فى الوقت الذى تستمر فيه وزارة الداخلية فى إنكار استخدامها الطلقات النارية "الخرطوش"، فى مواجهة المتظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة بمحافظتى القاهرة والسويس، والتى اندلعت عقب سقوط 74 شهيدًا خلال مباراة الأهلى والمصرى البورسعيدى، يتوالى توافد المصابين بجميع أنواع الخرطوش على المستشفيات، أهمها قصر العينى، والذى استقبل النسبة الأكبر منهم منذ بدء الأحداث الأسبوع الماضى.
"استقبلنا فى قصر العينى منذ بداية الثورة وحتى يوم الأحد الماضى أكثر من 1800 مصاب بطلقات خرطوش فى العين، ومع ذلك تصر الداخلية فى بياناتها الرسمية على أنها لا تستخدم هذا النوع من الطلقات ضد المتظاهرين".. هذا ما أكده د. يحيى صلاح الدين، أستاذ طب العيون بقصر العينى، موضحًا أن المستشفى استقبل خلال الأحداث الأخيرة، منذ يوم الخميس 2 فبراير وحتى الأحد 5 فبراير الماضى، حوالى 50 حالة إصابة بانفجار فى مقلة العين، 90% منهم فقدوا الإبصار تمامًا فى العين المصابة، بالإضافة إلى العشرات من إصابات الخرطوش فى الوجه والتى كانت قريبة جدًا من العين، لكنها لحسن حظ هؤلاء المصابين لم تخترقها.
وأوضح "صلاح الدين" أن أغلب حالات الإصابة التى استقبلها المستشفى كانت يومى الخميس والجمعة، بمعدل 18 حالة إصابة فى اليوم الواحد، إلا أنه لم يستقبل أية إصابات أخرى منذ الاثنين الماضى، مؤكدًا على أنهم استخرجوا من عيون المصابين أنواعًا مختلفة من الخرطوش، أخطرها نوع من "البلى" المعدنى، يصل قطر الواحدة منها إلى نصف سم، فى الوقت الذى أكدت فيه د. رانيا صبحى، أستاذ طب العيون بقصر العينى، أن إحدى الحالات حدث لها تفريغ تام للعين المصابة، على غرار حالة رضا عبد العزيز الذى أصيب خلال أحداث مجلس الوزراء، بالإضافة إلى حالة أخرى فقدت البصر فى كلتا العينين، قائلة إنه للأسف فى أغلب الحالات تكون الإصابة بالغة، وتتسبب فى فقد الإبصار نهائيًا لتسببها فى انفجار مقلة العين.
وفى قسم 14 يرقد رامى فوزى، الذى أصيب فى عينه اليمنى بعد أن تعمد أحد الضباط إصابته فى وجهه، على الرغم من أنه كان مشاركًا فى الحائط البشرى الذى أقامه بعض النشطاء والمتظاهرين من أجل وقف الاشتباك بين قوات الأمن والمتظاهرين، الأحد الماضى.
وقال "فوزى" إنه فوجئ بقوات الأمن تطلق عليهم الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش، على الرغم من أنهم كانوا يحاولون وقف الاشتباك، مؤكدًا أنه شاهد الضابط الذى أطلق عليه الخرطوش، من على مسافة لا تتجاوز 10 أمتار، وأصابه فى عينه اليمنى ووجهه، عندها سقط على الأرض، وعندما توجه إليه أحد أصدقائه محاولاً إسعافه أطلق عليه نفس الضابط طلقة أصابته فى قدمه، وأضاف أنه نُقل إلى المستشفى الميدانى بالتحرير، حيث أكد الأطباء هناك على ضرورة نقله للمستشفى، عندها تم نقله بسيارة الإسعاف لمستشفى قصر العينى.
وفى قسم 12، يوجد أحمد محمود، الذى يبلغ من العمر 19 عامًا، حيث أصيب فى عينه اليسرى بطلقة خرطوش، أثناء مشاركته فى المظاهرات بمحافظة السويس، أدت إلى فقدان تلك العين الإبصار تمامًا، قائلاً إنه توجه للمشاركة فى مظاهرة سلمية احتجاجًا على سقوط 74 شهيدًا بمحافظة بورسعيد، عندها فوجئ بعساكر الأمن المركزى يطلقون النيران على المتظاهرين، وأصيب بطلقات فى العين والوجه والكتف والرقبة، وتم تحويله لمستشفى قصر العينى، وعندها تبين عدم قدرة تلك العين على الإبصار مرة أخرى، بسبب تضرر العصب البصرى.
أما نبيل غباشى، مهندس بحرى، فأكد أنه نزل إلى شارع محمد محمود يوم الخميس الماضى للتضامن مع أهالى شهداء ومصابى بورسعيد، مضيفًا أن المتظاهرين لم يحاولوا اقتحام وزارة الداخلية كما تردد، بل أنهم فوجئوا بقوات الأمن تطلق عليهم الغاز المسيل للدموع والخرطوش بكثافة كبيرة أصيب خلالها، موضحًا أنهم استخرجوا من عينه المصابة جسمين غريبين أحدهما أصفر اللون، إلا أنه لم يفقد البصر تمامًا.
فى الوقت نفسه، أصدرت جمعية عيون الثورة بيانًا أكدت فيه أن الإصابات التى تم تسجيلها، خلال الأحداث الأخيرة، تعد مطابقة لما تم توثيقه من إصابات ناتجة عن طلقات الخرطوش فى العيون منذ اندلاع الثورة فى 25 يناير، خاصة حالات استهداف العيون فى أحداث شارع محمد محمود فى نوفمبر الماضى، حيث جاءت الإصابات نتيجة مباشرة لإطلاق الخرطوش فى اتجاه وارتفاع الوجه والعيون.
أطباء عيون بـ"قصر العينى": استقبلنا خلال الأحداث الأخيرة 50 حالة إصابة بخرطوش فى العين.. 90% من المصابين فقدوا الإبصار تمامًا فى إحدى أعينهم.. وعشرات الإصابات فى الوجه
الثلاثاء، 07 فبراير 2012 04:15 م