قال الكاتب الصحفى حلمى النمنم، إن ما يتداوله البعض بأن ثورة يناير هى أول ثورة شعبية كلام غير صحيح، لأن تاريخ مصر ممتلئ بثورات الشعب المصرى ضد حكامه فكل جيل حافل بثورة شعبية أو حتى مشروع ثورة.
جاء ذلك خلال ندوة "الثورات المصرية المسكون عنها" التى عقدت مساء أمس الاثنين وأدارها المفكر د. أحمد ذكريا الشلق ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، مضيفا ِأن انتفاضة 77 أعم وأشمل من ثورة يناير ولكن لم تلقى لتغطية الإعلامية المطلوبة والتى كان سيكون نتيجتها الإطاحة بأنور السادات، ومن الثورات أيضا المسكوت عنها ثورة مايو 1805 التى أدارها العلماء وقادها عمر مكرم وهذه كانت أول مرة فى العالم الإسلامى يثور فيها الشعب ضد واليه وحاصر المصريون القلعة وكان الهتاف "انزل .. انزل" وأيضا فى عصر مبارك كانت هناك مشاريع لثورة لم تكتمل مثل حركة القضاة وعمال المحلة وعمال حلوان مشيرا إلى أن خروج الشباب فى 25 يناير كان متوقعاً.
وقال عماد أبو غازى وزير الثقافة السابق، إن مصطلح الثورات المسكوت عنها يأتى من الفكرة الخاطئة عن تاريخ الشعب المصرى أنه يرضى دائما بمن يحكمه فتاريخ المصريين ممتد بالثورات فى ظل وجود طبقة تستغل طبقة أخرى وخاصة طبقة الفلاح المصرى والذى يعد المنتج الرئيسى فدائما هناك طبقة تستغل الفلاحين وكانت السمة المشتركة لثورات المصريين ضد الحاكم الأجنبى بشكل عام وكانت بدوافع اقتصادية كما قام المصريون بثورة كبيرة ضد إبراهيم بك ومراد بك وكانت نتيجة تلك الثورة هو تعهد إبراهيم ومراد بك بعدم فرض ضرائب جديدة على الشعب وعدم اتخاذه أى قرارات دون الرجوع إلى ممثلى الشعب وهو فى ذلك الوقت المشايخ والعلماء، كما قام المصريون بثورة عام 1935 ضد الانقلاب الدستورى الذى قاده الملك فؤاد والاحتلال البريطانى وكان نتيجة تلك الثورة هو معاهدة 1936 والعودة إلى دستور 1923 مشيرا إلى أن ثورات مصر أفرزت العديد من الشخصيات التى قادت مصر طيلة الفترة الماضية.
أما د. خالد فهمى، رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية فأكد أنه تقريبا كل 15 سنة تحدث واقعة كبيرة فى تاريخ مصر وهو ما يتعارض مع مقولة أن الشعب المصرى خامل ففى عام 1821 قام الشعب المصرى بثورة ضد محمد على لفرضه التجنيد وانتشرت من قنا إلى أسوان وراح ضحيتها 4 آلاف نتيجة القمع القوى التى مارسها محمد على ضد الشعب كما قام الشعب بثورة مماثلة عام 1823 واستخدم محمد على فيها 6 مدافع لقمع تلك الثورة وفى عام 1863 قام الشعب بثورة ضد إسماعيل باشا لنفس الأسباب وفى عام 1881 ثورة عرابى.
وأضاف فهمى أن تلك الثورات تدعونا إلى تساؤل لماذا تم طمس تلك الثورات مشيرا إلى أن ثورة يناير ثورة عظيمة ولكنها لم تكن ثورة بشكل مباشر على مبارك وإنما كانت ثورة على الحرية والأمان وهى التى تقودنا إلى ثورة 1805 والتى كانت ثورة تعاون فيها المماليك والأشراف والتجار وكل فئات الشعب لتأييد محمد على وكانت نتيجة لذلك أن قام محمد على بنفى عمر مكرم وقام بمذبحة المماليك كما قام بتقييد رجال الدين مما يشير إلى استئثار محمد على بالحكم بعد حصوله عليه ولذلك فإن ثورة يناير هى امتداد للثورات المسكوت عنها.
من جانبه قال جمال شقرا أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس، إن هناك صفتين تجمع الشعب المصرى وهما الصبر والثورة، فقد أدى وصف الشعب المصرى بأنه نائم وكان الشعب يستخدم العديد من الوسائل المختلفة للتعبير عن احتجاجه فبخلاف الاحتجاج المباشر كان يقوم باستخدام الرسائل وكان أشهرها الرسائل المرسلة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مشيرا إلى أن ثورة 23 يوليو جاءت نتيجة لعدم تحقيق أهداف ثورة 1919وقاد عبد الناصر انقلاباً عسكرياً كانت نتيجة ثورة على الحكم الملكى أدى إلى مجموعة من الإيجابيات والسلبيات وكان أبرز تلك السلبيات فى عهد السادات وحسنى مبارك والتى أدت فى النهاية إلى ثورة يناير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة