شهدت العاصمة الإيرانية طهران فى مؤخرا أعمال مؤتمر الشباب والصحوة الإسلامية، والذى حضره ما يقرب من 1200 شاب من 80 دولة، حيث توافدت الوفود المشاركة على إيران قبل انعقاد المؤتمر بيومين، وكان للوفد المصرى النصيب الأكبر من حيث العدد والاهتمام الإعلامى والتنظيمى، حيث حرصت إيران على تبليغ حرصها الشديد على إقامة علاقات قوية مع مصر من خلال المعاملة الخاصة التى لقيها أفراد البعثة المصرية خلال أعمال المؤتمر، حيث اتفق شباب الثورات العربية على أن بروز خلافات فى صفوف الثوار، والنزاعات القومية والمذهبية والقبلية والحدودية من شأنها أن تضعف الإسلام وتمنح الأعداء فرصة لتنفيذ مؤامراتهم ضد المسلمين، لذلك من الضرورى أن يعترف الجميع، ولاسيما الشباب، بوجود الاختلافات والفوارق، وإدارتها، تجنبا للوقوع فى فخ مثل هذه الصراعات أو التكفير وتخطئة الآخرين «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
كان الوفد المصرى والثورة المصرية هما محور اجتماعات الشباب العربى بفندق الإقامة الخاصة بالبعثات المشاركة، الإيرانيون بالرغم من العقوبات الاقتصادية المتعاقبة وحالة الضنك التى يعيشها المجتمع الإيرانى، بسبب العقوبات، إلا أن هذا المؤتمر يحظى باهتمام بالغ لديهم لما فيه من تواصل المجتمع الدولى بإيران، كما أنه محاولة لخروجها من العزلة الدولية التى يريد أن يضعها بها الغرب عقابا لها لاستمرارها فى نشاطها النووى السلمى.
تحدثت مع كثير من الإيرانيين عن العقوبات وكيف هى مؤثر على حياتهم، لكنى اكتشفت أن الشعب الإيرانى يستطيع أن يتكيف مع أى ظروف طارئة أو مفروضة عليه، كما أن الصهاينة والأمريكان هما العدو الأول لإيران، فإن مصر وعودة العلاقات معها هو الأمل القريب للإيرانيين كما يصفونه، حيث إنهم لديهم آمال كبيرة لعودة العلاقات بعد سقوط نظام مبارك الذى رسخ فى عقول المصريين أن إيران هى دولة تشكل خطرا على مصر أكبر من إسرائيل، ونسى أن إيران دولة إسلامية تسعى لأن تكون قوة كبرى تقف بجانب العرب والمسلمين ضد من يهددهم.
يقول الإيرانيون، إنه لو أمريكا فهمت طبيعة النشاط النووى الإيرانى ما حدث ما حدث، حيث إن المرجعية الكبرى أية الله السيد على خامنئى أكد أن إيران لا تحتاج إلى سلاح نووى، مشيرا إلى أنه بهذا التصريح كان على الغرب أن يفهم معنى المرجعية الدينية وما يمثله للشعب الإيرانى، مؤكدين أن التخلى عن البرنامج النووى هو بمثابة الخط الأحمر، ومعارضته تعنى معارضة مبادئ الثورة الإسلامية، وهو أمر خطير لدى الإيرانيين.
"اليوم السابع" استكشف الكثير من أسرار وعادات الشعب الإيرانى والذى شوه صورته نظام مبارك فى عيون المصريين، الإيرانيون مستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل مصر مثل تضحيتهم للدفاع عن بلدهم، نعم هذا ما يستشعره أى مواطن مصرى منذ لحظة نزوله إلى مطار الإمام الخمينى بالعاصمة طهران، ترحيبا بالغا عندما يعلم أحدهم أنك من القاهرة فيبادر بسؤال عن ميدان التحرير وهل أنت من مؤيدى مبارك أم لا؟
مصر بالنسبة للإيرانيين كتاب مفتوح يعلمون عنها كل شىء، فمصر تدرس لطلابهم ويتابعون كل ما يجرى بها، ويعتبرون أن هناك ترابطا روحيا بين القاهرة وطهران، والجميع هناك يؤكد أن عودة مصر قوية هى فى صالح الجميع، وأولها إيران حيث إن لديهما قواسم ومواقف مشتركة ألا وهى ردع الكيان الصهيونى، فالإيرانيون يحملون فى نفوسهم كما من البغض والكراهية لبنى صهيون كفيل بمحو إسرائيل من على الخارطة.
يقول أحد الإيرانيين عن الخلاف المذهبى بين السنة والشيعة، لا نستطيع أن نخرج السنة وغيرهم من الإسلام فكلنا نشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ونؤمن بأركان الإسلام، ونبينا واحد، وقبلتنا واحدة، ومصحفنا واحد، ولا يوجد ما يسمى بمصحف فاطمة"، مضيفًا بقوله "أتحدى من يأتى بنسخة من هذا المصحف، فهناك من يتهمون الشيعة بهذا، لكن عندما تطالبهم بإظهار نسخة من ذلك المصحف لا يستطيعون الرد، مشيرا إلى أنه بعد كل هذا أين الخلاف؟ موضحا أن هناك طوائف من السنة والشيعة متشدة هى السبب فى هذه الفرقة.
الشعب الإيرانى شعب ودود للغاية، مضيفا، فالجميع هنا يعشق مصر ويريد عودة العلاقات على مستوى أكبر بين البلدين، مؤكدين أن ما يثار حول إيران ونشر المذهب الشيعى هو هراء، وأن المستفيد من ذلك أطراف أخرى لا تريد وحدة الشعبين.
زواج المتعة إهانة للنساء الإيرانيات
عندما يعلم أحد أنك مسافر إلى إيران يتبادر إلى ذهنه زواج المتعة، وكأن إيران هى بيت كبير للدعارة من وجهة نظره، لكن الذى لا يعلمه الكثيرون أن زواج المتعة بالنسبة للنساء الإيرانيات إهانة بالنسبة لهن، حيث اتضح بعد التحرى عن ذلك الأمر أن زواج المتعة مقتصر فقط على طلاب الحوزة العلمية بالمدينة المقدسة قم إحدى المدن التى تحمل جثمان السيدة فاطمة المعصومة ابنة الإمام موسى الكاظم الإمام السابع عند الشيعة، حيث إن الزواج يقتصر على هؤلاء الطلاب فقط الذين يدرسون بالمدينة لمدة ستة سنوات، ويأتون من جميع أنحاء العالم للدراسة بهذه المدينة على يدى المرجعيات والآيات العظمى، وعندما يطلب أحد الطلاب من المرجعية التى يدرس على يدها يقوم ذلك المرجعية بالعرض على النساء الأرامل، وليست البكر الذين يعرفهم ويحتجن لمن يعولهن، وبعد الموافقة تتم كتابة عقد بالمدة، وإذا أراد الطرفان أن يستكملا الحياة مع بعضهم يتم تعديل العقد، فذلك الزواج مقتصر على طالبى العلم فقط وعلى الآيات الذين يسافرون من قم المقدسة أو مدينة مشهد المدفون بها الإمام على الرضا، أو مدينة النجف الأشراف بالعراق ونظرا لكثرة السفر لهؤلاء الآيات والمراجع يتزوجون مثل هذا النوع من الزواج.
تكفير وسب الصحابة لدى الإيرانيين
كان لـ"اليوم السابع" حديث مع الإيرانيين عن تكفير الصحابة وسب أمهات المؤمنين والجهر به، حيث اتضح أن هذا أمر غير صحيح بالمرة فطيلة الأسبوع الذى أقمت فيه فى إيران وتناقلت بين مدنها وأحيائها لم أسمع عن سب الصحابة، وحتى لا يقول أحد أنى لا أفهم لغتهم كان معى مرافق من أصل بحرينى يترجم لى كل صغيرة وكبيرة، وعندما كنت استفسر عن موقف الشيعة من الصحابة من بعض الأشخاص، كانوا يتحدثون عن احترامهم لكل الصحابة، مشددين على أن ما يثار السبب فيه الإعلام وبعض الأشخاص المتشددين، مؤكدين على القواسم المشتركة، وهى أننا نعبد إله واحد ونبينا واحد وقرآننا واحد وليس هناك ما يسمى بمصحف فاطمة كما يزعم البعض، كما نحج لبيت واحد وقبلتنا واحدة.
القراء المصريون فى كل مكان
عبد الباسط عبد الصمد ونصر الدين طوبار والنقسبندى وغيرهم من مشاهير قراء القرآن والابتهالات أصواتهم لم تنقطع من المساجد والمطارات ومحطات السكك الحديدية ومترو الأنفاق هناك، فربما لم نسمعهم فى مصر فى أماكن عامة لكنى سمعتها هناك فى كل وقت وحين وفى التليفزيون الرسمى على مدار اليوم فهم يؤمنون أن القرآن الكريم نزل بأرض الجزيرة العربية وقرئ فى مصر، وعن صلاة الجمعة هناك لا تقام سوى فى مسجد واحد بكل محافظة يحضرها الملايين.
آية الله العظمى
"اليوم السابع" التقى فى إحدى زيارته أية الله العظمى صافى كلبايكانى، أحد أكبر وأهم المرجعيات الدينية بمدينة قم المقدسة المدفون بها السيد فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم وهو سابع أئمة الإثنى عشرية عند الشيعة، فهو عالم بمعنى ما تحمله الكلمة، الدموع لا تفارق عيناه وكلامه لا يخلو من القرآن الكريم وأحاديث النبى، عالما تنظر فى وجهة تشعر بالطمأنينة، ولا تلمس فيه ما يقال فى أوساط المتشددين من أهل السنة والجماعة عن الشيعة والمغالطات لديهم والتى يصفها أهل السنة والجماعة أنها خروج عن الدين.
وكان لنا لقاء قصير مع آية الله نظرا لكبر سنه، فى البداية عندما علم بأننى صحفى مصرى، رحب بى ترحيبا بالغا جعلنى أشعر بقيمة مصر فى عيون الآخرين، حيث افتتح كلامه بأنه ما كان ينبغى أن يكون هناك توتر فى العلاقات بين مصر وإيران، مشيرا إلى أن مصر بلد يقود العالم الإسلامى، وأنه زاخر بعلمائه وأزهره، مبديا سعادته البالغة بثورة الخامس والعشرين من يناير، لأنها أسقطت كل ما يمنع من إقامة علاقات قوية بين القاهرة وطهران.
آية الله العظمى صافى كلبايكانى، قال إننى حزنت كثيرا لتوتر العلاقات بين مصر وإيران فى الفترة السابقة، كاشفا أنه عند ملاقاته لأى مسئول يوصيه بتحسين وتوطيد العلاقات مع مصر لما تحمله من حب خاص فى قلبه وقلوب الإيرانيين والمسلمين جميعا، مضيفا بلغته العربية الصحيحة، وبالرغم من كبر سنه، أنه متابع جيد للشأن المصرى وخاصة على المستوى الثقافى، مفصحا عن الكتب التى تصدر فيها، وأنه على إطلاع دائم على كل ما هو جديد فى مصر.
وتابع: أنا علاقاتى طيبة بعلماء مصر الذين أعرفهم منذ أكثر من 40 عاما، وخاصة شيوخ الأزهر، قائلا "إن حب مصر واجب على كل مسلم"، معللا ذلك بأن مصر تحمل راية الإسلام، مشيرا إلى أن علماء مصر نعيش معهم ومع كتبهم، مضيفا أن قلوب المؤمنين تنضب بحب مصر .
وأضاف أنه عند قيام ثورة الخامس والعشرين من شهر يناير فرح الجميع بها، لأن الموانع التى كانت تمنع الناس عن مصر قد زالت وسقطت جميع الحواجز، لأن مصر وإيران يرفعان راية الإسلام، مضيفا، أن مراقد أهل البيت فى مصر بداية من المشهد الحسينى، حيث الرأس الشريفة، ومرقد السيدة زينب رضوان الله عنها والسيدة نفيسة رضى الله عنها، قائلا إن تطورات الأوضاع فى مصر هى من بركة الإسلام.
ومدينة قم المقدسة تقع على بعد 147 كم جنوب العاصمة طهران، ومن معالم المدينة كثرة المراقد لأبناء أئمة أهل البيت وأحفادهم، إذ يبلغ عدد مراقدها المشهورة نحو 16 مرقداً من أبرزها مرقد السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم وهو من أشهر المراقد المقدسة فيها وأحد أبرز المعالم الدينية فى إيران، ومرقد السيد موسى المبرقع بن الإمام محمد الجواد وهو جد السادات الرضويين توفى سنة (296 هـ)، ومرقد السيد حمزة بن الإمام موسى الكاظم.
فى مؤتمر الصحوة.. الإيرانيون "نفدى مصر بأرواحنا" ونتمنى عودة العلاقات.. نساء إيران يعتبرن زواج المتعة إهانة.. أكبر مرجعيات "قم المقدسة": حب مصر واجب على كل مسلم وما يحدث لها الآن من بركة الإسلام
الثلاثاء، 07 فبراير 2012 08:12 ص
آية الله السيد على خامنئى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى
مهما قلت بردو
عدد الردود 0
بواسطة:
amr
احذروا هذا السرطان
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري يعيش بينهم
المترجم
عدد الردود 0
بواسطة:
حيرتونا
حيرتوووووووونا جدا جدا جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
مرحبا
هؤلاء الايرانيون اكثر الناس كذبا وكراهية لأهل السنة
عدد الردود 0
بواسطة:
د احمد
خمس سنوات في القطيف
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
التقية
عدد الردود 0
بواسطة:
مدحت المصرى
من اجل من ....؟
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدي حسنين
الي متي
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر
نعم للعلاقات الطيبة -لا لنشر المذهب الشيعي في مصر