يحزننى منظر الدماء على الأرض، ورجال مقتولون عمدا برصاص الجيش ومنظر استهداف مآذن الجوامع وانتهاك بيوت الله وقتل الأطفال وإرعابهم بالليل والنهار وتعذيب الرجال والنساء أمام بقية الأهل غير السحل فى السجون وما خفى كان أعظم، كل يوم يسقط ويستشهد عشرات ومئات السوريين العزل وتسيل دماؤهم على التراب السورى بأيد سورية، والآن وصل الشعب لمرحلة اللا عودة يريد إسقاط النظام يريد الحرية، وكلما سقطت أعداد منه كلما زاد إصراره على مطالبه.. وبالأمس القريب فشل العالم فى إصدار قرار يدين النظام، وفشلت الجامعة العربية فى التعامل مع الأزمة كما فشلت من قبل فى اليمن وليبيا وكل يوم تثبت أنها ورقة فى أيدى الكبار ليس إلا، وكان أكبر خطأ هو تدويل القضية من بدايتها وأسأل نفسى لماذا الضعف فى دور الجامعة وعدم معاقبة النظام السورى واتخاذ قرارات جماعية صارمة، بالإضافة إلى تركيا الثى تؤيد ذلك بكل سرور لخلفيات لست بصدد ذكرها، لماذا لم يفرض العرب والمسلمون جميعا عقوبات جادة، لماذا لم يطرد السفير السورى من كل البلاد العربية واستدعاء السفراء منها، باستثناء تونس البلد الشجاع الذى طرد السفير وأعلن سحب اعترافه بالنظام السورى الحالى.. لماذا لا يوقف رجال وشركات الأعمال العرب الخليجيون بالذات نشاطهم فى سوريا، ولماذا لا يساعد العرب المعارضة بأى شكل وتشكيل كادر وشكل معين تحت راية واحدة فى الداخل والخارج، ولماذا لم يمارسوا كل أنواع الضغط مجتمعين على النظام السورى، ولماذا اندسوا تحت عباءة دولية مخرومة لا تغنى ولا تسمن من جوع وهم يعرفون ذلك مسبقا، ويعرفون أن روسيا لها مصالح تجارية أسلحة وغاز مع سوريا، ولا تريد أن تضحى بسهولة وتسخدم ذلك أيضا فى مواجهة أمريكا حتى لا تقع سوريا فى يد الغرب وأمريكا، وتخرج روسيا والصين من المولد بلا حمص ولا إعادة إعمار ولا تنقيب عن بترول وغاز، وإعادة تسليح، كما فعلت فى ليبيا، فاعتراض الروس ليس حبا فى النظام ولا كراهية للشعب، ولكنه عشق لمصالحه هو، وكذلك الصين لها حسابات فى المنطقة وحسابات مع أمريكا، فالدم العربى لا يهم وليس له ضرورة وليس فى الحسبان والإنسان العربى أرخص مما يتصور أى من المشتغلين بحقوق الإنسان وهتك الأعراض والتعذيب وإهانة المقدسات، كل هذه شعارات وضعوها لنا فى كبسولة لنأخذها يوميا بعد الأكل وقبل الأكل وأثناء الأكل.
شاهدت فيديو قصيرا لمباراة كرة قدم أثناء اللعب سقطت "بومة" على الأرض فأزاحها لاعب بقدمه خارج الملعب.. قامت الدنيا والإعلام والصحافة وحقوق الحيوان والطيور والبيئة على اللاعب، وتم إيقافه ودفع غرامة وتقديم اعتذار علشان "بووومه اللى بتاكل الفيران"، وعندنا الأطفال والرجال يشاهدهم العالم يوميا يقتلوا ووتتناثر أشلاؤهم ملطخة بالدم ولا يتحركون ويستخدمون الفيتو لمصالحهم فقط، ونحن كل يغنى على ليلاه فى بلد عربى خليجى الآن تقام مسابقة لأجمل قطة وبلد مسابقة لأسرع جمل وآخر مهرجان للأفلام وبلد آخر حفلات غنائية موسم شتوى وكل بلد فيما لديه فرحون، ماتت النخوة ودفنت الكرامة، فاليمن هنجت الثورة كما يهنج الكومبيوتر وقفت على السلم وفى مصر لا يوجد سلم، وفى ليبيا ضرب تحت السلم وفى البحرين والأردن مراجل بتغلى، ومن ناحية أخرى يقول صديق بسقوط النظام السورى ستعم الفوضى وتزداد حمامات الدم وهذا ما تريده إسرائيل، وسوريا هى خط وصمام الأمان مازالت تستخدم دباباتها ومدافعها فى دك المدن السورية وقتل المواطن وتشريد الأسر.
يا كل حكام العرب ويا كل منظمات حقوق الإنسان والحيوان والطير، ويا كل رجال الأعمال المقتدرين، ويا كل الدنيا الشعب السورى ينزف دما فرجاء.. خلو عندكم شوية دم.
