نيويورك تايمز: إيفاد قائد القيادة المركزية الأمريكية لإذابة الجليد بين واشنطن وإسلام آباد

ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم الثلاثاء، أن أمريكا ستقوم بإيفاد قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جيمس ماتيس إلى باكستان خلال فبراير الجارى، فيما يقول المسئولون فى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأن ذلك "أولى الخطوات الرامية إلى إذابة الجليد فى العلاقات الإستراتيجية بين البلدين التى تجمدت لأكثر من شهرين حتى الآن".

وأوضحت الصحيفة، فى سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكترونى، أنه من المقرر أن يلتقى الجنرال ماتيس مع رئيس هيئة أركان الجيش الباكستانى الجنرال أشفاق بيرفيز كيانى من أجل بحث تطورات التحقيقات المتعلقة بحادثة تبادل إطلاق النار على الحدود الأفغانية، والتى أودت بحياة 24 جنديا باكستانيا إلى جانب مناقشة سبل التنسيق بين الجانبين بشأن التدابير الجديدة على الحدود لتفادى تكرار مثل هذه الحادثة.

ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة الجنرال ماتيس، والتى تعد الأولى لمسئول أمريكى رفيع المستوى منذ حادثة الحدود بين البلدين فى نوفمبر الماضى، كان من المفترض أن تبدأ بعد غد الخميس، غير أنه تم إرجاؤها لمدة أسبوع على الأقل فى انتظار ما يتوقع بأن يكون "نقاشا حماسيا" خلال جلسات البرلمان الباكستانى بشأن السياسات الأمنية الجديدة تجاه أمريكا.

وأشارت إلى أن زيارة الجنرال ماتيس المرتقبة إلى باكستان ستمثل "انطلاقة" لعلاقات جديدة بين البلدين، لافتة إلى أنه على الرغم من أن الهدف المعلن من وراء الزيارة هو تقديم النتائج التى أفضت إليها تحقيقات القيادة المركزية حول حادثة الـ 26 من نوفمبر، إلا أن الجنرال ماتيس سيسعى، فيما وراء الستار، لبحث إمكانية التنسيق فى العلاقات بين الجانبين فيما بتعلق بقضايا التدريبات ومبيعات الأسلحة، وتحسين الأوضاع على المراكز الحدودية.

وتحدثت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن تفاؤل ملموس لدى المسئولين فى كل من واشنطن وإسلام آباد إزاء احتمالية أن تؤدى تلك الزيارة إلى جانب جلسات البرلمان الباكستانى فى بدء سلسلة من مشاركات شعبية ومفاوضات سرية من شأنها أن تصلح العلاقات الإستراتيجية المتوترة بين البلدين.

وأوضحت أن المسئولين الباكستانيين من جانبهم، أشاروا إلى إمكانية إعادة فتح خطوط إمدادات حلف شمال الأطلسى "الناتو" عبر أراضيهم والتى كانت قد أغلقت لأكثر من شهرين، فيما تبدى وزارة الخارجية دعما لمقترح بشأن تقديم أمريكا اعتذارا رسميا حول مقتل الجنود الباكستانيين خلال إحدى الهجمات التى شنتها المروحيات الأمريكية فى 26 نوفمبر الماضى.

من ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة أن الانتخابات الأمريكية تشغل ذهن العديد من الخبراء الإستراتيجيين فى إسلام آباد، مشيرة إلى ما جاء على لسان مسئول أمنى باكستانى رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته "أن الجيش فى باكستان يدرك حجم المعوقات السياسية الداخلية المفروضة على أوباما ملوحا بإمكانية أن تشهد بلاده انتخابات هذا العام خلال موسم الخريف".

من جانبهم، يستشعر المسئولون فى واشنطن، حسبما أفادت الصحيفة، بوادر لذوبان الجليد فى العلاقات بين الجانبين وإن كانت تأتى فى إطار غير رسمى، مشيرين إلى أن العلاقات بين جهاز الاستخبارات الأمريكى (سى أى إيه) ونظيره الباكستانى شهدت تحسنا طفيفا بعد الغارة الأمريكية على منزل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فى مايو الماضى، كذلك استأنف المسئولون الاستخباراتيون فى كلا البلدين مناقشاتهم بشأن "استهداف مشترك" فى إشارة إلى إمكانية شن الطائرات بدون طيار الأمريكية على الأراضى الباكستانية، على حد قول الصحيفة.

على الصعيد العسكرى لفتت الصحيفة إلى أن القادة الباكستانيين بدأوا بالفعل فى عقد سلسلة من المحادثات مع نظرائهم الأمريكيين للتنسيق بين البلدين بشأن قضايا الحدود واستئناف صناديق دعم التحالف بين البلدين والتى تمثل مصدر الإعانة الأمريكية الرئيسية للعمليات العسكرية الباكستانية.