موجة من الطقس السيئ تضرب مصر.. انخفاض ملحوظ فى درجات الحرارة.. والغبار والأتربة يغطيان سماء القاهرة.. الأرصاد تتوقع هدوء الرياح واستمرار انخفاض درجات الحرارة

تعرضت البلاد اليوم الثلاثاء إلى انخفاض ملحوظ فى درجات الحرارة على كافة الأنحاء مصحوبة بنشاط الرياح المتربة على كافة الأجواء، وهو ما أدى إلى تدهور الرؤية الأفقية، وهو ما تسبب فى إغلاق الموانئ البحرية حيث أعلنت هيئة موانئ البحر الأحمر غلق موانئ السويس الأربعة "الأدبية – الزيتيات – العين السخنة – بور توفيق" بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج عن الحد المسموح، مما يهدد دخول وخروج السفن ويعرضها للخطر، وأن الأوضاع بالموانئ مستقرة ولا توجد أى سفن عالقة خارجها.



وأكد الدكتور على قطب مدير عام مراكز التحاليل والتنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية أن انخفاض درجات الحرارة المصحوب بنشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة، والذى أدى إلى تدهور الرؤية الأفقية سيستمر اليوم مع تكاثر السحب وسقوط الأمطار الخفيفة فى شمال البلاد، ومن المنتظر أن تنخفض الأتربة وتعتدل سرعة الرياح غدا مع استمرار انخفاض درجات الحرارة عن معدلاتها .



متوقعا استمرار تكاثر السحب على شمال وشرق البلاد مصحوبة بسقوط الأمطار على السواحل الشمالية والوجه البحرى والبحر الأحمر والطقس بارد أثناء النهار شديد البرودة ليلا كما يستمر تكون الصقيع على المزروعات فى أغلب الأنحاء.



وأرجع السبب فى ذلك إلى مرور منخفض جوى متعمق فى البحر المتوسط مصحوب بهواء بارد وانخفاض فى الضغط متزامن معه منخفض جوى آخر فى طبقات الجو العليا أدى إلى سوء الأحوال الجوية.



وكانت محافظة كفر الشيخ قد تعرضت منذ الصباح الباكر، لجو متقلب صحبه رياح شديدة وغياب الشمس وحالة صقيع شديدة، مما حجب الرؤية على الطرق فى مداخل ومخارج المحافظة والطرق الداخلية، والتزم عدد من الموظفين منازلهم لصعوبة الوصول للمصالح الحكومية، خاصة البعيدة عنهم وأيضا أغلق بوغاز البرلس وميناء الصيد لشدة الرياح وصعوبة الرؤية، ولخطورة انطلاق مراكب الصيد فى مياه البحر المتوسط، ومنع المسئولون عن ميناء الصيد خروج أية مراكب للصيد وتم احتجازها وأعلنت المحافظات رفع درجة الاستعدادات القصوى تحسبا لسقوط السيول عليها، بعد التحذيرات التى أرسلتها الهيئة العامة للأرصاد الجوية بتعرض البلاد لحالة عدم الاستقرار فى الأحوال الجوية، حيث تتكاثر السحب الممطرة على محافظات الوجه البحرى يصاحب ذلك انخفاض فى درجات الحرارة، فخلال هذه الموجة تصل درجة الحرارة العظمى على القاهرة والوجه البحرى إلى 15 درجة، لذا فالطقس المتوقع بارد خلال ساعات النهار وشديد البرودة ليلا على كافة الأنحاء، ومما يزيد من الإحساس ببرودة الطقس سرعة الرياح التى تؤدى بدورها أيضا إلى اضطراب حركة الملاحة البحرية فوق المسطحات المائية داخل الحدود الإقليمية لمصر.



وقال الدكتور هشام قنديل، وزير الموارد المائية والرى، إن الأمطار التى سقطت هذا العام فى مختلف أنحاء الجمهورية لم تصل إلى درجة السيول، لافتاً إلى أن الوزارة وضعت كافة الإمكانات اللازمة للاستفادة من التساقط المطرى وتخزينه واستثماره فى خدمة منظومة الرى.



وأكد قنديل، أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية بجميع الإدارات، وذلك فى إطار استعداد الوزارة لمواجهة احتمالات سقوط معدلات كبيرة من الأمطار بصورة مفاجئة أو حدوث سيول، كما شدد على ضرورة قيام مهندسى الإدارات والفنيين بالمرور الدورى على مدار الساعة لتفقد سلامة شبكة المجارى والمنشآت المائية، والتأكد من المناسيب والتصرفات المائية وفقاً للميزان المائى للموسم الشتوى الحالى.



وأضاف أن الوزارة، وبالتعاون مع هيئة الأرصاد الجوية المصرية، تقوم بصفة دورية بالتنبؤ بحالة الأمطار والسيول والتغيرات الجوية وتحليل صور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد، والاستفادة منها فى وضع الخطط وإعداد السياسات وتحديد الاستخدامات المائية المستقبلية بصورة علمية دقيقة ومدروسة، وتحقيق الاستفادة القصوى من مصادر المياه، فى ضوء الاستعانة بأحدث التقنيات العالمية والإمكانيات التكنولوجية المتطورة فى مجال الرصد والتنبؤ، فضلاً عن تعميم نظام الإنذار المبكر بمختلف محافظات الوجه القبلى وسيناء والبحر الأحمر للتنبؤ بالسيول قبل حدوثها بفترة زمنية من 24 إلى 72 ساعة، فى ضوء الاستعانة بصور الأقمار الصناعية والنماذج الرياضية والمحطات الرقمية الأرضية.



الجدير بالذكر أن خطة الوزارة للتنبؤ بالسيول تضمنت قيام المعاهد البحثية المتخصصة بالمركز القومى لبحوث المياه بتنفيذ كافة الدراسات الهيدروليكية للوديان على مستوى الجمهورية لتقدير كميات مياه السيول، وتحديد أقصى تصرف لها، فضلاً عن إجراء الدراسات الهيدرومترولوجية للقياسات والأرصاد الجوية للتنبؤ بتوقيتات حدوث السيول والتوصل إلى تحقيق الاستغلال الأمثل لمياهها، وجارٍ حالياً إجراء مزيد من الدراسات للوقوف على مدى حاجة الوزارة إلى إضافة بعض الأعمال الصناعية إلى منظومة الوقاية من السيول والاستفادة القصوى من هذا المورد المائى غير التقليدى الذى لا يمكن إغفاله ضمن الميزان المائى المصرى.