفضه الآن.
وهناك «العصيان» الموجه لإجهاد النظام وإجباره على الإصغاء لمطالب الناس والشارع، وذلك بالطرق السلمية التى يغلب عليها الطابع الرمزى والتى لا يكون هدفها ينعكس على المجتمع والاقتصاد بشكل أكبر من رمزى.
هذا النمط الأخير من العصيان هو الأقرب للمنطق وللمزاج العام فى مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عيد احمد

نصحية جميلة

شكرا انت عايز البلد تولع ؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

عصيان

وانت من اي نوع

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام

دعوة فاشلة ايها الفاشل

سينتصر الشعب عليكم يافاشلين

عدد الردود 0

بواسطة:

مؤمن

طيب ايه رأيك؟

عدد الردود 0

بواسطة:

د. محمد عبد الفتاح

تبين

عدد الردود 0

بواسطة:

medhat

هجس

عدد الردود 0

بواسطة:

أمين حلوة

عيب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الثوره بين الفوضى والعنف للأستاذ السيد ياسين

عدد الردود 0

بواسطة:

أمين حلوة

عيب

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد بيفكر بالعقل وبيحب مصر

إتق الله فى مصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة