مجد خلف تكتب: وإنك لعلى خلق عظيم

الإثنين، 06 فبراير 2012 08:31 ص
مجد خلف تكتب: وإنك لعلى خلق عظيم احتفالات المولد النبوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الله تبارك وتعالى فى كتابه الكريم: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) صدق الله العظيم – التوبة 129.

فى هذه الآية الكريمة؛ يمتن الله، تبارك وتعالى، على عباده أن أرسل لهم رسولا من أنفسهم، أى من نفس جنسهم، فالله تبارك وتعالى أدرى بعباده من أنفسهم، ( إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) – فاطر 31، وهو جل وعلا يعلم ما ينفع عباده وما يضرهم، وهو الذى قال: (قُل لَّوْ كَانَ فِى الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً) – الإسراء 95، فالرسول، صلى الله عليه وسلم؛ ومعه كل من سبقه من الرسل والنبيين؛ حتم الله، تبارك وتعالى، أن يكونوا بشرا من نفس جنس الإنسان، والمؤمن برسالته، صلى الله عليه وسلم، يجب عليه أن يستوفى شروط هذا الإيمان، كما جاء فى خواتيم سورة البقرة: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ) – البقرة 285، فالإيمان بكل أنبياء الله ورسله، وتصديق كل رسالات السماء وكتبها هى من أساسات إيمان المؤمن، بل إن هذا الإيمان لا يكتمل إلا بهذا التصديق.

تم تتابع الآية الكريمة؛ الرسول، صلى الله عليه وسلم، يعزّ عليه ما يعنت المؤمنين، لهذا.. جاءت شريعة الإسلام سهلة، والدين الإسلامى يُسْر ليس فيه عسرٌ يُعنت المؤمنين به، (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) – البقرة 185، وهو صلى الله عليه وسلم حريص أشد الحرص على هداية أمته، ورحيم بهم أشد الرحمة، ولا يريد لهم إلا الخير.

وهنا لنا وقفة مع رحمته، صلى الله عليه وسلم، وهى الرحمة التى تجلت فى مواقف عديدة عبر سنين حياته الشريفة كلها، فكان دوما يرأف بأحوال المشركين به برغم عصيانهم، ويحنو عليهم برغم إيذائهم، وليس أبلغ من قصته، صلى الله عليه وسلم، مع أهل الطائف، لتبين جوانب رحمته صلى الله عليه وسلم.

عندما ازداد عصيان قريش للرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، وأعلنوا إصرارهم على الكفر بدعوته، توجه صلى الله عليه وسلم بدعوته إلى أهل الطائف، فما كان منهم إلا أن سلطوا صبيانهم وسفهاءهم ليرموه بالحجارة ويلحقونه بالسباب والإهانات، فخرج من الطائف مهموماً حزيناً، ولنقرأ كلماته صلى الله عليه وسلم: (فانطلقت وأنا مهموم على وجهى، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسى فإذا أنا بسحابة قد أظلتنى، فنظرت فإذا فيها جبريل، فنادانى فقال: إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: فنادانى ملك الجبال وسلم على، ثم قال: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال، وقد بعثنى ربك إليك لتأمرنى بأمرك فما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين)، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا)؛ والأخشبان هما جبلان بمكة؛ هكذا كان الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم كما قال عنه القرآن رؤوف رحيم.

فإذا عقدنا مقارنة؛ إن جازت المقارنة؛ بين موقفه صلى الله عليه وسلم، وموقف أخيه نوح عليه السلام، يتبين لنا الفرق واضحا جليا بين الموقفين، فنوح عليه السلام دعا قومه بدعوة الإسلام: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ) – نوح 3، وظل طول حياته يدعوهم، وهم يرفضون دعوته، وما آمن به إلا قليل، فلما أن يئس نوح منهم؛ أوحى إليه ربه: (أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) – هود 36، فدعا نوح عليه السلام عليهم: (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا) – نوح 26.

هنا يتضح الفرق بين محمد، صلى الله عليه وسلم، ومن سبقه من أنبياء الله ورسله؛ إنه النبى الخاتم الذى لا نبى بعده، فكيف يدعو بالهلاك على من يدعوهم؟ إنه يعلم علم اليقين أنه خاتم رسالات السماء إلى أهل الأرض؛ صلى الله عليه وسلم، وأنه مزود من قِبَل الله، تبارك وتعالى، بالقلب الذى تحمل ما لا تتحمله الجبال؛ بل تتصدع وتخشع؛ تحمل نزول القرآن الكريم على قلبه الشريف، صلى الله عليه وسلم، فى الأولين وفى الآخرين وإلى يوم يبعثون.

وشهد له خالقه عز وجل: (وإنك لعلى خلق عظيم)، فهل نتمثل به قولا وفعلا؟ أم نكون من الذين يقولون ما لا يفعلون؟ أدعو الله أن نتبع خطى المصطفى، صلى الله عليه وسلم، فى كل ما نقول وما نفعل، كى نخرج من عنق الزجاجة السوداء التى ضاقت بنا فانفجرت، وخرجت منها كل الشرور والآثام التى لم نشهد لها مثيلا من قبل، اللهم أبعد عنا غضبك وسخطك وتغمدنا برحمتك فى هذا اليوم المبارك (مولد حبيبك محمد) صلى الله عليه وسلم، وخذ كل ظالم جبار قاتل لشعبه أخذ عزيز مقتدر، اللهم آمين اللهم آمين، والله من وراء القصد.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

يوسف

جزاكم الله ربي خير الجزاء

جزاكم الله ربي خير الجزاء

عدد الردود 0

بواسطة:

معتز

الله مصلى على سيدنا محمد

الله مصلى على سيدنا محمد

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد المنعم البراشى

رسول الانسانية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة