هو برلمان الثورة كما يروق للبعض أن يطلق عليه، ولم لا وهو المجلس "مجلس الشعب الحالى" هو أول برلمان مصرى منتخب انتخابا ديمقراطيا حرا نزيها، رغم بعض المخالفات الشكلية، بل هو أول برلمان لم يشهد تزويراً كما كان يحدث من قبل، فهو من وجهة نظرى المتواضعة أول برلمان يتم انتخابه بإرادة شعبية كاملة، هؤلاء النواب الذين أتى بهم الشعب المصرى فى هذه المرحلة الفارقة جداً من تاريخ مصر، الجميع يتطلع إليهم وينتظر منهم لحظة العمل ولحظة اتخاذ القرار وسن التشريعات التى تعيد للمصريين كرامتهم وحقوقهم التى غابت عنهم طيلة ثلاثين عاما فى ظل حكم الديكتاتور المخلوع حسنى مبارك، وأول اختبار حقيقى لهذا المجلس الموقر هو المجزرة التى وقعت على أرض ومدرجات استاد بور سعيد عقب انتهاء مباراة بين النادى الأهلى القاهرى والنادى المصرى البورسعيدى فى بطولة الدورى العام المصرى، والتى رآها الجميع عبر شاشات التليفزيون، هى جريمة بكل المعانى أفجعت قلوب المصريين جميعا، جريمة يندى لها الجبين، جريمة جددت مرة أخرى البغض الدفين لجهاز الشرطة الذى أظهر تواطؤا واضحا فى عدم قيامه بأداء واجبة كعادته منذ قام ثورة 25 يناير إلا من رحم ربى من الشرفاء منهم الذين يعرفون معنى الواجب وقسم الولاء، فقد كان الأمر مفضوحا لدى الجميع بوجود مؤامرة واضحة من خلال تعليمات بعدم التدخل لحماية مشجعى ألتراس أهلاوى، وكذلك اللاعبون والجهاز الفنى للفريق الزائر داخل الملعب وبالمدرجات، لاسيما وأن قبلها بأسابيع قليلة كانت هناك أحداث مشابهة تماما بمدينة المحلة الكبرى أثناء لقاء جمع بين فريق النادى الأهلى ونادى غزل المحلة وتمكنت قوات الأمن من الانتشار داخل الملعب بطريقة تعكس تدربهم على مواجهة هذه الأحداث بكفاءة عالية وتمرس فى مواجهة الشغب، ومن المفترض بل من المنطقى أن مباراة بهذه الحساسية بين الجماهير العاشقة للناديين قد تم الاستعداد لها جيدا من الناحية الأمنية لاسيما مع المناوشات التى أعلن عنها على صفحات شبكة التواصل الاجتماعى فيس بوك قبل إقامة المباراة بأيام واحتمال استغلال هذا الاحتقان الجماهيرى فى إحداث ما لا يحمد عقباه وهو بالفعل ما حدث، فموافقة الأمن على إقامة المباراة جريمة فى ظل ما رأيناه من تعمد واضح فى عدم السيطرة على الموقف وحماية الأرواح التى أزهقت بلا أى ذنب سوى الإهمال والتقصير والتواطؤ الواضح حتى لو أن هناك أطرافا أخرى قد ساهمت فى هذه المذبحة كالجماهير ذاتها وحكم المباراة والجهاز الفنى للفريق الزائر ومجلس إدارة اتحاد كرة القدم، إلا أن المسئولية الأكبر والأولى تقع على أمن بور سعيد فى وقوع هذه الكارثة، وأقول لقد فاض الكيل بهذا الشعب مما يحدث من قتل زهرة شبابه دون رادع ودون تحديد هوية هؤلاء القتلة فى كل مرة، حيث يتم الإشارة فى كل مرة إلى وجود طرف ثالث هو الذى قتل وارتكب هذه الجرائم دون معرفة من هو هذا الطرف الثالث أو اللهو الخفى، كما سخر منه الشعب المصرى صاحب الفطنة وأطلق عليه هذا الاسم – هل هانت دماء المصريين على الجميع؟ هل ستظل دماء زهرة شبابنا رخيصة إلى هذا الحد – إجابة هذا السؤال لدى المجلس الموقر "مجلس الشعب" الذى لابد أن يتخذ سلسلة من القرارات الحاسمة التى تعبر عن حسن اختيار الشعب لهم ووضع ثقتهم الكاملة فيهم – الفرصة مازالت مواتية أمام المجلس الموقر لإعادة الحقوق والقصاص من القتلة فى محكمة ثورية وتطهير البلاد من كل الفاسدين – إن مجلس الشعب من خلفه شعب كامل سانده ويدعمه لنصرة الحق فلا يخشى هذا المجلس، المجلس العسكرى "مجلس الرعب" الذى جاء لحكم البلاد بشرعية من سقطت شرعيته ومع هذا قبله الشعب ثقة فى قواته المسلحة، ولكن فشل هذا المجلس فى إدارة البلاد تماما بشهادة جميع أطياف الشعب ولابد له أن يخلع عباءة الكبرياء والغطرسة التى مازال يرتديها لابد أن يستجيب لإرادة الشعب الذى لن يرضى إلا بتسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب فى أقرب وقت أو مجلس رئاسى مدنى، لن يرضى الشعب إلا بالقصاص من القتلة والحرية والعدالة الاجتماعية والتطهير والكرامة – يا نواب شعب مصر إما أن تثبتوا للتاريخ أنكم خيار الرجال فى هذه المرحلة وتنصروا الله بنصرة الحق لشعبكم الذى أجلسكم فوق مقاعدكم وتعيدوا حقوق الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وساعتها لن يكون هناك غالب لكم، وإما أن تسيروا خلف خطى المجلس العسكرى الذى لن يجلب لكم سوى الخزى والعار وساعتها سوف تسقطان معا بإرادة الشعب الذى أسقط من كانوا قبلكم – احذروا غضبة الشعب – احذروا عقاب الله يوم يسألكم ماذا فعلتم بعد أن تحملتم المسئولية وأصبحتم رعاة لنا – حفظك الله يامصر وحفظ شعبك
رأفت محمد السيد يكتب: مجلس الشعب ومجلس الرعب
الثلاثاء، 07 فبراير 2012 04:05 م
مجلس الشعب
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف عوض
مصر بخير