أحمد عبد العليم يكتب: المجلس العسكرى ورقصة الموت الأخيرة!

الأربعاء، 08 فبراير 2012 08:52 ص
أحمد عبد العليم يكتب: المجلس العسكرى ورقصة الموت الأخيرة! المجلس العسكرى - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يحدث الآن فى مصر من فوضى هى فوضى منظمة، يديرها الطرف الثالث الذى يعترف المجلس العسكرى أنه لا يعرفه، فكم من أناس لا يعرفون أنفسهم، وما يحدث مع أنبل شباب مصر من قتل ممنهج وإصابات مقصودة فى العين، كى يُحرمون من نور البصر، لكن هؤلاء المجرمون لا يعرفون أننا نرى بنور البصيرة ما لا يرونه هم!

المجلس العسكرى الآن يمارس رقصة الموت الأخيرة، ولسنا نحن من ذبحناه، وإنما هو من ذبح نفسه، وكلما اقترب من لحظة نهايته كلما حاول بكل استماتة أن يحافظ على بعض من لحظات البقاء، فيدوس فى هربه من الموت أحياء يموتون ولكنهم يعيشون فى قلوبنا جميعاً، يموت هو حياً ويعيشون هم رغم أنهم ماتوا، موت بطعم الحياة.

ذبح المجلس العسكرى نفسه عندما لم يتعلم الدرس من ثورة يناير، واستسلم إلى نموذج النظام المستبد الذى يقاوم الثورة فى سوريا، واعتبر أن موت المئات فى مصر مثل موت الآلاف فى سوريا، لن يحرك النظام عن كرسيه الملوث بدماء الأبرياء، وقتلنا العسكر مرات أخريات عندما شغلنا بنجدة إخوتنا الذين يموتون فى مصر عن نصرة إخوتنا الذين يموتون فى سوريا.

وحاول المجلس كما حاول مجلس العسكر بعد انقلاب 1952 أن يؤجج الفتن والمظاهرات والاعتصامات، حتى خرج الناس آنذاك فى مظاهرات ضد الديمقراطية وضد تعدد الأحزاب، وهى مظاهرات من بعض العمال وبعض أفراد الشرطة والجيش يرتدون لباسا مدنيا، وما أشبه اليوم بالبارحة، تحوّل المجلس العسكرى من حَكم إلى خصم عندما اتهم فى رسالة رسمية له على موقع الفيس بوك، فصيل سياسى شارك فى الثورة، بأنهم أصحاب أجندات وتمويل مشبوه، ولم يخرج المجلس ويعتذر عن هذا عندما برأت التحقيقات هؤلاء الثوار، وفشل العسكر فى تشويه الثورة بتشويه من قاموا بها، لكنه نجح فى استمالة بعض من يبحثون عن بعض الأمن مقابل انتزاع كل الحرية منهم!.

ذبح المجلس العسكرى نفسه عندما حاول تصدير فكرة الدولة الفاشلة، وآثر الصمت فى أحداث محمد محمود، وأحداث مجلس الوزراء، وأحداث القصر العينى، اختفى المجلس العسكرى تماماً عن الساحة لأيام، وترك عدد الشهداء يزيد، وعدد المصابين يزيد، لعلهم يكونوا فزاعة لكل من يطالبون بمحاكمة العسكر ومسائلتهم عن أموالهم التى ليست تحت أى رقابة، وعن تداخلهم مع النظام المباركى فى قضايا فساد، وتم إهانة المواطن المصرى على مرأى ومسمع من الجميع، وأكد أن الثورة التى قامت من أجل الكرامة مازالت مستمرة، لأن الكرامة مُهانة.

قبل الثورة استشهد خالد سعيد، وكان أحد أسباب قيام الثورة، وبعد الثورة استشهد ألف خالد سعيد آخر، والمجلس العسكرى الذى يعترف صراحة أن هناك طرف ثالث يخرب ويدمر ويقتل لم يحاول حتى أن يظهره لنا بدلاً من أن يختفى هو عنّا ذبح المجلس العسكرى نفسه عندما حفظ القضايا ضد أحمد شفيق وضد عمر سليمان، وأكد أن الثورة التى قامت من أجل العدالة، مازالت مستمرة، لأن العدالة مازالت انتقائية ولا تطبق إلا على الضعفاء، ومازال مبارك ورفاقه أحرار فى سجونهم بينما شعب بكامله يسجن خلف قضبان الظلم والقهر.

ذبح المجلس العسكرى نفسه، عندما أعلن رئيسه عقب مذبحة بورسعيد، بأن قتل 74 مواطناً وإصابة الآلاف يحدث فى أى مكان فى العالم، ولم يكتف بذلك، بل وحرض المصريون على أن ينزلوا كى يوجهوا المصريون فى الشارع، كى تتحول الثورة إلى حرب أهلية، يفرض بعدها العسكر تباعاً أحكاماً عُرفية ويفرضون سطوتهم، لكنهم واهمون ذبح المجلس العسكرى نفسه لأنه لم يقرأ التاريخ جيداً، ولم يقرأ حتى دروس الحاضر جيداً، وحاول أن ينأى بنفسه عن نهاية قريبة، فى مستقبل قريب.

وكذلك لم يعِ دروس التاريخ، بعض ممن ينتمون للتيار الإسلامى وتيارات سياسية أخرى، الذين مازالوا لا يقفون جانب الشعب ويدّعون أنهم لا يقفون جانب العسكر، يقفون على الحياد، لم يتعلمون من كلمات اللواء محمد نجيب فى مذكراته بأن "المتغطى بالعسكر عريان"، وأن الشعب وحده صاحب الكلمة الأخيرة!

كلما رأيت صور الشهداء، كلما تأكدت أن بئر زمزم الذى ينبع بدمائهم لن يقف أبداً عن أن يروى أرض مصر الطيبة، وفى أقرب وقت سيستسلم المذبوح للموت الأخير، بعد الرقصة الأخيرة، إما أن يكون برضاه أو سيكون مرغماً!.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة