محمد فاروق ابو فرحه يكتب: اذكرونى ولو بالدموع

الأربعاء، 08 فبراير 2012 07:54 م
محمد فاروق ابو فرحه يكتب: اذكرونى ولو بالدموع مجزرة بورسعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه هى الحياة نأتى إليها فيسعد من حولنا ونذهب منها فيبكى من بقى حولنا، لا أعرف ماذا أسميها موقعة بورسعيد الكروية أو الحربية أو الجنونية، أم أسميها مجزرة استاد بورسعيد، مهما كان الاسم الذى سوف يطلقونه عليها، فهى أكبر من كل وصف توصف به، شباب فى مقتبل الحياة، أحبوا كرة القدم وأحبوا ناديهم وقاموا بتشجيعه بكل ما أوتوا من قوة، وذهب بهم هذا التشجيع إلى أن أصبح هو شغلهم الشاغل، يقومون منذ الصباح ويجلسون على الإنترنت وينشرون صورهم مع هذا اللاعب أو مع صديق لهم ويقومون بالاتفاق على الذهاب يوم كذا لتشجيع ناديهم وما هى الشعارات التى سوف يقولونها ويقومون بحفظها عن ظهر قلب، ويتفاخرون بينهم وبين بعضهم عندما يفوز ناديهم الذى يحبونه أكثر من أى شىء آخر، لا ضير فى هذا الحب مع العلم إنهم متفوقون دراسيا.

ما جمعهم هو حب ناديهم وأصبحت هذه الرابطة هى أسرتهم الكبيرة التى تجمعهم فى رحلاتهم وفى حياتهم، يخافون على بعضهم البعض، يقضون أوقاتهم على الإنترنت فى البيت أو فى الرحلات أو فى أماكن التجمع الخاص بهم أكثر من الوقت الذى يقضونه مع أهلهم، لقد وجدوا الحب والحنان والأسرة التى تشاركهم ما يحبونه فى هذه الرابطة الكروية، وهنا لم تعد كرة القدم هى فقط رياضة تروح عن النفس، لكنها أصبحت بالنسبة لهم كيانا حيا من لحم ودم، يجب الدفاع عنه بكل قوة وهذا هو التحول الدراماتيكى الذى حدث، أن أصبحت الرابطة الكروية أقوى من الرابطة الأسرية، وأن من يقوم بسب الرابطة الكروية أصبح عدوا لكل فرد فيها، وعلى أعضاء هذه الرابطة الدفاع عنها، وهنا كانت البداية.

بدأت الحكاية على الإنترنت وبدأت الثورة الكروية لتغيير الفكر الكروى القديم، وهو التشجيع للترفيه عن النفس، إلى أن أصبح معتقدا كرويا عقائدى فى منتهى الخطورة، أصبح لكل ناد رابطة خاصة به لها قائد أو أكثر، ولكنهم منظمون بطريقة تشبه تنظيم الجيوش، فكل فرد فيهم يعرف ماذا يفعل وما هو الدور المطلوب منه تنفيذه، وبدأنا نرى دخلات للفرق وكانت للحق مبهرة وجميلة، وبعد فترة أصبحنا نرى أن هناك مجموعات تقتحم الملعب لكرة السلة وأخرى لكرة اليد وهم نفس المجموعة التى تذهب خلف فريقها فى كرة القدم، وبدأ التدخل فى شئون الأندية من خلال هذه الروابط ونتذكر إقالة مدرب النادى الأهلى السابق حسام البدرى بعد ضغط أعضاء هذه الرابطة، وبعدها وجدنا رابطة ناد آخر اتفقت على سب النادى الآخر بطريقة ممنهجة، مما زاد الخوف أن تحدث مشاكل لا قبل لنا بها.

وظهر نوع جديد فى التعامل وهو الاشتباك بالأيدى ونتذكر حرق أتوبيس أحد جماهير ناد منافس وحرق أحد مشجعى ناد آخر من قبل هذه الروابط، إذا إلى أين نسير؟ لماذا حادت هذه الروابط عن الطريق؟ وبعد الثورة، حدث ولا حرج، اجتياح الجماهير لمباراة الزمالك فى دورى أبطال أفريقيا وكان المطلوب أيضا هو إظهار أن بمصر فوضى عارمة، وقد ظهر هذا بالفعل، مما أضر بالاقتصاد القومى المصرى، وحدثت موقعة المحلة والتى كانت سوف تصبح مجزرة لولا عناية الله سبحانه وتعالى ثم تعامل الأمن بحزم مع الأمر وعدى على خير وكان هذا إنذار، بحدوث كارثة قريبة ولكننا تهاونا مع الموضوع، وأوقعنا جزاءات على نادى المحلة، واعتبرنا أن الأمن جيد ولكنه لم يمنعهم من النزول إلى أرض الملعب، وللحق إلغاء المباراة بعد وقت طويل من التفكير، أعطى الأمن فرصة عمل حائط صد لحماية الجماهير، فيما هدأت قليلا جماهير المحلة لاستئناف المباراة ولكن ربنا وفق الحكم وألغى المباراة قبل نهايتها بعد أن استعد الأمن جيدا لأى خروج عن النص، وهو ما لم يحدث فى مجزرة بورسعيد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة