ماذا لو كان المشير بين جمهور مباراة الأهلى والإسماعيلى، هل كان الأمن سيصبح بهذا العدد وهذا الضعف، بالتأكيد لا، فهل حياة المشير أغلى من حياة المصريين؟، لقد أحسنا الظن فى سيادة المشير طويلا، وكتبت له من قبل مؤكدا، بأنى يكذب فيك كل الناس سمعى وتبصر فيك غير الشك عينى، وما أنا بالمصدق فيك قولا ولكنى شقيت بحسن ظنى.
فأنت سيادة المشير من جعلتنا نكفر بحسن النية منذ تركت زكريا عزمى يعبث بقصر الرئاسة فترة طويلة لا ندرى ماذا كان يفعل ثم كان إطلاق سراح سوزان رأس الأفعى وترك عتاة المخططين للانقلاب على الثورة يعيثون فى الأرض فسادا ويحاولون إجهاض الثورة، قمت سيادتكم بتعيين حكومات فاشلة ضعيفة بعضهم متورط فى فساد النظام لا لشىء إلا من أجل ضمان ولائهم وهو نفس منطق المخلوع بتعيين المسئولين تبعا للولاء دون الكفاءة، فكانت النتيجة أن يحاكم مبارك وعصابته محاكمة أشبه ما تكون بمسرحة هزلية وكأننا أمام برنامج ساعة لقلبك، الدولة تنهار اقتصاديا وسياسيا ونحن ننفق ملايين فى نقل الرئيس وتأمينه، لو كان تأمين الاستاد فى بورسعيد كتأمين مبارك وأولاده لما أريق دماء الشباب، فأى عقل تريده منا وأى صبر وأى عذر يمكن التماسه لسيادتكم.
سيدى المشير لو كان لدينا ذرة تخوين لمجلسكم ما كنا تركنا الميدان واستودعنا مصر أمانة فى أعناقكم، ثقة فى أنكم أهل لهذه المسئولية العظيمة، ولكن للأسف خاب أمل شعب مصر عندما اكتشف أن الأمر بات تغريراً وخداعاً حتى تهدأ الثورة وتختلف القوى الثورية ويحارب بعضهم البعض من خلال مبدأ فرق تسد، وهو الطُعم الذى ابتلعه ضعاف النفوس، فكانت الحرب بين شباب الإخوان والثوار، كل يريد مصلحة مصر.
سيدى المشير كان يمكن أن تحفر اسمك فى قلوبنا وفى تاريخ هذه الأمة لو أنك كشفت فساد النظام السابق وعرضت الممارسات التى كان ينتهجها لإرهاب أفراده كلما حاولوا التصدى له، أو كنت قررت الانسحاب وترك الفرصة لمن يقدر على ذلك وكنا التمسنا لك العذر، الشعب الذى تحمل الكثير كان بمقدوره أن يتحمل أكثر بالمصارحة وبمشاركته معاناته حتى نخرج جميعا من عثرتنا، ورحم الله عمر بن الخطاب الذى انتفض عام الرمادة - عام المجاعة – عندما رأى ابنه يأكل البطيخ فقال له: "بخ بخ يا بن أمير المؤمنين.. تأكل الفاكهة وأمة محمد هزلى من الجوع!!" ويهرب طفله من الفزع تاركا قطعة البطيخ على الأرض ،ولذلك صبرت رعيته لعدل الراعى الذى يأكل ما يأكله الناس وينفق أقل مما ينفقون، لا يقبض ملايين وغيره لا يجدون عملا من الأصل أو يحصلون على ملاليم لا تسد رمقهم.
سنة كاملة تعجز فيها عن وضع حد أقصى للأجور لتوفير الزيادات لحد الكفاف وتوفير الرغيف لمن لا يجد ولمن ثار من أجله، أناس يموتون من التخمة وآخرين يموتون من الجوع، تموتُ الأُسدُ فى الغاباتِ جوعاً وَلَحمُ الضَأنِ تَأكُلُهُ الكِلابُ، كانت هناك قرارات سريعة وكفيلة بإثبات حسن النوايا ولكن يبدو أن الخذلان الذى وقع فيه المسئولون عن هذه الفترة لم يكن إلا بسبب سوء النوايا، ولو أنهم أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين، والآن لا تلم سيدى إلا نفسك ورجالك عما يحدث لمصر وشعبها، واستعد من الآن للسؤال، ولست أقصد سؤال البشر ولكن سؤال الله الذى يسقط له لحم الوجوه يوم القيامة. هذه هى كلماتى التى خرجت من قلبى إليك لا أبتغى بها إلا وجه الله، فهو حسبنا ونعم الوكيل.
مهندس على درويش يكتب: هل حياة المشير أغلى من حياة المصريين؟
الثلاثاء، 07 فبراير 2012 12:13 ص
حادث بورسعيد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ الغندور
لقد صدقك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد السهيلى
ببساطة شديدة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود مصطفى
أود أن أقول من على البر ليس كمن في الماء
عدد الردود 0
بواسطة:
النجار
الله الله
عدد الردود 0
بواسطة:
الطير المهاجر
تسلم تسلم تسلم
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
تسلم ايدك
بصراحة مقال جميل جدا جدا تسلم ايدك
عدد الردود 0
بواسطة:
غضبان
ينصر دينك
يسلم قلبك يا باشمهندس
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
انعدام الثقة
عدد الردود 0
بواسطة:
SIKO
تحية