كان كتاب "أرض أرض.. حكاية ثورة الجرافيتى"، جزء من مشاركة الكاتب شريف عبد المجيد بالثورة المصرية فى معرض الكتاب ولم يكن يتوقع حصوله على جائزة "على حد قوله"، لكنه حصد جائزة الفنون فى المسابقة الذى وثق من خلاله علاقة فن الجرافيتى بالثورة المصرية، والذى كان لليوم السابع معه هذا الحوار بمناسبة حصوله على الجائزة.
ما شعورك بعد حصدك لجائزة كتاب الفنون بمعرض القاهرة للكتاب؟
•أشعر بسعادة بالغة للغاية خاصة وان هذا العمل عزيز جدا إلى قلبى فأنا أعتبره مشاركتى فى الثورة المصرية ذلك الحدث الذى غير وجه مصر إلى الأفضل، وكذلك توثيق بصرى لأحداث الثورة المصرية وحفاظ على أعمال بعض الفنانين الشباب المضطهدين من خلال السلطات الحاكمة والتى مسحت أعمالهم وأنا أردت الحفاظ عليها
وماذا يتحدث العمل الفائز بالجائزة؟
•هو كتاب أرض أرض ويحكى عن فن الجرافيت وهو الرسم على الحائط وفى بداية الثورة كنت أرى هذه الرسومات وكنت خائف على ضياع مجهود الشباب، خاصة أن السلطات تمحو هذه الرسومات باستمرار، ولذلك قررت تصوير هذه الرسومات وجمعها فى كتاب حتى أحافظ على هذه الرسومات وفى نفس الوقت من خلال متابعة الصور أكون عملت توثيق للثورة المصرية التى لم أكن أعرف فى هذا الوقت إن كانت ستنجح أم لا، وكذلك حتى يتعرف الناس على هذا الفن الذى يرسم على الحوائط وهذا العمل ليس أول أعمالى التى تتناول الحوائط فقد أقمت من قبل معرض بساقية الصاوى عرضت خلالها تفاعل المصريين مع الحوائط والرسومات والكلمات التى تعبر عن أفكارهم وطباعهم وتفاعلهم مع الأحداث مثل من يكتبون على الحائط "حج مبرور" أو "الأهلى حديد" وهكذا.
ولمن تهدى هذه الجائزة؟
•أهديها إلى أرواح شهداء الثورة المصرية ومصابيها وأهديها إلى فنانى الجرافيتى المصريين ولكل الفنانين الذين شاركوا فى الثورة المصرية من بدايتها يوم أن كان هناك اختيار بين المشاركة الفعالة فى الشارع والتعرض للخطر أو الجلوس فى البيت واختيار الأمان.
ما رأيك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام؟
•كنت من الذين تمنوا إلغاء المعرض هذا العام نظرا للأحداث التى تمر بها البلاد حاليا ولكن بعد معرفتى أن إلغاء المعرض قد يؤثر على تقيمه الدولى وخسارة مصر لأحد مراكز قوتها الناعمة فى الشرق الأوسط قررت المشاركة وبقوة حتى نحافظ على المعرض، ونؤكد أن أمور الدولة تسير بشكل طبيعى فى خط موازٍ للثورة المستمرة، ولكن المعرض هذا العام كان له طعم خاص خاصة حرية الرأى التى لم يكن لها سقف هذه المرة.
هل تعتبر نجاح المعرض وحرية الرأى به أحد إنجازات المجلس العسكرى؟
•بالطبع لا فالمجلس لم يكن يجرؤ على التدخل فى حرية الرأى هذه المرة، فالفضل كل الفضل لثورة 25 يناير المجيدة ثم المجتمع المدنى والناشرين المصريين والتونسيون وإدارة المعرض والشعب المصرى بأكمله أما العسكر فهم غير مهتمين بالثقافة من الأساس.
ما أعمالك القادمة؟
•أحضر حاليا للجزء الثانى من كتاب أرض أرض، وسأقدمه بنفس الطريقة، وسيتناول أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء ثم سيكون هناك جزء ثالث عن الألتراس تكريما لهم، واعترافا بدورهم بالثورة المصرية وكذلك محاولة بحث فى ثقافتهم الخاصة.
الجدير بالذكر والكتاب الحاصل على الجائزة هو كتاب أرض أرض .. حكاية ثورة الجرافيتى وصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويتكون من 235 صفحة ويتناول فى صفحات قليلة فى بدايته حكاية فن الجرافيتى فى مصر وتعريفه ونبذه عنه لمن يتعرف على هذا الفن لاول مرة ودوره بالثورة المصرية، ثم يعقب ذلك 200 صورة كنماذج لهذا الفن.
ويعرض الكاتب قصة الثورة المصرية من خلال الصور المعبرة عن فن الجرافيتى الذى تمتلئ به حوائط شوارع القاهرة وبعض المحافظات أثناء الثورة وحتى الآن، ويحاول الفنان أن يتعرف على الثوار من خلال ذلك ليوضح رؤيتهم وأفكارهم وطموحاتهم للثورة المصرية بواسطة الرسم وفن الجرافيتى، كما يقول الكاتب هو فن بدأ ينتشر فى مصر على أيدى مجموعة من الشباب بعد أن كان هذا الفن ممنوعا ولا يخرج من قاعات العرض أو من خلال مسابقات وزارة الثقافة مما كان يفقده رونقه وميزته.
ومن هنا قرر الأديب والمصور الفوتوغرافى شريف عبد المجيد أن يوثق هذا الفن بعدسته خاصة بعدما قامت السلطات عدة مرات بإزالة الرسم من على الحوائط حتى يستطيع الحفاظ على مجهود الفنانين الذين تعتقلهم السلطات، وتصادر فنونهم وحتى يوثق الثورة المصرية من خلال تتابع اللوحات وحتى يستطيع أن يعرق المتلقى العادى ملامح هذا الفن وجمالياته وأساليبه.