خلال الأسبوعين الماضيين حدث تطوران فى غاية الأهمية يتعلقان بوضعية مصر فى إطارها الإقليمى ودورها فى القضية الفلسطينية، الأول عندما سحبت الأردن من القاهرة ملف تسهيل المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد جلسات شارك فيها مفاوضون من الجانبين أطلق عليها "جلسات عمان"، ثم فوجئت القاهرة أمس بأن قطر حصلت لنفسها على ملف المصالحة الفلسطينية وأوجدت لنفسها موطأ قدم فى ملف كانت فى الأساس ممنوعة من الاقتراب منه لأنه كان مثل التوكيل الحصرى لمصر، وشهدت الدوحة توقيع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس، خالد مشعل، على إعلان الدوحة بشأن الاتفاق على حكومة توافقية فلسطينية برئاسة أبو مازن.
هذان التطوران إن دل على شىء فإنهما يدلان على أن شيئاً ما أصاب المحركات المصرية تجاه الملف الفلسطينى، فبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير استبشر الكثير خيرا، خاصة بعدما نجحت القاهرة فى جمع الفصائل الفلسطينية فى الرابع من مايو الماضى للتوقيع على وثيقة الوفاق الوطنى الفلسطينى، لكن بعد فترة من الركون تحركت دول أخرى لسحب الملفات من القاهرة، ويرى البعض أن هذا التراجع له عدة أسباب، منها ما هو إقليمى دولى، ومنها ما هو داخلى، وإن كان الترابط بين الاثنين ضرورياً، فمصادر عربية أشارت إلى وجود تدخلات أمريكية أدت إلى نقل ملف المفاوضات إلى الإردن، وقالت إن الولايات المتحدة الأمريكية ساعدت الأردن لكى تحصل على ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، خاصة أن العلاقات المصرية الأمريكية مضطربة خلال الأيام الجارية، فواشنطن وفقا لمصادر مطلعة لا تضمن توجهات مصر المستقبلية، ويضاف لذلك أن نقل المفاوضات جاء أساسا برغبة أردنية وموافقة فلسطينية وإيعاز إسرائيلى.
وإذا كانت الرغبة الأردنية مبررة بلعب دور، والإيعاز الإسرائيلى معروف لتخوفه من الأوضاع المصرية الداخلية، فلماذا جاءت الموافقة الفلسطينية، خاصة إن أبو مازن كان ومازال حريصا على ترديد مقولة إن مصر بلد محورى، فكيف يقول ذلك وفى المقابل يساعد الأردن وقطر على سحب الملفات الفلسطينية منها، الإجابة على هذا التساؤل حددها مصدر مصرى مطلع على العلاقات المصرية – الفلسطينية بقوله "إن الجهات المصرية التى تعمل على هذا الموضوع بدأت مؤخرا فى تجاهل رئيس السلطة الفلسطينية، وأصبحت العلاقة بين القاهرة والسلطة ليست كما كانت فى الماضى، وأصبح هناك انحياز أكثر لحركة حماس، بحكم الظروف الداخلية التى تمر بها مصر، ورغبة بعض الجهات الرسمية فى مصر فى عدم إغضاب جماعة الإخوان المسلمين التى تعتبر حماس فرعها الفلسطينى، وبالتالى فإن أبو مازن وخروجا على قواعد علاقته بمصر اتجه إلى عمان والدوحة باحثا عن ملاذ آخر لتوصيل رسالة لمصر بأنه ليس راضيا عن الطريقة التى تدار بها الملف الفلسطينى من جانب المسئولين المصريين".
أيًّا كانت المبررات والتحركات فإن المؤكد الآن أن جلسات عمان، واتفاق تشكيل الحكومة الفلسطينية الذى وقعه أبو مازن ومشعل بالدوحة تطوران يعكسان تراجع الدور المصرى فى الملف الفلسطينى، والملف الفلسطينى الإسرائيلى، وهو تراجع يحتاج لإعادة تقييم للسياسات الخارجية وارتباطها بالأوضاع الداخلية قبل أن تتحول القاهرة لمحطة ترانزيت لمحطة الدوحة الكبرى.
جلسات عمان واتفاق الدوحة يقضيان على الدور المصرى فى القضية الفلسطينية..القاهرة جاملت حماس إرضاء للإخوان .. فتحول أبو مازن للأردن وقطر لتوصيل رسالة غضب لمصر
الثلاثاء، 07 فبراير 2012 01:09 م
أبو مازن
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح حماد بنها
ياريت يحصل ويبعدة عننا
عدد الردود 0
بواسطة:
Ali Abdel Aal
من الأخر
عدد الردود 0
بواسطة:
فلسطيني
كذب وللتعليق رقم 1 شكرا على ذوقك